أعلن سفير فرنسا لدى المملكة، فرانك جيليه، أن بلاده اعترفت رسمياً يوم أمس بدولة فلسطين، في خطوة تأتي تنفيذاً لالتزام سابق قطعه الرئيس الفرنسي.
وفي تصريح له، أوضح السفير جيليه أن هذا الاعتراف جاء كـ"واجب أخلاقي" في مواجهة "المأساة العظيمة" في قطاع غزة، واستمرار الأعمال الوحشية الإسرائيلية، وتسارع وتيرة سياسة الاستيطان، والدعوات الأخيرة لإقامة "إسرائيل الكبرى"، مؤكداً أن القرار يتماشى مع مبادئ فرنسا في الدفاع عن القانون الدولي.
وذكر جيليه أن هذه الخطوة تزامنت مع انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية، الذي شارك فيه الملك عبدالله الثاني إلى جانب عدد كبير من قادة الدول، مشيراً إلى أن ثماني دول أخرى انضمت إلى فرنسا في هذا "الاختراق الدبلوماسي".
وأشاد السفير بالزخم السياسي الذي أطلقته فرنسا والمملكة العربية السعودية بدعم أردني فاعل، والذي تُوّج بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 أيلول "إعلان نيويورك" بشأن حل الدولتين، بتأييد 142 دولة.
وبحسب السفير، فإن الإعلان يحدد مساراً واضحاً لدولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل.
وتطرق جيليه إلى مستقبل فلسطين، لافتاً إلى التزام السلطة الفلسطينية بإصلاح نفسها وتهيئة الظروف لإقامة دولة ديمقراطية عبر عقد الانتخابات، مؤكداً اتفاق دول المنطقة على حرمان حركة حماس من أي دور قيادي مستقبلي.
وأضاف أن "إعلان نيويورك" يدعو إلى انسحاب إسرائيل من غزة فور وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بلا عوائق، وإنشاء لجنة إدارية انتقالية تحت إشراف سلطة فلسطينية مُصلَحة، معرباً عن استعداد فرنسا للمساهمة في بعثة دولية لإرساء الاستقرار.
واختتم السفير تصريحه بنقل مقولات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "السلام أكثر تطلباً وأكثر صعوبة بكثير من جميع الحروب، ولكن قد آن الأوان"، واستشهد بما أكده الملك عبدالله الثاني بأن العالم أمامه خيار واضح بين "طريق الحرب والصراع المظلم" و"طريق السلام من خلال حل الدولتين".
0 تعليق