Published On 22/9/202522/9/2025
|آخر تحديث: 15:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:11 (توقيت مكة)
قال الباحث في الشؤون الأوروبية حسام شاكر في مقابلة مع الجزيرة نت إن موجة الاعترافات الغربية بدولة فلسطين تعكس حالة ضغط متزايد على الحكومات الأوروبية، سواء من شعوبها التي ترى مواقفها "متأخرة ومتواطئة" مع ما يجري في غزة من إبادة وتهجير، أو نتيجة قلق هذه الدول من السياسات الإسرائيلية الساعية إلى "الحسم التاريخي" وإنهاء الوجود الفلسطيني على الأرض.
وأوضح شاكر أن هذه الاعترافات لا تحمل شيئا جديدا من حيث الموقف المعلن بدعم قيام دولة فلسطينية، لكنها جاءت بعدما تصاعدت السياسات الإسرائيلية لإفشال أي فرصة لدعم استقلالية كيان فلسطيني، مما دفع بعض الدول الغربية لإرسال رسائل كابحة للتوجه الإسرائيلي المدعوم أميركا.
ورغم رمزيتها، اعتبر شاكر أن الخطوة "بلا جدوى" إذا لم تتحول إلى إجراءات رادعة وعقوبات على الاحتلال، مشيرا إلى أن هذه الاعترافات غالبا ما تقترن باشتراطات على الفلسطينيين مثل "دولة منزوعة السلاح"، دون فرض التزامات مماثلة على إسرائيل، لكنه يرى أيضا أن هذه التطورات تسهم في عزل الاحتلال وتجريده من الشرعية الدولية.
وأكد الباحث أن استمرار هذه الاعترافات واتساع دائرتها قد يدفع مزيدا من الدول إلى مراجعة علاقاتها مع إسرائيل، ويزيد الضغط على حكومات غربية ظلت لسنوات تمنح الاحتلال الغطاء السياسي والدبلوماسي، وهو ما قد يفتح الباب أمام مسار جديد لإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والسيادة.
كما أشار شاكر إلى أن هذه المواقف الأوروبية والغربية جاءت نتيجة ضغط الواقع الميداني، إذ وجدت هذه الدول نفسها أمام استحقاق أخلاقي وتاريخي لإعلان موقف واضح أمام شعوبها والعالم، بعد أن باتت سياسات الاحتلال العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة تكشف طموحه لإلغاء أي كيان فلسطيني.
إعلان
واعتبر أن هذه الاعترافات تحمل أيضا رسالة اعتراض غير مباشرة على النهج الأميركي الذي يواصل منح إسرائيل غطاء غير محدود لتجاوز القانون الدولي وتقويض أي فرص لقيام دولة فلسطينية حقيقية.
" frameborder="0">
الاعتراف بفلسطين
وتتواصل موجة الاعترافات الدولية بفلسطين، إذ تستعد فرنسا مع 10 دول أخرى للإعلان رسميا عن اعترافها خلال قمة أممية تُعقد اليوم الاثنين في نيويورك لبحث مستقبل حل الدولتين في ظل الحرب الدامية على قطاع غزة.
ويأتي الاعتراف المرتقب تتويجا لعملية دبلوماسية استمرت أشهرا، بقيادة السعودية وفرنسا، تهدف إلى ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل وربط مستقبل السلام في المنطقة بتجسيد قيام دولة فلسطينية.
وقبيل القمة بيوم واحد، قامت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وهو ما مثل تحولا لافتا في مواقف بعض من أقرب حلفاء إسرائيل التقليديين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية "لإبقاء أمل السلام حيا"، مؤكدا أن الاعتراف خطوة موازية لفرض عقوبات إضافية على شخصيات من حركة حماس.
كما أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن كندا تعرض شراكتها لبناء مستقبل سلمي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على أن الاعتراف يأتي ضمن جهد دولي منسق لإحياء حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة.
0 تعليق