دخل الأسير الفلسطيني محمود عبد الله عارضة (50 عاماً)، من بلدة عرابة جنوب جنين، الإثنين، عامه الثلاثين على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويُعد عارضة، الذي يوصف بأنه "مهندس عملية نفق الحرية"، أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة، حيث قاد واحدة من أجرأ عمليات الهروب في تاريخ سجون الاحتلال.
خلفية: "نفق الحرية" العملية التي هزت المنظومة الأمنية
اكتسب الأسير عارضة شهرة واسعة في سبتمبر من عام 2021، عندما كان العقل المدبر لعملية "نفق الحرية"، حيث تمكن هو وخمسة أسرى آخرون من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، عبر نفق حفروه على مدى أشهر.
ورغم أن الاحتلال تمكن من إعادة اعتقالهم بعد أيام من المطاردة، إلا أن العملية شكلت صفعة قوية للمنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، وألهمت الفلسطينيين في كل مكان، لتتحول قصة "نفق الحرية" إلى ملحمة في تاريخ الصمود والمقاومة.
عقوبات مضاعفة وحياة في الأسر
اعتقلت قوات الاحتلال الأسير عارضة لأول مرة عام 1992 وأمضى حينها 41 شهراً في الأسر. ثم أُعيد اعتقاله في 21 سبتمبر 1996، وأصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 15 عاماً.
وعقب عملية "نفق الحرية"، فرضت عليه محكمة الاحتلال حكماً إضافياً بالسجن لمدة 5 سنوات أخرى، مع غرامة مالية قدرها 5 آلاف شيقل، كعقوبة على انتزاعه لحريته.
من معتقل إلى كاتب ومثقف
وعلى الرغم من الحكم القاسي وسنوات الأسر الطويلة، حوّل عارضة سجنه إلى منارة للعلم والمعرفة.
فقد تمكن من الحصول على شهادة الثانوية العامة، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التربية الإسلامية من داخل الأسر.
ووفقاً لنادي الأسير، يُعتبر عارضة من المرجعيات الثقافية والفكرية الهامة داخل السجون، حيث ألف عدداً من الكتب والروايات، ليجسد بذلك نموذجاً للأسير الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ليس فقط بالصمود، بل أيضاً بالعلم والفكر والإبداع.
0 تعليق