أكدت الناشطة الاجتماعية الدكتورة هبه حدادين أنه من غير المنطقي الاحتفال باليوم العالمي للسلام، الذي صادف أمس الأحد الموافق 21 ايلول / سبتمبر، في ظل استمرار الحروب والصراعات التي تعصف بمناطق عدة من العالم، وفي مقدمتها غزة والسودان وأوكرانيا.
وفي تصريحات لها بهذه المناسبة، اعتبرت حدادين أن الفجوة الشاسعة بين الرسالة النبيلة لهذا اليوم والواقع المرير الذي يعيشه العالم، تفرض على الجميع التوقف عن التعامل مع السلام "كفكرة مجردة".
وأوضحت أن السلام الحقيقي من وجهة نظرها ليس مجرد "غياب لإطلاق النار"، بل هو منظومة متكاملة تقوم على "وجود العدل، وحماية كرامة الإنسان".
وأضافت أنه عندما نرى الأطفال يُقتلون والمستشفيات تُدمر، فإن الاحتفال بهذه المناسبة يتحول إلى "صرخة استنكار وتذكير مؤلم بمسؤوليتنا الإنسانية".
الأردن نموذج للسلام الفاعل
وفي سياق متصل، أشادت حدادين بالنموذج الأردني في السعي لتحقيق السلام، واصفة إياه بأنه "فريد من نوعه".
وأشارت إلى أن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة ليست "مجرد خطابات في المحافل الدولية، بل هي عمل دؤوب" ينطلق من قناعة راسخة بأن السلام العادل هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف.
وذكرت أن الدور التاريخي للهاشميين في فتح قنوات الحوار وتقديم الإغاثة الإنسانية يثبت للعالم أن السلام "ليس ترفاً سياسياً، بل هو ضرورة إنسانية تتطلب الشجاعة والعمل على أرض الواقع".
دعوة لتحويل الشعارات إلى أفعال
ودعت حدادين في ختام تصريحاتها إلى ضرورة تجاوز مرحلة الشعارات والبدء بالعمل الجاد.
وطالبت بضرورة إعلاء الصوت حتى وقف إطلاق النار في كل مكان، مؤكدة أن "الصمت هو تواطؤ". داعية إلى مقاومة خطاب الكراهية في المجتمعات، ودعم كل جهد إنساني يهدف لمساعدة المتضررين من الحروب.
وخلصت إلى أن اليوم العالمي للسلام يجب أن يكون فرصة حقيقية "لنتحمل مسؤوليتنا، ولكي نجعل من السلام حقيقة واقعة، لا مجرد حلم".
0 تعليق