استعدادات "أسطول الصمود" مع الاقتراب من المنطقة "الحمراء" - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

اجتمع كل المشاركين على سطح سفينة أسطول الصمود العالمي المحملة بالإمدادات الإنسانية إلى غزة، والمتطوعون مصممون على إيصالها.

وتمت مراجعة وتطبيق بروتوكولات الأمن، في حالات الطوارئ، من تفقد سترات النجاة، وإحصاء الأفراد، ونقاط التجمع المحددة.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وكان المشاركون يتدربون على سيناريوهات محتملة على متن أي سفينة، كاندلاع حريق أو سقوط شخص في البحر، أو تصادم. لكن هذا التدريب كان مختلفا لوجود سيناريو آخر.

وتلقى المتطوعون تعليمات عن كيفية رفع أيديهم في حال اعتراض جنود إسرائيليين للسفينة واقتحامها واحتجازهم، وقد انصب التركيز على التصرف بطريقة سلمية، بما يتماشى مع مهمتهم.

جانب من سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة/ميناء سيدي بوسعيد/العاصمة التونسية/سبتمبر/أيلول 2025 (خاصة)
سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة (الجزيرة)

وكان الأسطول يقترب من "المنطقة الصفراء" بعد مغادرته صقلية الإيطالية، الواقعة في المياه الدولية بين إيطاليا وقبرص حيث يحتمل وقوع هجمات إسرائيلية، ولذلك حان الوقت للتدريب على كيفية التصرف في حال وقوع هجوم.

إستراتيجية دعائية قديمة

وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا هذا الأسطول الإنساني، الذي يبحر لكسر الحصار الإسرائيلي على سكان غزة، بأنه "أسطول جهادي" وزعمت أن له صلات بحركة حماس.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وعندما كان الأسطول يبحر من إسبانيا، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتامار بن غفير أنه يريد تصنيف النشطاء الإنسانيين "إرهابيين" واعتقالهم بناء على ذلك.

وقال عضو اللجنة التوجيهية للأسطول سيف أبو كشك -في حديثه للصحفيين عبر الإنترنت أول أمس السبت- إن مثل هذه الادعاءات "حرب نفسية" وأضاف "الدعاية إستراتيجية قديمة".

وخلال التدريب، قال أحد المنسقين للمجموعة المجتمعة إن "علينا أن نقرر جماعيا هل سنرد أو هل ينبغي لأحد التدخل إذا بدأ الجنود بضرب أحدنا".

وقوبل السؤال بالصمت، لكن لم يكن بالإمكان تجنبه. فبادر المنسق، وهو يحمل مكبر صوت قائلا "إذا سحبتُ أو ضربتُ، فلا أريد منكم أن تردوا أو تطلبوا من الجنود التوقف، أرجوكم احترموا قراري".

إعلان

وتم تمرير مكبر الصوت للجميع، وكرر المتطوعون الكلمات واحدا تلو الآخر. وعند المتطوع الثالث، اختصرت العبارة إلى كلمتين "نفس الشيء" ورددها جميع المتطوعين.

وقد وضعت هذه الإستراتيجية لمنع المزيد من العنف، لأن أي رد فعل، حتى لو كان مجرد مطالبة الجنود الإسرائيليين بالتوقف، قد يدفعهم إلى المزيد من العنف.

ولخص أحد المتطوعين الأمر قائلا "إذا رددت أو تكلمت أثناء تعرضك للضرب، فلن تعرض سلامتك للخطر فحسب، بل سلامة الآخرين أيضا، وستكسر إرادة المجموعة".

وقال آخر للجزيرة "نعرف سبب وجودنا هنا والمخاطر التي تحملناها".

ضغوط نفسية وجسدية

أثرت التأخيرات والتحديات التي واجهتها القافلة سلبا على منظميها ومتطوعيها على حد سواء.

ووضعت هجمات الطائرات المسيرة -أثناء رسو القافلة في ميناء تونس- ضغوطا على الجميع، وكذلك الصعوبات التقنية التي تواجهها القوارب غير الملائمة لأعالي البحار، والصعوبات العامة الكامنة في تنظيم مبادرة مدنية تعاني من نقص التمويل للإبحار إلى غزة.

وقد ألزم كل شخص على متن السفينة بالقيام بمراقبة ليلية، ومسح السماء طوال الليل بحثا عن المزيد من هجمات الطائرات المسيرة في الوقت الذي يستريح فيه رفاقه.

وعندما سئلوا عما يدفعهم للاستمرار، أشار كل منهم إلى الرغبة في التحرك لمساعدة سكان غزة، الذين يعانون من القصف والجوع والقتل، في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا عليهم.

ويعلم الركاب أنهم يبحرون في مياه محفوفة بالمخاطر، لأن إسرائيل اعترضت جميع الأساطيل السابقة، بل وقتلت 10 أشخاص على متن سفينة مافي مرمرة قبل عقد من الزمان.

وكانت القوارب قد انطلقت إلى صقلية من تونس الثلاثاء الماضي وعلى متنها عدد أقل من الأشخاص بعد اتخاذ قرارات صعبة.

وداع كرنفالي عالمي لأسطول الصمود
وداع كرنفالي عالمي لأسطول الصمود (الجزيرة)

وكان عدد الراغبين في الانضمام إلى أسطول الحرية يفوق سعة السفن، خاصة مع فشل بعض القوارب في اجتياز عمليات التفتيش الفنية، مما أثار قلق المنظمين بشأن قدرتها على التعامل مع طبيعة البحر الأبيض المتوسط ​​المتقلبة.

وقرئت القوائم في بنزرت بتونس، ووزعت الطواقم بين القوارب، وانهمرت الدموع من عيون المتطوعين الذين كونوا روابط عاطفية قوية، عندما بدأ الوداع.

وانتهت مهمتهم على متن الأسطول في الوقت الحالي، لكن دعمهم للأسطول المتجه إلى غزة سيستمر وهم على البر.

وتحدث البعض إلى المنسقين لمحاولة استعادة أماكنهم، وانتظر آخرون مع زملائهم على متن القوارب، وهم يقدمون المساعدة حتى اضطروا للعودة إلى الفندق في انتظار رحلاتهم الجوية إلى أوطانهم.

وقال مارسين، وهو متطوع بولندي يعيش في النرويج، وكان من بين المستبعدين من قائمة الطاقم "من فضلكم، ضعوا هذا العلم (الفلسطيني) في مكان ما على متن القارب، إنه موجود على نافذة صديقي منذ سنوات".

وفي النهاية، صعد الجميع على متن السفن المخصصة لهم والتقوا بطواقمهم، وتضافرت جهود الجميع لتنظيف وتجهيز السفن للمرحلة التالية من الرحلة إلى إيطاليا، علما بأن بعض المتطوعين يتمتع بخبرة في الإبحار، في حين بدأ من لا يملكون خبرة سابقة في الإبحار بالتعلم بسرعة للقيام بالمساعدة.

إعلان

وبعد بضعة أيام في إيطاليا، انطلقت القوارب مجددا، مبحرة عبر المنطقة الصفراء، وهي تقترب أكثر فأكثر من المنطقة الحمراء، حيث يتضاعف الخطر على بعد 100 ميل بحري (185 كيلومترا) من ساحل غزة، وتستمر التدريبات.

0 تعليق