Published On 23/9/202523/9/2025
|آخر تحديث: 17:27 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:27 (توقيت مكة)
يؤكد باحث إسرائيلي أن توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية وباكستان هذا الأسبوع يرسل إشارات مباشرة لإسرائيل ضمن السياق الإقليمي المتوتر، مع استمرار الغموض حول تفاصيل الالتزامات الأمنية والتعاون النووي بين باكستان والسعودية، وإن كان لا يمثل تغييرا إستراتيجيا.
وفي مقاله المنشور في يديعوت أحرنوت، يشير الدكتور يوئيل غوزانسكي إلى أن القوات الباكستانية موجودة في المملكة العربية السعودية منذ عقود، ويبلغ عددها نحو 1500-2000 جندي في أدوار تدريبية واستشارية وأمنية.
كما أن باكستان قامت بتدريب آلاف الجنود السعوديين وإرسال وحدات إلى المملكة عند الأزمات، بما يتماشى مع سلسلة التعاون الوثيق بين البلدين.
غوزانسكي -الذي يعمل باحثا في شؤون دول الخليج في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) بجامعة تل أبيب- يرى أن الاتفاق الحالي يعكس استمرار التعاون بين الرياض وباكستان أكثر من كونه نقطة تحول إستراتيجية حقيقية، خصوصا في البعد النووي الذي لم يُذكر صراحة في نص الاتفاق.
ويضيف الباحث أن سنوات من التلميحات حول "مظلة نووية" باكستانية للسعودية لا تزال تثير التكهنات، إلا أن باكستان تصر على أن أسلحتها النووية مخصصة لردع الهند فقط، بينما قد تعتبر السعودية هذه الورقة دعما إستراتيجيا محتملا في المستقبل.
يربط غوزانسكي توقيت الإعلان بالهجوم الإسرائيلي على قطر، الحليف القريب للولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك هزّ الثقة في المظلة الأميركية وأثار تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على ضمان الأمن الخليجي.
كما يشير إلى تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وتصعيد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك إطلاق صواريخ تفككت فوق المجال الجوي السعودي، ما يجعل التحالف السعودي-الباكستاني بمثابة رسالة سياسية لإسرائيل بأن الرياض ليست معزولة.
إعلان
إشارات لإسرائيل
ويشير غوزانسكي إلى أن الاتفاق يرسل إشارات لإسرائيل حول كيفية قراءة التحالفات الإقليمية الجديدة، ويؤكد أن هذه الرسائل تستهدف إيصال موقف الرياض بشأن أي تصعيد محتمل مع إيران أو إسرائيل، دون أن تتحول إلى التزام عسكري مباشر.
ويصف الاتفاق بأنه بيان سياسي يهدف إلى إرسال إشارات إلى إسرائيل، وطمأنة المواطنين، وتذكير الولايات المتحدة بأن الخليج يستكشف بدائل أمنية أخرى.
كما يرى أن هذا الاتفاق يطرح أسئلة جديدة: كيف سيتم تنفيذ الالتزام في أوقات الأزمات؟ ماذا سيكون نطاق التنسيق العملياتي؟ هل هناك تفاهمات غير مكتوبة بشأن الأسلحة النووية؟
ولكنه في المقابل يسلط الضوء على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي ينطوي عليها الاتفاق مثل: التمويل النفطي، والمساعدات المالية، واستيعاب الملايين من العمال الباكستانيين في المملكة، والحج كإطار رمزي يربط البلدين.
ويضيف أن الاتفاق، رغم الإعلان العلني عن بند الحماية المتبادلة، لا يزيل الغموض حول تنفيذ الالتزامات في أوقات الأزمات، ونطاق التنسيق العملياتي، أو أي تفاهمات غير معلنة تتعلق بالأسلحة النووية.
ويختتم غوزانسكي مقاله بالتأكيد على أن التحالف السعودي-الباكستاني يمثل رسالة لإسرائيل ضمن غموض إستراتيجي مستمر، وأن تل أبيب مطالبة بفهم هذه الإشارات بهدوء وحذر، لتجنب سوء الفهم أو تصعيد التوتر، مع الإشارة إلى أن الاتفاق يظل أداة سياسية وإستراتيجية تعكس التوازنات الإقليمية دون إعلان التزامات عسكرية مباشرة.
0 تعليق