Published On 25/9/202525/9/2025
|آخر تحديث: 19:16 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:16 (توقيت مكة)
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق معادلة الردع ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) رغم ضراوة غاراتها الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء، موضحا أن طبيعة الصراع وعوامل الجغرافيا والاستخبارات تجعل تحقيق هذا الهدف مستحيلا.
ورأى أن الهجوم الأخير، الذي وصفه بالأعنف، جاء كرد مباشر على الطائرة المسيرة التي ضربت مدينة إيلات وأوقعت أكثر من 50 جريحا، بينهم حالات خطرة، مما دفع إسرائيل إلى توجيه ضربات غير مسبوقة لإظهار القوة والرد على خسائرها.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوأشار الفلاحي إلى أن الضربة الأخيرة شاركت فيها أكثر من 20 طائرة حربية أطلقت نحو 65 قذيفة على مقار عسكرية وأمنية، بينها هيئة الأركان والاستخبارات ومعسكرات ومخازن سلاح، فضلا عن مواقع إعلامية، لكنه أكد أن هذه المقرات كانت قد أُخليت مسبقا، مما قلل من تأثيرها المباشر على الحوثيين.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد وصفت هذه الضربة بأنها الأكبر من نوعها، في حين أكدت مصادر محلية في صنعاء أن أكثر من 10 غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة، في وقت توعد فيه مسؤولون عسكريون في تل أبيب بزيادة وتيرة العمليات مستقبلا.
ورغم هذا التصعيد، شدد الفلاحي على أن محدودية المعلومات الاستخباراتية تعيق قدرة إسرائيل على استهداف الأصول العسكرية الحقيقية للحوثيين، وخاصة منصات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
" frameborder="0">
عشوائية التأثير
وأوضح أن الضربات المتكررة تظل عشوائية التأثير، وتهدف أساسا لزيادة الضغط الداخلي على الجماعة دون ضمان وقف هجماتها.
وكانت إسرائيل قد أقرت بفشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض الطائرة المسيرة التي أصابت مدينة إيلات، حيث كشف تحقيق أولي لجيش الاحتلال أن الطائرة لم تُرصد إلا في وقت متأخر بعد قطعها 1800 كيلومتر من اليمن، لتصيب منطقة الفنادق إصابة مباشرة.
إعلان
وأكد الفلاحي أن تجربة الولايات المتحدة، التي شنت أكثر من 40 يوما من الضربات الجوية المكثفة ضد الحوثيين دون أن توقف هجماتهم، تمثل دليلا إضافيا على استحالة تحقيق الردع. وقال إن ما عجزت عنه واشنطن بإمكانياتها الضخمة، لن يكون بمقدور إسرائيل تحقيقه بضربات متقطعة.
وأضاف أن الحوثيين يستفيدون من الطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، حيث تنتشر الجبال والمناطق النائية التي تعيق عمليات الرصد والاستهداف، كما أن الجماعة تنتهج أساليب متجددة في إطلاق الصواريخ والطائرات تجعل من الصعب على إسرائيل تتبعها أو تدميرها بالكامل.
وأشار إلى أن بُعد المسافة بين إسرائيل واليمن، التي تتجاوز ألفي كيلومتر، يشكل تحديا إضافيا، إذ لا تستطيع إسرائيل تسيير طلعات جوية يومية مستمرة مثل عملياتها في قطاع غزة أو لبنان، مما يمنح الحوثيين هامش حركة أوسع لمواصلة هجماتهم.
كما لفت الفلاحي إلى أن جبهة اليمن تختلف عن غيرها لأنها ترتبط بالصراع الإقليمي بين إيران وإسرائيل، مما يجعل الحوثيين أكثر إصرارا على الاستمرار وعدم القبول بوقف الجبهة كما حدث في ساحات أخرى.
ويرى الخبير العسكري أن الضربات الإسرائيلية الحالية قد تُظهر قدرا من الاستعراض العسكري، لكنها تبقى عاجزة عن فرض توازن ردع حقيقي، لتظل إسرائيل في مواجهة تهديد متواصل من الحوثيين، بالتوازي مع تصاعد أزماتها الأمنية في غزة ولبنان.
0 تعليق