عاجل

هل دواء ثنائي ميثيل السلفوكسيد علاج سحري للأمراض بالفعل؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

عاودت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، الترويج مجددا لمركب يُعرف باسم "ثنائي ميثيل السلفوكسيد" (DMSO) باعتباره علاجا سحريا  قادرا على علاج حالات مستعصية، زاعمين أنه مخفي عن البشر.

وتدعى الحسابات أن هذا المركّب الكيميائي ليس مجرد مذيب صناعي كما يُشاع، بل مادة عضوية طبيعية استُخدمت منذ القرن الـ19، زاعمين أنه يمتلك قدرة نادرة على اختراق الجلد ونقل المواد عبر مجرى الدم، الأمر الذي جعله يُستخدم في الماضي لتوصيل الأدوية مباشرة إلى الأنسجة المصابة.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

ترويج واسع

وشجع حساب باسم "طبيب من الغرب الأوسط"، المعروف بنشر معلومات صحية غير موثوقة، الناس على استخدام "ثنائي ميثيل سلفوكسيد" لتسكين الألم، مستشهدا بأدلة قصصية.

وحسب ادعائه فقد أظهرت التجارب الأولية للمركب أنه يقلل الالتهابات ويخفف الألم ويسرّع التئام الجروح، بل ويحمي الأنسجة العصبية بعد الإصابات، زاعما أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قيدت استخدامه وتركت المرضى يعانون لعقود في صمت.

 

واستمر الحساب واسع الانتشار على منصة "إكس" في نشر تجارب يدعى أنها حقق فيها مركب (DMSO) مفعولا، من بينها تجربة المدون الأميركي "بن كولمان"، الذي أوضح أنه بدأ منذ شهرين في الاعتماد على تركيز دوائي من المركب بنسبة نقاء 99.9% لعلاج فقدان البصر الناتج عن الجلوكوما.

وأشار كولمان إلى أنه كان يعاني منذ أكثر من عامين من ضعف شديد في الرؤية بعينه اليمنى، موضحا أن حالته شهدت تطورا مفاجئا خلال الأسبوع الجاري، حيث تمكن من تمييز بعض الحروف والأرقام على شاشة الكمبيوتر والتلفاز لأول مرة منذ سنوات، واصفًا التجربة بأنها "مدهشة وصعبة التصديق".

ترويج قديم

والترويج لهذا المركب الكيميائي ليس حديثا، لكنه متكرر فمنذ سنوات شارك طبيبة تدعى "ميلاني فيسينو" عبر حسابها على منصة "تيك توك" تجارب عنه تدعي أنه علاج سحري لعدة أنواع من السرطانات والأورام والالتهابات المزمنة، لكن شركات الأدوية تخفيه لتكوين ثروات من معاناة المرضى.

@dr.melanievicino

DMSO for inflammation and pain #fibromyalgia #chronicfatiguesyndrome #chronicillness #arthritis

♬ Spooky, quiet, scary atmosphere piano songs – Skittlegirl Sound

إعلان

كما أثار الباحث الكندي في الأورام بجامعة ماكغيل الكندية "ويليام ماكيس"، جدلا واسعا بعدما نشر عبر منصة "إكس" قصة امرأة عمرها 45 عاما من كاليفورنيا مصابة بسرطان الثدي في مرحلته الـ4، زعم أنها استخدمت بروتوكولا غير تقليدي يضم خليطا من مركب (DMSO) وزيت الخروع بنسبة 1:1 إلى جانب أدوية معروفة.

وبحسب روايته، أظهرت الأشعة المقطعية تحسنا في منطقة الصدر وانخفاضا في سماكة الأنسجة، فيما أكدت المريضة ملاحظتها تقلص الأورام واختفاء بعض التقرحات الجلدية، الأمر الذي وصفه ماكيس بـ"النتائج الثورية"، موجها انتقادات حادة للمؤسسات الطبية الكبرى لعدم تبنيها هذه الأساليب.

مشاكل صحية

وأوضحت مديرية حماية صحة القوات الكندية، أن غالبية الشركات التي تُنتج مركب (DMSO) الصناعي تستخدم نفس المعدات لإنتاج مواد سامة مثل المبيدات الحشرية، مما يجعل التلوث أمرا لا مفر منه، وأن معظم منتجات المركب المباع في السوق السوداء قد يسبب مشاكل صحية خطيرة على المدى القصير والطويل.

شهادة مختصة

الشهادات المتواترة حصدت آلاف المشاهدات، ما دفع "أريانا لاوف"، أخصائية في الطب البديل لدحض جميع الادعاءات المتعلقة بمركب (DMSO)، وأوضحت أن العقار ليس علاجا أوليا أو مثبتا لمعظم حالات الألم، وأن مخاطره كبيرة، خصوصا قدرته على نقل السموم إلى الجسم.

وأكدت لاوف أن (DMSO) غير مدرج حاليا في قائمة الأدوية الوطنية البريطانية، ولا يُستخدم بشكل روتيني في المملكة المتحدة، مشيرة إلى الخيارات الأكثر أمانا للتحكم في الألم.

منظمة الصحة ترد

بسبب تواتر الشهادات والانتشار الواسع للادعاءات، تواصل فريق "تحقق الجزيرة" مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة مدى صحة الادعاءات المثارة حول مركب ثنائي ميثيل السلفوكسيد.

وقالت منظمة الصحة إن الترويج له على منصتي "تيك توك" و"إكس" كعلاج منزلي للألم أو السرطان يُعد جزءا من محتوى مضلل، مؤكدة أنها تتابع المحادثات الرقمية عن كثب.

وأضافت أن الدراسات المخبرية أظهرت أن مركب (DMSO) قد يبطئ تقدم السرطان، إلا أنه لم تُجر أي تجارب سريرية على البشر، وبالتالي لا يوجد دليل يثبت فعاليته في علاج الأمراض، ويأتي هذا الرصد كجزء من إستراتيجية المنظمة الرقمية لتحديد المواضيع التي تتطلب توعية أوسع وتصحيح المعلومات المضللة عند الحاجة.

إعلان

وأكدت المنظمة الدولية أنه لا يوجد دليل على فعالية مركب (DMSO) في تخفيف الألم لدى المصابين بهشاشة العظام، مشددة على أنه "لا يمكن حاليا استخلاص استنتاجات قاطعة من البيانات بسبب تباين النتائج واستخدام فترات جرعات غير كافية".

وحذرت المنظمة من التعامل مع ترويج العقاقير عبر منصات التواصل باعتبارها منشورات ضارة قد تؤثر على فهم الجمهور وثقته، مؤكدة أنها تعمل على بناء الثقافة الصحية الرقمية من خلال تشجيع الجمهور على الاعتماد على مصادر موثوقة ونصائح الخبراء.

0 تعليق