جواهر الأردن المخفية.. 7 أماكن للاكتشاف بعيدا عن المناطق المشهورة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عمّان- لا تقتصر جاذبية الأردن السياحية على مواقعها الشهيرة مثل البتراء والبحر الميت ووادي رم، بل يخبئ هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بتاريخه وتنوعه الطبيعي، كنوزا مخفية ما تزال بعيدة عن الأضواء، لكنها تمنح الزائر تجربة فريدة تمزج بين أصالة التاريخ ونقاء الطبيعة.

فإلى جانب المعالم المعروفة عالميا، تزخر مدن الأردن وقراه بآثار رومانية وقلاع أموية وبيزنطية، ومسارات جبلية وسهول خضراء وعيون مياه دافئة، تمنح السائح فرصة لاكتشاف الوجه الآخر من سحر الأردن؛ وجه هادئ وأصيل يروي قصة المكان والإنسان عبر العصور.

وادي الهيدان

يقع وادي الهيدان في الأردن بالقرب من مدينة مادبا، ويتميز بجماله الطبيعي الخلاب الذي يجمع بين الصخور البركانية السوداء (البازلت) والصخور الكلسية الفاتحة، فيما تتخلله مياه جارية صافية تمنح المكان روحا منعشة ومشهدا ساحرا، هذا التنوع الجيولوجي يجعله وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمصورين الباحثين عن لقطات فريدة.

وادي الهيدان
يتميز وادي الهيدان بجماله الطبيعي الذي يجمع بين الصخور البركانية السوداء والصخور الكلسية الفاتحة (الجزيرة)

يقدم الوادي تجربة استثنائية لمحبي المغامرات، حيث يمكن التنزه بين الجداول والبرك الطبيعية، والمشي في المسارات النهرية وسط بيئة هادئة وبعيدة عن صخب المدن والزحام السياحي المعتاد، ويعد التخييم على ضفاف المياه الصافية تجربة مميزة، تسمح للزائر بالانغماس في أصوات الطبيعة والتمتع بأجواء منعشة ليلا ونهارا.

كما يوفر وادي الهيدان فرصة للتعرف على التنوع البيئي الغني، من نباتات برية ونباتات مائية نادرة، إضافة إلى الطيور والحياة البرية الصغيرة التي تجعل من الزيارة رحلة تعليمية وترفيهية في آن واحد.

أم الجمال

تقع أم الجمال في أقصى شمال شرق الأردن، وتمتاز بأطلالها المبنية من البازلت الأسود، مما يمنحها طابعا فريدا وغامضا يجذب الباحثين والزوار على حد سواء، إذ تعد هذه المدينة القديمة واحدة من الوجهات الخفية التي تحمل عبق التاريخ، لتعكس ملامح الحضارات المتعاقبة التي ازدهرت في المنطقة، من النبطيين إلى الرومان، مما يجعلها شاهدة حية على التنوع الثقافي والمعماري في الأردن.

إعلان

لعبت أم الجمال دورا مهما كمحطة رئيسية على طرق التجارة الرومانية والنبطية، حتى أطلق عليها الباحثون اسم "الواحة السوداء"، وتضم أنقاضها بقايا كنائس قديمة وأبراج مراقبة وشبكة متقنة من قنوات المياه، التي تكشف براعة سكان المدينة في التخطيط العمراني وإدارة الموارد الطبيعية.

منطقة أم الجمال تضم بقايا كنائس قديمة وأبراج مراقبة وشبكة متقنة من قنوات المياه (هيئة تنشيط السياحة في الأردن)

بفضل قيمتها التاريخية والمعمارية الفريدة، أدرجت أم الجمال على قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتصبح إرثا إنسانيا يستحق الحماية والاكتشاف، فزيارة أم الجمال تمنح الزائر فرصة للتأمل في الماضي، والتعرف على الحضارات القديمة.

محمية ضانا

تقع محمية ضانا في جنوب الأردن، وتعد أكبر المحميات الطبيعية في المملكة، وتمتد على مساحة تزيد عن 300 كيلومتر مربع، حيث تجمع بين الجبال الشاهقة والأودية العميقة والمنحدرات الصخرية الخلابة، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الهائل، إذ تضم أكثر من 800 نوع من النباتات و200 نوع من الطيور والحيوانات، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والباحثين عن تجربة بيئية فريدة.

تتيح المحمية للزائرين فرصا متعددة للاستمتاع بالأنشطة الخارجية، مثل المشي لمسافات طويلة عبر مسارات جبلية متنوعة، ومراقبة الطيور والحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية، والتخييم في أماكن محددة توفر أجواء هادئة ومشاهد بانورامية رائعة.

**داخلية** محمية ضانا
محمية ضانا أكبر المحميات في المملكة وتجمع بين الجبال الشاهقة والأودية العميقة والمنحدرات الصخرية (الجزيرة)

وتتميز ضانا بوجود قرى صغيرة تاريخية في محيطها، مما يضيف بعدا ثقافيا للزيارة ويتيح التعرف على الحياة المحلية والتقاليد الأردنية الأصيلة، بالإضافة إلى قيمتها البيئية والطبيعية، تمثل محمية ضانا نموذجا للحفاظ على التراث الطبيعي والبيئي في الأردن.

واحة الأزرق

تقع واحة الأزرق في قلب الصحراء الأردنية، وهي واحدة من أندر الواحات الطبيعية في المنطقة، حيث توفر مصدرا حيويا للمياه وسط البيئة الصحراوية القاسية، تشتهر الواحة بتنوعها البيئي الفريد، إذ تحتضن نباتات مائية ونباتات صحراوية نادرة، كما تعد محطة هامة للطيور المهاجرة، مما يجعلها موقعا مثاليا لمراقبة الحياة البرية والتعرف على التنوع البيولوجي المحلي.

لا تقتصر أهمية واحة الأزرق على قيمتها الطبيعية فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب التاريخي والثقافي، فقد كانت مأهولة منذ آلاف السنين، وشهدت حضارات متعددة استغلت مواردها المائية للزراعة والاستقرار، ويمكن للزائر اليوم الاستمتاع بالمشي بين الأشجار والنباتات المائية، والاسترخاء في أجواء هادئة، بعيدا عن صخب المدن.

محمية الأزرق
واحة الأزرق من أندر الواحات في المنطقة حيث توفر مصدرا حيويا للمياه وسط البيئة القاسية (الجزيرة)

كما تمثل واحة الأزرق نموذجا للحفاظ على الموارد الطبيعية وسط تحديات التغير المناخي والجفاف، إذ تعمل الجهات المختصة على حماية مياهها ونباتاتها وضمان استمرار الحياة البرية فيها، وتظل الواحة وجهة سياحية هادئة ومميزة، تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة واستكشاف التاريخ، مما يجعلها نقطة جذب مميزة للزوار المحليين والدوليين على حد سواء.

غابات عجلون

تعتبر غابات عجلون من أجمل المناطق الطبيعية في شمال الأردن، حيث تعانق أشجار البلوط والصنوبر الكثيفة سماء المملكة، فتخلق لوحة طبيعية ساحرة تجمع بين الخضرة والهواء النقي، تمتد الغابة على مساحات واسعة من التلال، وتوفر للزائر فرصة الابتعاد عن صخب المدن والانغماس في هدوء الطبيعة وروعتها.

إعلان

توفر الغابة للزائرين أنشطة متعددة، مثل جولات المشي بين الممرات الطبيعية، ومراقبة الطيور والحياة البرية، بالإضافة إلى إمكانية الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الخلابة، كما تُعد مكانا مثاليا للتخييم أو التنزه العائلي، مما يجعلها وجهة محببة لمحبي الطبيعة والمغامرة على حد سواء.

غابات عجلون
غابات عجلون من أجمل المناطق الطبيعية شمالي الأردن حيث تعانق أشجار البلوط والصنوبر الكثيفة سماء المملكة (الجزيرة)

ويتميز فصل الربيع والصيف في غابات عجلون بجمال خاص، حيث تتفتح الأزهار البرية وتزداد كثافة الأشجار، فتضفي ألوانا زاهية وروائح عطرة على المكان، وبفضل هذا التنوع البيئي والهدوء الساحر، تبقى غابات عجلون واحدة من أبرز الوجهات الطبيعية في الأردن، وتقدم تجربة سياحية تجمع بين الاسترخاء والمغامرة والاتصال المباشر بالطبيعة.

شجرة الرسول

تقع شجرة الرسول على مقربة من مدينة المفرق، وهي شجرة عريقة يعتقد أنها المكان الذي استظل تحته النبي محمد ﷺ خلال إحدى رحلاته التجارية من مكة المكرمة إلى الشام، وتجسد هذه الشجرة أكثر من كونها أثرا طبيعيا، فهي رمز للسكينة والروحانية، وتتيح للزائر فرصة التواصل مع التاريخ النبوي في قلب الأردن، مما يضفي على المكان هالة من القداسة والاحترام.

يمكن للزائر الجلوس تحت ظل الشجرة، والتأمل في المكان الهادئ، والاستمتاع بصوت الرياح التي تمر بين أغصانها وبين الطبيعة الصحراوية المحيطة، وتوفر المساحة المحيطة بالمنطقة فرصة للنزهات القصيرة، مع مناظر طبيعية بسيطة تعكس جمال البادية الأردنية وهدوئها بعيدًا عن صخب المدن.

شجرة الرسول
يعتقد أن النبي محمدا استظل تحت هذه الشجرة خلال إحدى رحلاته التجارية من مكة إلى الشام (الجزيرة)

وادي عربة

يقع وادي عربة في أقصى جنوب الأردن، ويشكل جزءا من الصدع العظيم الذي يمتد من البحر الأحمر حتى شمال سوريا، ويتميز الوادي بتضاريسه الفريدة، حيث يمتزج بين السهول المنبسطة والجبال المحيطة، مما يمنحه مناظر طبيعية خلابة تعكس التنوع البيئي بين المناطق الصحراوية والمناطق الزراعية الخصبة على ضفاف الوادي.

كما يعتبر الموقع نقطة التقاء بين الحدود الأردنية والفلسطينية، مما يضفي عليه أهمية جغرافية وإستراتيجية مميزة، ويعد وادي عربة وجهة سياحية مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة، إذ يمكن للزوار ممارسة العديد من الأنشطة مثل رحلات المشي الجبلي، ركوب الدراجات الهوائية، والتخييم بين أحضان الطبيعة البكر.

كما تشتهر المنطقة بالينابيع الصغيرة والمزارع المنتشرة على طول الوادي، التي تضيف لمسة من الحياة الريفية وتمنح الزائر تجربة تفاعلية مع سكان المنطقة وثقافتهم، ويحتضن وادي عربة آثارا تاريخية تعود لقرون مضت، بما في ذلك بقايا طرق قديمة كانت تربط جنوب الأردن بالمناطق المجاورة.

**داخلية** وادي رم
يمتزج وادي عربة بين السهول المنبسطة والجبال المحيطة كما يتميز الوادي بتضاريسه الفريدة (الجزيرة)

على امتداد الرقعة الجغرافية الواسعة التي تحتضن المواقع السياحية في الأردن، تشير خبيرة الآثار الأردنية لانا الخطيب إلى أن "جمال الأردن لا يقتصر على معالمه الشهيرة كالبتراء والبحر الميت وجرش، بل يشمل أيضًا العديد من الوجهات الأثرية المغمورة التي تزخر بقيمة تاريخية وحضارية فريدة".

وتلفت الخطيب في حديثها للجزيرة نت إلى أن هناك العديد من الوجهات السياحية الفريدة في مختلف محافظات المملكة ما زالت بعيدة عن الأضواء، يمكن أن تشكل إضافة نوعية على خريطة السياحة الأردنية إذا ما جرى تسليط الضوء عليها وتطوير خدماتها.

مضيفة أن هذه المواقع تعكس التنوع الحضاري والثقافي الذي مر على الأردن عبر العصور، بدءا من العصور النبطية والرومانية مرورا بالعصور الإسلامية وصولا إلى التراث العثماني، وأوضحت أن الاهتمام بهذه الوجهات لا يسهم فقط في تعزيز السياحة، بل يفتح المجال أمام الباحثين والمهتمين للتعمق أكثر في دراسة التاريخ المحلي وفهم أبعاد الحضارة الإنسانية التي مرت على المنطقة.

إعلان

وشددت خبيرة الآثار على ضرورة تكثيف الجهود الرسمية والخاصة للتعريف بهذه الوجهات من خلال حملات إعلامية وبرامج سياحة داخلية ودولية، إلى جانب تحسين البنية التحتية وتوفير المرافق والخدمات السياحية المناسبة.

0 تعليق