Published On 25/9/202525/9/2025
|آخر تحديث: 18:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:51 (توقيت مكة)
بات من المعروف أن الجلوس لساعات طويلة بلا حركة أمام شاشة الحاسوب – وهو نمط يطغى على معظم الوظائف المكتبية – لا يضر بصحة الظهر فحسب، بل يؤثر أيضا على التركيز والإنتاجية. غير أن الحل قد يكون بسيطا: تغيير الوضعيات باستمرار واستخدام ما يُعرف بـ"الكرسي المكتبي الديناميكي" أو "النشط"، بحسب توصيات جمعية الحملة من أجل ظهر صحي الألمانية المتخصصة في التوعية والوقاية من آلام الظهر.
يقول خبير الصحة والحركة والمستشار في الجمعية ديتر برايتهاكر، "في المرة القادمة التي تجد نفسك شاردا أمام شاشة الحاسوب، قد لا يكون العمل هو السبب، بل كرسيك".
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listالكرسي الذي يحفّز الحركة
الكراسي المكتبية الديناميكية مزوّدة بآليات حركة مبطّنة ومتعددة الأبعاد في المقعد، تجعل الجلوس نفسه نشاطا متغيّرا من دون وعي مباشر من المستخدم. هذه الحركة الدقيقة تعزز ليس فقط مرونة الظهر، بل أيضا التركيز والإبداع، إذ تنشّط الجهاز العصبي-الحركي وتربط الأداء العقلي بالحركة الجسدية.
وتثبت الدراسات أن النشاط البدني لا يقتصر أثره على تقوية عضلات الظهر، بل يمتد إلى تحسين الوظائف الإدراكية. وفقا لنظرية "التجسيد" في علم النفس، فإن العمليات العقلية مثل الإبداع وحل المشكلات والقدرة على التركيز، ترتبط ارتباطا وثيقا بالحركة الجسدية، حتى أثناء الجلوس.
مخاطر الجلوس الثابت
على الجانب الآخر، فإن الجلوس بلا حركة لساعات يرفع خطر الإصابة بآلام الظهر وتصلّب العضلات واضطرابات القلب والأوعية الدموية والسكري. لذلك، ينصح برايتهاكر قائلا "كن ديناميكيا سواء كنت واقفا أو جالسا أو حتى مفكرا. وإن جلست، فحرّك جسدك قدر المستطاع".
ما الذي يميّز الكراسي الديناميكية؟
تتيح هذه الكراسي حركات دقيقة وصغيرة أو أوسع، ما ينشّط مجموعات عضلية متعددة ويدعم التفاعل العصبي-الحسي. وهي غالبا قابلة للتعديل بما يتناسب مع الأفراد، إذ تحتوي على:
مقعد قابل لتغيير الارتفاع والعمق. حركة متعددة الأبعاد تتكيف بسلاسة مع تغير الوضعيات. أقمشة آمنة بيئيا وغير قابلة للانزلاق. في بعض الطرز: مسند ظهر يدعم المنطقة القَطَنية ويتكيّف مع الأجساد المختلفة، مما يعزز الراحة ويخفف آلام الظهر المزمنة.إعلان
أما إذا كان الكرسي مزوّدا بعجلات، فينبغي أن تكون مزوّدة بآلية تثبيت تلقائي بحمولة وزن الجسم، حتى لا تنزلق فجأة عند القيام بحركة غير متوقعة داخل المكتب.
تؤكد جمعية الحملة من أجل ظهر صحي الألمانية المتخصصة في التوعية والوقاية من آلام الظهر أن الكرسي المكتبي الديناميكي ليس رفاهية، بل أداة ضرورية للحفاظ على صحة العمود الفقري وتعزيز الأداء العقلي في بيئات العمل المكتبية. فمجرد تبنّي عادة الجلوس المتحرك قد يكون كافيا لتقليل آلام الظهر المزمنة وزيادة الإنتاجية اليومية.
0 تعليق