عاجل

شبح الحرب يخيم على أوروبا وسط مناورات روسية وتأهب الناتو - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيش منطقة أوروبا الشرقية في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن، حيث تكرر المسيرات الروسية اختراقها أجواء دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مثل بولندا ورومانيا ولاتفيا، وذلك بالتزامن مع مناورات عسكرية روسية بيلاروسية على حدود الناتو الشرقية.

وبدوره، أطلق حلف الناتو عملية "الحارس الشرقي" ونشر مقاتلات للتصدي للاختراقات الروسية، ويخطط لخطوات تصعيدية أخرى في ظل تصاعد الحرب في أوكرانيا وتراجع الحديث عن أي إمكانية للحل.

epa12370965 A still image taken from a handout video provided by the Russian Defence Ministry press service on 12 September 2025 shows a Russian Ka-52 attack helicopter taking part in the Zapad-2025 joint military drills at an undisclosed location in Belarus. The 'Zapad 2025' joint strategic military exercise will be conducted by the Russian and Belarusian armed forces from 12 to 16 September 2025. EPA/RUSSIAN DEFENCE MINISTRY PRESS SERVICE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
مروحية هجومية روسية من طراز كيه إيه/52 تشارك في مناورات "زاباد 2025" في بيلاروسيا (الأوروبية)

المناورات نذير حرب

أعلنت روسيا وبيلاروسيا تنظيم مناورات عسكرية مشتركة استمرت من 12 حتى 16 سبتمبر/الجاري وحملت اسم "زاباد 2025" أو "الغرب 2025" واستعملت فيها أنواع الأسلحة المختلفة.

ووفق ما تضمنه تقرير لوكالة رويترز فإن المناورات عكست استعراضا للقوة من جانب روسيا وحليفتها الوثيقة بيلاروسيا، وجرت بالقرب من الحدود البولندية، "وسعت لمحاكاة صد هجوم واسع واستعادة أراض وسحق عدو".

وكانت بيلاروسيا قد سمحت لروسيا بنشر صواريخ نووية تكتيكية على أراضيها، وتستعد لاستضافة صاروخ أوريشنيك الجديد فائق السرعة الذي طورته موسكو.

وفي المقابل، أعلنت بولندا حالة الاستنفار لمواجهة هذه المناورات وتعبئة 35 ألف جندي ينتشر 5 آلاف منهم على الحدود مع بيلاروسيا، ووصف رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، مناورات "زاباد" بأنها "عدوانية للغاية"، وأعلنت ليتوانيا أيضًا حالة التأهب ردا على المناورات.

وحسب تقرير لمراسل بي بي سي من بيلاروسيا، ستيف روزنبرغ، تؤكد موسكو ومينسك أن المناورات ذات طبيعة دفاعية بحتة، وأنها مصممة لتعزيز أمن روسيا وبيلاروسيا، ولمواجهة أي تهديد خارجي محتمل.

" title="رو">

مخاوف أوروبية تغذيها تجارب سابقة

ويرى روزنبرغ أنه في حين تعتبر السلطات البيلاروسية دعوة وسائل الإعلام الدولية لحضور المناورات دليلا على شفافيتها، يمكن النظر إلى القرار من منظور آخر، فهي رسالة للغرب وتحديدا إلى أوروبا، وقد يكون نص هذه الرسالة كالتالي "انظروا وتأملوا في القوة النارية على عتبة داركم، المواجهة مع موسكو ليست في مصلحتكم".

إعلان

وحاولت روسيا تبديد مخاوف الدول الأوروبية من هذه المناورات، ونقل تقرير رويترز عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن المخاوف الأوروبية بشأن المناورات هي رد فعل عاطفي نابع من العداء تجاه روسيا.

وأوردت صحيفة فيدوموستي الروسية في تقرير لها بعنوان "المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية تثير ردود فعل أوروبية حادة" مقابلات مع محللين روس أكدوا خلالها أن هذه المناورات روتينية ودفاعية، بينما تصورها أوروبا كتهديد لتبرير العسكرة وتعزيز تماسك حلف الناتو.

وصرح الخبير في معهد موسكو للعلاقات الدولية، فياتشيسلاف سوتيرين للصحيفة بأن هذه المناورات ضرورية لتعزيز القدرة الدفاعية للدولة الاتحادية (روسيا وبيلاروسيا)، خصوصا وأن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تُجري مناورات منتظمة بالقرب من حدود الدولة الاتحادية، وقد ازداد نطاقها وكثافتها بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي.

وبدوره يرى رئيس مركز الدراسات البيلاروسية نيكولاي ميزيفيتش ـ كما نقلت عنه صحيفة فيدوموستي ـ أن الدول الأوروبية ردت بحدة على هذه المناورات، لأنها ـ في إطار ما يُسمى "التهديد الروسي الوهمي" ـ تبحث عن ذرائع لتبرير عسكرتها (للمنطقة).

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يقول إن المخاوف الأوروبية بشأن المناورات هي رد فعل عاطفي (رويترز)

أول مواجهة بين الناتو وروسيا

بحسب تقرير رويترز، مثلت المسيرات الروسية التي اخترقت أجواء بولندا أول حادثة معروفة تطلق فيها قوات من الناتو النار على أهداف روسية قادمة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل 3 سنوات ونصف.

وقال رئيس الوزراء دونالد توسك إن اختراق المسيرات الروسية جعل بلاده ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية أقرب ما تكون إلى الدخول في حرب.

ووفقا لتقرير صحيفة الديلي ميل نشرته الأربعاء، فقد اخترقت ما بين 19 و23 طائرة بدون طيار المجال الجوي البولندي في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث أرسل حلف شمال الأطلسي قوة متعددة الجنسيات من الطائرات النفاثة لإسقاط العديد منها.

كما أفادت شبكة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية في تقرير لها بأن وزارة الدفاع الرومانية أكدت اختراق طائرة مسيرة أجواء البلاد تزامنا مع هجوم شنته روسيا على أوكرانيا، وعلى الفور تم إرسال طائرتين مقاتلتين من طراز F-16 لاعتراضها لكنها اختفت عن الرادار في دلتا نهر الدانوب.

ونقلت الشبكة البلجيكية عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوخارست كريستيان بريدا أن هذا الاختراق استفزاز منذر بهجوم شامل، موضحا أن هذه الحادثة تُبرز الأهمية الجيوسياسية للمنطقة، حيث يريد الروس السيطرة على البحر الأسود بعد ضم شبه جزيرة القرم، وإذا نجحوا في ذلك فسيملكون رافعة إستراتيجية رئيسية، وهي منع تصدير الحبوب الأوكرانية.

وفي السياق ذاته، أبلغت لاتفيا عن سقوط طائرة بدون طيار في شرق أراضيها. ويوم الاثنين الماضي قالت بولندا مجددا إنها اكتشفت تحليق طائرة بدون طيار مدنية فوق قصرها الرئاسي واعتبرت ذلك استفزازًا آخر، وأعلنت عن اعتقال بيلاروسيين اثنين.

وفي حين نفت روسيا تعمدها استهداف بولندا، وقالت إن طائراتها المسيرة كانت تنفذ هجومًا في غرب أوكرانيا ولم تكن تخطط لضرب أي أهداف في بولندا، أكد القادة الأوروبيون أنهم على يقين من أن هذه الاختراقات كانت استفزازًا متعمدًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إعلان

وينقل تقرير لإندبندنت عن خبيرة الأمن الدولي والباحثة في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، ناتيا سيسكوريا، أن هذه الاختراقات والمناورات اختبار من بوتين لرد فعل الناتو على تحركاته الأكثر عدوانية خارج الحدود الأوكرانية، ومحاولة لمعرفة حقيقة وحدة دول الناتو ومدى استعداد الحلف لتفعيل مبدأ الدفاع المشترك عن أعضائه.

" title="نات">

وجهة نظر روسية: حادثة مصطنعة لجر أميركا للصراع

نقلت صحيفة إزفستيا الروسية في تقرير لها بعنوان "من يقف وراء حادثة الطائرة المسيّرة في بولندا؟" عن دبلوماسيين روس تأكيدهم عدم تقديم أي دليل على تورط موسكو في حادثة اختراق المسيرات وأن روسيا أعربت عن استعدادها لإجراء مشاورات مع بولندا لحل الأمر وديا، لكن الأوروبيين يسعون إلى استغلال أي حدث لتعطيل المفاوضات بشأن أوكرانيا.

ونقلت صحيفة إزفستيا عن أستاذ النظرية السياسية بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، إيفان لوشكاريوف قوله إن لجوء بولندا إلى المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تنص على إجراء مشاورات بين الدول الأعضاء في الناتو يُظهر أن وارسو لا تعتبر الحادثة تهديدًا خطيرًا، إذ لو كان الأمر كذلك لاختارت تفعيل المادة الخامسة المتعلقة بالرد العسكري المشترك.

وبدوره، قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف، في تصريح لصحيفة إزفستيا إنه "متأكد من أن الأوكرانيين يقفون وراء هذا الاستفزاز، وكذلك من يدعمهم، فمن الواضح أن المسألة ليست قلقًا أمنيًا، بل رغبة في مواصلة الضغط على دواسة التصعيد في الصراع في أوكرانيا".

وبرهن كوساتشيف على طرحه بأن كل أنواع المفاوضات الروسية الأوكرانية متوقفة حاليًا وليس بمبادرة من روسيا وحتى قبل حادثة الطائرات المسيرة في بولندا، على حد قوله.

من جهته، يرى الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف أن الهدف من هذا "الاستفزاز" هو الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل جر الولايات المتحدة بطريقة ما إلى الصراع الأوكراني، أو على الأقل إجبارها على تقديم ضمانات أمنية لأوروبا.

Smoke billows from a blast near Polish Abrams tank as Polish forces with NATO soldiers hold military exercises 'Iron Defender' at a military range in Wierzbiny near Orzysz, Poland, September17, 2025. REUTERS/Kacper Pempel
القوات البولندية وجنود من الناتو يجرون تدريبات باسم "المدافع الحديدي" قرب أورزيسز في بولندا (رويترز)

هل الناتو موحد حقا؟

يبدو أن روسيا لا تتحرك من فراغ عندما تراهن على الخلافات داخل دول الناتو وتبني إستراتيجيتها العسكرية وفقا لذلك، فها هو العضو الأكبر في الحلف يغرد خارج سرب الناتو.

فقد أفاد تقرير لموفد صحيفة الغارديان إلى المناورات، بيوتر ساور، بحضور قادة عسكريين أميركيين لهذه المناورات التي تثير قلق الدول الأوروبية.

وحسب المراسل، فقد تبوأ المسؤولان الأميركيان -اللذان رفضا التحدث إلى الغارديان- مقعديهما بين الممثلين العسكريين لحلفاء روسيا التقليديين الذين يشملون دولا ذات أنظمة استبدادية في أفريقيا، بالإضافة إلى الصين وميانمار ودول أخرى.

واعتبر تقرير الغارديان أن وجود الأميركيين ـ الذي استغلته وسائل الإعلام الرسمية الروسية والبيلاروسية سريعًا للإيحاء بأن التدريبات تحمل ثقلا عالميًا ـ يعكس الموقف الأميركي المختلف عن موقف باقي أعضاء الناتو، ويزيد من المخاوف الأوروبية من أن إدارة دونالد ترامب غير مستعدة لاتخاذ موقف صارم تجاه موسكو أو زيادة عزلة الزعيم الروسي.

وفي السياق، يبدو الرئيس الأميركي أقرب لتبني الرواية الروسية بخصوص اختراق المسيرات أجواء دول الناتو، حيث أورد تقرير رويترز أن ترامب صرح للصحفيين يوم الجمعة الماضي أنه يعتبر أن توغل المسيرات الروسية ربما كان خطأ غير مقصود، وهو ما يناقض موقف القادة الأوروبيين الذين يعتبرونه عدوانا متعمدا.

ويرى متابعون للصراع الروسي الغربي أن بوتين ازداد ثقة من توجهاته وسياساته منذ عقده قمة ألاسكا مع ترامب في أغسطس/آب، وبات مطمئنا أكثر إلى الموقف الأميركي باعتبار أن مهل ترامب ووعيده بالعقوبات وتهديداته الحادة تجاه روسيا قبل القمة قد خفتت إن لم تكن قد اختفت.

إعلان

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة الديلي ميل عن الخبير المتخصص في الاستخبارات العسكرية فيليب إنغرام قوله "إن بوتين ربما خرج من قمة ألاسكا مُتشجعًا أكثر، وأبعد عن أي تسوية سلمية في أوكرانيا".

FILE PHOTO: U.S. President Donald Trump shakes hand with Russian President Vladimir Putin, as they meet to negotiate for an end to the war in Ukraine, at Joint Base Elmendorf-Richardson in Anchorage, Alaska, U.S., August 15, 2025. REUTERS/Kevin Lamarque/File Photo
ترامب صرح للصحفيين أنه يعتبر أن توغل المسيرات الروسية في أجواء دول بالناتو ربما كان خطأً غير مقصود (رويترز)

هل يردع "الحارس الشرقي" روسيا؟

بعد الاختراقات الروسية المتكررة، أطلق الحلفاء الأوروبيون عملية "الحارس الشرقي" وقرروا إرسال طائرات إضافية للقيام بدوريات ضد أي توغل روسي محتمل بطائرات مسيرة.

وأعلن قادة الناتو يوم الجمعة أن فرنسا وألمانيا والدانمارك ستسهم جميعها في خطة "الحارس الشرقي" المشتركة، وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها "ملتزمة تمامًا بالقيام بدورها" في تعزيز الدفاعات، وأنها ستؤكد التفاصيل قريبًا، حسب صحيفة الغارديان.

وبدأت الأصوات ترتفع في الدول الأوروبية بضرورة التدخل في أوكرانيا واعتبار أن ذلك وحده هو ما سيوقف بوتين عند حده ويدع حدا لطموحاته التوسعية.

واعتبر تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية، بعنوان "حان الوقت لكشف خدعة بوتين في الحرب العالمية الثالثة"، أن الخبراء يحذرون من أن توغلات المسيرات الروسية تُعدّ إشارةً إلى ضرورة انخراط الناتو بشكل مباشر في القتال في أوكرانيا وإلاّ خاطر بغزو روسي لدولة أوروبية أخرى.

ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري بريتون غوردون قوله إن ما وصفه بتظاهر الناتو بالولاء لفكرة السلام "أعطى انطباعًا لبوتين بأن الحلف غير مهتم، لذا، فالغرب مسؤول إلى حد ما عن تمادي بوتين وعليه أن يظهر عزمه الآن، وإلا فسيواصل سياسته التوسعية".

وعزز الاستشاري الأول في برنامج روسيا وأوراسيا في مركز تشاتام هاوس، كير جايلز، هذا الطرح، معتبرا ـ كما نقلت عنه الديلي ميل ـ أن روسيا ستظل متحمسة لشن مزيد من التوغلات في أراضي الناتو ما لم تتلقَّ "ردًا جادًا ومكلفًا".

" title="بولند">

هل تكون البداية بمنطقة حظر للطيران؟

قال وزير الخارجية البولندي إن على حلف شمال الأطلسي أن يبدأ في إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ الروسية فوق أوكرانيا، وهو موقف يردده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بداية الحرب.

ونقلت الديلي ميل عن الخبير العسكري غوردون دعوته حلف الناتو إلى فرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا ضد الأهداف المدنية، مضيفا أن هذا النوع من العزم سيُظهر لبوتين جدية الناتو وحزمه.

أما الخبيرة سيسكوريا، فترى أنه في هذه المرحلة، يتضح أن توفير غطاء جوي فوق غرب أوكرانيا قد يكون ردًا "فعالًا" على تزايد التوغلات في أراضي الناتو.

لكن روسيا تعتبر أن فرض منطقة حظر في أوكرانيا يعني تلقائيا الدخول في حرب شاملة، فقد كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق ديمتري ميدفيديف على تلغرام أن أي محاولات في هذا الصدد "ستعني شيئًا واحدًا فقط: حربًا بين الناتو وروسيا".

واعتبر الخبير غوردون أنه لا ينبغي للناتو أن يخشى تهديد ميدفيديف وبيسكوف بحرب عالمية ثالثة، موضحا أن تلك التهديدات مجرد خطابات في الغالب لا يسندها الواقع، فالناتو لا يزال متفوقًا على روسيا إذ تمتلك دول الناتو الأوروبية وحدها أكثر من 150 طائرة شبح من طراز F35، وهي تتفوق بشكل كبير على أي طائرة تمتلكها روسيا حسب غوردن.

لكن صحيفة إزفستيا نقلت عن نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية الروسية أوليغ كاربوفيتش قوله إن الناتو لن يتمكن من القيام بأي تدخل عسكري بدون الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة ليست مهتمة بتصعيد الصراع مع روسيا في هذه المرحلة.

ويؤكد هذا الطرح الخبير الروسي لوشكاريوف الذي يرى أنه ما دام من غير المرجح أن تنضم الولايات المتحدة إلى أي رد عسكري محتمل، فإن أعضاء الناتو الأوروبيين ببساطة ليسوا أقوياء بما يكفي للتحرك بمفردهم لمواجهة روسيا.

0 تعليق