عاجل

رحلة بين البرية والتاريخ والسواحل العذراء.. أبرز 10 أنشطة سياحية في كينيا - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حين تطأ قدماك أرض كينيا، لا تحتاج وقتا طويلا لتدرك أنك في بلد استثنائي، بلد يحيا على إيقاع الطبيعة ويكتب قصته بألوان متعددة.

هذه البلاد الواقعة على خط الاستواء ليست مجرد محطة للسفاري، بل هي خليط من الطبيعة البكر والتاريخ العريق والحداثة النابضة، من أعالي السافانا في ماساي مارا إلى أزقة لامو الحجرية، ومن الأبراج الحديثة في نيروبي إلى مياه المحيط الهندي الفيروزية، تحكي كينيا قصتها للسائح بحروف الطبيعة والتراث والإنسان.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وبحسب إحصاءات هيئة السياحة الكينية لعام 2023، فقد استقبلت البلاد أكثر من 2.1 مليون زائر، محققة إيرادات تجاوزت 2.7 مليار دولار، لتؤكد أنها باتت وجهة أفريقية رائدة.

إليك أبرز 10 أنشطة ينبغي ألا تفوّت، مع تفاصيل تساعد الزائر أن يعيش التجربة بكاملها:

1- سفاري نيروبي.. برية على أعتاب المدينة

لا يحتاج زائر نيروبي إلى السفر مئات الكيلومترات كي يخوض تجربة السفاري، إذ يكفيه التوجه نحو ضاحية "لانغاتا" ليجد نفسه في حديقة سفاري نيروبي، هذه الحديقة الحديثة، التي افتتحت عام 2017، صُممت لتمنح العائلات والزوار فرصة لقاء الحيوانات البرية في بيئة آمنة ومسيطر عليها.

هنا يمكن مشاهدة الأسود والفهود والزرافات عن قرب من خلال جولة بالسيارة، بينما تتوزع مسارات خاصة لمراقبة الطيور.

وتقوم إدارة الحديقة بدور مزدوج: توفير تجربة سياحية تعليمية، وتربية أنواع مهددة بالانقراض في إطار برامج إعادة التوطين.

ولعل ما يميز سفاري نيروبي أنه يتيح للسائح أن يعيش مغامرة السفاري في غضون ساعات قليلة، دون مغادرة العاصمة، وهو ما جعله وجهة محببة للزوار العابرين والمؤتمرين الدوليين على حد سواء.

NAIROBI, KENYA - DECEMBER 12: Tourist follow a Cheetah across the Mara on December 12, 2007 in the Masai Mara Game Reserve, Kenya. (Photo by Dan Kitwood/Getty Images)
السفاري في ماساي مارا تجربة لا تُنسى (غيتي)

2- رحلات السفاري.. قلب التجربة الكينية

لا شيء يضاهي سحر الاستيقاظ على هدير الأسود أو منظر قطيع من الفيلة وهي تعبر السهول -في محمية ماساي مارا- الأشهر عالميا، يعيش الزائر واحدة من أعظم العروض الطبيعية، الهجرة الكبرى، حيث يعبر أكثر من مليون حمار وحشي وظبي نوّ نهر مارا في مشهد يخلّد بذاكرة كل سائح.

إعلان

وتدير الحكومة الكينية هذه المحمية ضمن منظومة صارمة للحفاظ على الحياة البرية، حيث يذهب نحو 40% من رسوم الدخول مباشرة إلى برامج حماية الحيوانات ودعم المجتمعات المحلية.

أما في حديقة أمبوسيلي الوطنية عند سفح جبل كليمنجارو، فتكتمل الصورة مع مشاهد الأفيال العملاقة وخلفيتها الجبلية المهيبة.

متحف نيروبي الوطني
متحف نيروبي الوطني يضم منحوتات بالحجم الطبيعي للحيوانات والطيور (الجزيرة)

3- متحف نيروبي الوطني.. ذاكرة بلد

على تلة هادئة في العاصمة نيروبي، يطل متحف نيروبي كذاكرة حية لتاريخ البلاد. هنا تلتقي بآثار ما قبل التاريخ، منها جماجم لأشباه البشر الأوائل اكتشفت قرب بحيرة توركانا، مرورًا بمقتنيات الاستعمار البريطاني، وصولًا إلى قاعات الفن المعاصر.

المتحف لا يكتفي بعرض الماضي، بل يُعد منصة تعليمية لأجيال جديدة، حيث يستقبل أكثر من 300 ألف زائر سنويًا، بينهم آلاف الطلاب، ومن اللافت أن المتحف يخصص جناحا للطيور يحوي أكثر من 900 نوع، ما يعكس تنوع كينيا البيولوجي الهائل.

ويضم المتحف عدة معارض أبرزها:

معرض تطور الإنسان: يحتوي على حفريّات وأدوات تعود إلى آلاف السنين، من مواقع مثل كوبي فورا. معارض التاريخ الثقافي والسياسي: يعرض تاريخ القبائل الكينية، وفترات الاستعمار، والنضال من أجل الاستقلال، والتحولات الحديثة. معرض الثدييات والحياة البرية: من الأفيال إلى الظباء إلى أنواع أصغر من المخلوقات، يعرض تعددا ضخما في الحياة البرية والكائنات التي تشكّل البيئة الكينية. معرض النقود: الذي يُظهر تطور التجارة والنقد، من العملات التقليدية إلى الرقمية. معرض الطيور: التي تعرض مئات العينات المحنطة لما يزيد على 900 نوع، ما يجعلها مكتبة بصرية لعشاق الطبيعة ومراقبة الطيور. معرض الوجود العربي والعُماني: يعرض لتاريخ طويل من التبادل التجاري والثقافي على الساحل الشرقي، حيث تروي المعروضات قصة التجار العمانيين والعرب الذين أسسوا موانئ وأسواقًا ما تزال آثارها حاضرة حتى اليوم في مومباسا ولامو.
Aerial drone shot of Watamu Beach and Town with anchored boats, sandy beaches and lush forest hugging the coast.
شاطئ واتامو يتميز بمياهه الصافية ورماله البيضاء وشعبه المرجانية (غيتي)

4- شاطئ واتامو.. لؤلؤة المحيط

على الساحل الشمالي، يمتد شاطئ واتامو برماله البيضاء ومياهه الصافية، وهو واحد من أجمل شواطئ المحيط الهندي، وتحت مياهه تكمن ثروة أكبر شعاب مرجانية ملونة وسلاحف بحرية نادرة.

كثير من السياح يأتون خصيصا لخوض تجربة الغوص هنا، بينما تُشرف فرق محلية على حماية الأعشاش التي تضعها السلاحف فوق الرمال.

هكذا يصبح الاستجمام على واتامو فرصة لتأمل الجمال، وفرصة أخرى للمشاركة في حماية الحياة البحرية التي تواجه تهديدات عالمية.

أنشطة مميزة في واتامو:

الغطس ورؤية الشعاب المرجانية، وأسماك المرجان الملونة. المشي في الشعاب وقت الجزر، والتنقل بالقوارب ذات القاع الزجاجي. مراقبة السلاحف البحرية، خاصة خلال فترات التعشيش. زيارة المحميات البحرية القريبة، والتعرف على المشاريع البيئية مثل حماية الطيور والمناطق الساحلية من التعرية والتلوث.
مقر الأمم المتحدة بنيروبي (موقع المنظمة)

5- مقر الأمم المتحدة في نيروبي.. دبلوماسية على أرض أفريقية

نادرًا ما يُدرج الزوار المقرات الأممية ضمن برامجهم السياحية، لكن مبنى الأمم المتحدة في نيروبي استثناء، فهو وإن كان أحد المقار الـ4 الرئيسية للأمم المتحدة، إلا أنه أكبر مجمع أممي في العالم.

إعلان

زيارة المجمع الأممي لا تقتصر على جولة دبلوماسية، بل تكشف عن الوجه البيئي للعاصمة، إذ يضم مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الذي يشرف على مبادرات حماية الغابات والتنوع الحيوي في كينيا نفسها.

هنا، يلتقي السياح بالرمزية العميقة لمكان يُدار فيه حوار عالمي حول مصير كوكب الأرض من قلب أفريقيا.

6- حدائق نيروبي.. الطبيعة بين الأبراج

ما يدهش الزائر في العاصمة هو تلك المفارقة بين زحام المدينة وهدوء البرية، على بعد دقائق فقط من ناطحات السحاب، تمتد حديقة نيروبي الوطنية، حيث يعيش وحيد القرن والزرافات والجاموس الأفريقي.

السياح هنا يلتقطون صورا تبدو غير واقعية، زرافة تمرّ أمام خلفية من الأبراج الزجاجية.

ومع أن الحديقة تأسست عام 1946 كأول حديقة وطنية في البلاد، فإنها ما زالت اليوم رمزا لسياسة التعايش بين النمو الحضري وحماية الطبيعة، حيث تُدار بصرامة لمكافحة الصيد غير المشروع.

كما حديقة "أوهورو" فتمتد كمساحة خضراء واسعة يقصدها السكان للراحة والتنزه، بينما تتيح "حديقة كارورا" للزوار السير بين الأشجار القديمة ومسارات الدراجات والأنهار الصغيرة.

هذه الحدائق ليست مجرد متنزهات، بل شرايين حياة تضيف نكهة خاصة إلى نيروبي وتخفف من صخبها الدائم.

Participants take part in donkey racing, during the 21st edition of annual Lamu Cultural Festival, in Lamu, Kenya, Saturday Dec. 2, 2023. The festival serves to explore local traditions and technologies among the community and brings life into Lamu Old Town, one of the oldest and best-preserved Swahili settlement in East Africa. (AP Photo)
مشاركون في سباقات الحمير في لامو في مهرجان يهدف إلى استكشاف التقاليد والتقنيات المحلية (أسوشيتد برس)

7- مدينة لامو.. عبق التراث على الساحل

إذا كانت نيروبي صورة المستقبل، فإن لامو تجسيد الماضي، هذه المدينة الساحلية العريقة المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تروي تاريخ التبادل التجاري بين العرب والأفارقة والهنود.

شوارعها الضيقة، وأبوابها الخشبية المزخرفة، ومنازلها الحجرية القديمة تشكل لوحة معمارية نادرة.

وعلى الرغم من قدمها، فإن المدينة تُدار اليوم برؤية بيئية تراثية، إذ تُمنع السيارات داخلها للحفاظ على نقاء أجوائها، ولا يزال الحمار وسيلة النقل الأكثر شيوعا، في مشهد يعكس انسجاما فريدا بين الإنسان والبيئة.

أنشطة في لامو:

التجول بالقوارب التقليدية "الداو". زيارة الأسواق الحرفية. الاستمتاع بالشواطئ الهادئة، والمأكولات البحرية.
Fishermen fish at Lake Naivasha in Nakuru county, Kenya's Rift Valley, Friday, Dec. 13, 2024. (AP Photo/Andrew Kasuku)
بحيرة نيفاشا (أسوشيتد برس)

8- بحيرة نيفاشا.. جنة الطيور والزهور

إلى الشمال الغربي من نيروبي، تمتد بحيرة نيفاشا كلوحة مائية تزدان بطيور البجع واللقلق، فيما تطفو أفراس النهر كسادة المياه.

البحيرة -التي تُعد موطنا لأكثر من 400 نوع من الطيور- هي أيضا مركزا لصناعة الزهور العالمية، إذ تنتج المنطقة أكثر من ثلث صادرات أوروبا من الورود.

ورغم التحديات البيئية الناتجة عن النشاط الزراعي الكثيف، تُبذل جهود لإدارة الموارد المائية وحماية النظام البيئي من التلوث، لذلك، فإن زيارة نيفاشا تحمل بُعدين: متعة الطبيعة ورؤية التوازن الدقيق بين الاقتصاد والحفاظ على البيئة.

ماذا تفعل هناك؟

جولات بالقوارب لمشاهدة فرس النهر، الطيور المائية، النباتات المائية. زيارة بساتين الورد وزراعة الزهور المحيطة بالبحيرة. التنزه في متنزهات قريبة، أو استكشاف التضاريس البركانية مثل جبل لانغونوت. مراقبة طيور الفلامنغو وغيرها. زيارة جزيرة "كريسينت" حيث يمكن المشي وسط الحيوانات مثل الغزلان والحمر الوحشية في تجربة فريدة.

" title="مومباسا">

9- مومباسا.. مدينة عربية في قلب أفريقيا

لا يمكن للسائح أن يغادر كينيا من دون المرور بميناء مومباسا العريق، المدينة القديمة، بأزقتها الضيقة وأبوابها المزخرفة، تذكّر بتاريخها كملتقى للتجار العرب والبرتغاليين والهنود.

وتبقى قلعة فورت جيسوس، التي بناها البرتغاليون في القرن الـ16 هي أبرز معالمها، لكن مومباسا ليست مجرد آثار، فهي مدينة حية تعيش على إيقاع البحر والتجارة.

جهود الحفاظ على طابعها المعماري -وقد أدرجت اليونسكو البلدة القديمة والقلعة كمواقع تراث عالمي- تُكمل تجربة سياحية تمنح الزائر شعورا بأنه يمشي في متحف مفتوح، لكن وسط حياة يومية نابضة.

إطلالة بانوارمية من برج نيروبي على العاصمة الكينية
إطلالة بانوارمية من برج نيروبي على العاصمة الكينية (الجزيرة)

10- برج نيروبي الدولي.. نظرة من الأعلى

من سطح مركز المؤتمرات الدولي (KICC)، يطل الزائر على مشهد بانورامي لمدينة نيروبي، حيث تتجاور الأبراج الحديثة مع المساحات الخضراء، وتظهر الحديقة الوطنية كجزء من الأفق.

إعلان

هذه الإطلالة لا تعكس فقط صورة مدينة صاعدة، بل تذكّر بالمعادلة التي تسعى كينيا لتحقيقها: تنمية حضرية سريعة لا تنفصل عن حماية البيئة التي تشكّل رأس مالها الطبيعي.

في النهاية، فإن كينيا ليست مجرد بلد للسفاري أو الشواطئ، إنها فسيفساء من التجارب التي تمزج بين سحر الطبيعة وعمق التاريخ وحداثة المدن.

في كل محطة، يجد السائح نفسه أمام مشهد مزدوج: جمال آسر يسرّ العين، وسياسات حماية تحرص على أن يبقى هذا الجمال للأجيال القادمة.

وبين الأفيال التي تجوب السهول، والسلاحف التي تحمي أعشاشها على الشاطئ، والطيور التي تحلّق فوق البحيرات، تكتب كينيا قصتها كسيدة السياحة الأفريقية، وواحدة من أكثر بلدان العالم جرأة في الموازنة بين السياحة والتنمية وحماية البيئة.

0 تعليق