تراجع ملحوظ في أعداد النازحين من مدينة غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:

 

رغم استشراس العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً في أعداد النازحين من المدينة إلى مناطق جنوب ووسط القطاع.
ولم تدفع الغارات الجوية المكثفة والأحزمة النارية التي شنتها طائرات الاحتلال على مناطق واسعة من المدينة خلال الأيام الأخيرة، وخاصة الأحياء الجنوبية للمدينة المزيد من المواطنين للنزوح بل أدت إلى تراجع واضح في أعدادهم.
وعكس انسياب الحركة المرورية فوق جسر وادي غزة والمفاصل الضيقة في شارع الرشيد الذي يربط شمال القطاع بجنوبه هذا التراجع والذي يدحض روايات الاحتلال بنزوح أعداد كبيرة من المواطنين.
وأفاد شهود عيان من المدينة وسائقو مركبات بانخفاض حركة المركبات من الشمال باتجاه الجنوب وزيادتها من الجنوب إلى الشمال.
وعزا مواطنون هذا الانخفاض إلى قسوة رحلة النزوح وتشبث المواطنين بالبقاء بالمدينة وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف رحلة النزوح التي قدرتها "الأونروا" للأسرة الواحدة بأكثر من ثلاثة آلاف دولار أميركي.
وعدا التكاليف الباهظة، يجد المواطنون صعوبات هائلة في العثور على أراضٍ فارغة لافتراشها أو نصب خيامهم فيها.
ولوحظ نزوح عكسي من مناطق الجنوب باتجاه محيط ميناء غزة غرب المدينة والذي يشهد اكتظاظاً هائلاً بخيام النازحين والمواطنين الذين نزحوا من جباليا والمناطق الشرقية والجنوبية للمدينة والتي باتت تحت السيطرة الكاملة لجيش الاحتلال منذ أسابيع.
واختار مواطنون في المدينة التنقل بين أحياء المدينة ومربعاتها السكنية بدلاً من النزوح باتجاه مناطق الجنوب.
واكد بعض هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" تشبثهم بالبقاء في المدينة وعدم مغادرتها طالما لم يدخلها جيش الاحتلال.
وأوضح هؤلاء أن جحيم البقاء في مدينة غزة افضل من نعيم الحياة في الجنوب لا سيما في ظل التكاليف الباهظة.
ولم يندم المواطن كرم صبح على عودته من مدينة دير البلح إلى مدينة غزة بعد عدة أيام من النزوح، مؤكداً انه لم يطيق الحياة هناك بسبب عدم توفر المياه والحد الأدنى من مستلزمات الحياة.
وقال صبح الذي يسكن محيط اللجنة القطرية بالقرب من ميناء غزة، انه يعلم خطورة تواجده في المنطقة بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي المتقطع وإطلاق النار ولكنها تبقى لحد هذه اللحظة افضل بكثير من مناطق النزوح جنوب القطاع.
وأشار صبح خلال حديث لـ"الأيام" إلى أن الظروف غير مهيأة حتى اللحظة للنزوح لا سيما مع بقاء أعداد هائلة من المواطنين في مدينة غزة التي تتعرض لعدوان قاسٍ.
ولم يخف إعلان جيش الاحتلال عن زج فرقة جديدة من قواته للعمل العسكري في مدينة غزة، أول من امس، ورد المواطنون على إعلانه هذا بزيادة النشاط التجاري والحركة الاقتصادية في مفترق السرايا وسط حي الرمال رغم اقتراب عمل قوات جيش الاحتلال منه من الناحية الشمالية والجنوبية.
ويشكك مواطنون وصحافيون بروايات جيش الاحتلال التي تتحدث عن نزوح اكثر من نصف مليون مواطن من سكان مدينة غزة البالغ عددهم نحو مليون ومئتي ألف مواطن إلى محافظتي الوسط وخان يونس.
ويعمق جيش الاحتلال بشكل يومي من نطاق عدوانه الجوي والبري على مدينة غزة حيث بات يسيطر بشكل واضح وكامل على حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة والجزء الشرقي من حيي التفاح والدرج وأحياء الشجاعية والزيتون وجنوب حيي الصبرة وتل الهوى وشرق حي الشيخ عجلين.
وحشرت قوات الاحتلال اكثر من نصف مليون من المواطنين في شريط ضيق يمتد بطول خمسة كيلومترات تبدأ من شمال حي تل الهوى جنوباً وحتى مشارف مخيم الشاطئ شمالاً وبعرض لا يتجاوز كيلومترين اثنين تمتد من شاطئ البحر غرباً وحتى شارع الجلاء شرقاً.

 

0 تعليق