Published On 26/9/202526/9/2025
|آخر تحديث: 11:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:46 (توقيت مكة)
تكشف دراسة جديدة أن حموضة محيطات الكوكب قد دخلت منطقة الخطر لأول مرة على الإطلاق، حيث انخفض مستوى الرقم الهيدروجيني للمياه بسبب امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يشير إلى تجاوز إحدى عتبات عمليات نظام الأرض التي تحدد المساحة الآمنة والمستقرة للكوكب.
وحذرت دراسة فحص صحة الكواكب لعام 2025، التي نشرها مختبر علوم حدود الكواكب في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، من أن 7 من الحدود التسعة الحرجة لنظام الأرض قد تم اختراقها الآن، أي أكثر بحدود واحدة عن العام الماضي.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوتلقي المؤسسة باللوم في "التطور الجديد الصارخ" على حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي، وتؤكد أن هذه العوامل الثلاثة تؤدي إلى تدهور قدرة المحيط على "العمل كعنصر استقرار للأرض".
ويقول ليفكي سيزر المشارك في قيادة مختبر علوم حدود الكواكب وأحد مؤلفي التقرير "لقد أصبح المحيط أكثر حموضة، وانخفضت مستويات الأكسجين، وتزايدت موجات الحر البحرية". ومن شأن ذلك، أن يزيد الضغط على نظام حيوي لاستقرار الظروف على كوكب الأرض.
وينبع هذا التحمض المتزايد في المقام الأول من انبعاثات الوقود الأحفوري. ويؤثر، إلى جانب الاحترار ونقص الأكسجين، على كل شيء بدءا من مصايد الأسماك الساحلية، وابيضاض الشعاب المرجانية وتدمير التنوع البيولوجي.
ويضيف سيزر أن عواقب تحمض المحيطات سوف "تمتد إلى الخارج"، مما يؤثر على قضايا بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي واستقرار المناخ العالمي ورفاهة الإنسان.
ومنذ بداية العصر الصناعي، انخفض الرقم الهيدروجيني لسطح المحيط (وجود تركيز أعلى من أيونات الهيدروجين في الماء) بنحو 0.1 وحدة، أي بزيادة تراوحت بين 30 و40% في الحموضة. وقد أدى ذلك بالفعل إلى ظهور علامات تلف في أصداف القواقع البحرية الصغيرة.
ورغم أن هذا قد لا يبدو مهما، فإن هذه القواقع، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية، تشكل مصدرا غذائيا حيويا للعديد من الأنواع، ويقول الخبراء إن انحدارها يمكن أن يؤثر على سلاسل الغذاء بأكملها.
إعلان
وحسب الدراسة، أصبحت الحموضة بمثابة ضوء أحمر على لوحة تحكم استقرار الأرض. وتقول الدكتورة سيلفيا إيرل عالمة المحيطات إن "المحيط هو نظام دعم الحياة على كوكبنا، وبدون بحار سليمة، لا وجود لكوكب سليم".

ثغرات حرجة
وفي عام 2023، أُطلقت مبادرة "علم حدود الكواكب" لمعالجة الثغرات الحرجة في فهمنا ورصدنا لنظام الأرض. وقد صاغت 9 حدود يجب أن تبقى ضمن آمنة "للحفاظ على سلامة البشرية ومرونتها". ويشبه العلماء مراقبة هذه الحدود لتتبع حالة الكوكب، بالفحص الصحي الدوري الذي يجريه الطبيب لمرضاه.
وتشمل هذه العوامل أو الحدود: تغير المناخ، أو التحول طويل الأمد في درجة حرارة الأرض وأنماط الطقس، وسلامة المحيط الحيوي (الصحة العامة ووظائف ومرونة النظم الحية على الأرض)، وتغير نظام الأراضي (من الأنشطة البشرية مثل الزراعة).
كما تشمل أيضا استخدام المياه العذبة، والتدفقات البيوكيميائية، والكيانات الجديدة (مثل المواد الكيميائية الاصطناعية أو جسيمات البلاستيك)، وتحمض المحيطات، واستنزاف طبقة الأوزون، وكذلك تحميل الهباء الجوي (تلوث الهواء).
وبعد صدور التقرير الأخير، لم يتبق سوى حدودين ضمن الحدود الآمنة، وهما تحميل الهباء الجوي، وطبقة الأوزون الستراتوسفيرية التي تشهد تعافيا.
وتؤكد الدراسة الحاجة الملحة إلى تعزيز حماية محيطات العالم، حيث يؤكد الخبراء أن انبعاثات الكربون بحاجة إلى خفض كبير وتعزيز حماية المحيطات بشكل كبير للسماح للأنظمة البيئية بالوقت الكافي للتكيف والتعافي يومًا ما.
ويحذّر العلماء من أن فرصة إبقاء الاحترار دون مستوى 1.5% المستهدف في اتفاقية باريس للمناخ تتلاشى بسرعة، مع بقاء 3 سنوات فقط. وخلصت عدة تحليلات إلى أنه ما لم يُجرَ تصحيح جذري للمسار، فإن العالم يندفع نحو ارتفاع كارثي في درجة الحرارة يتراوح بين 2% و3% فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2100.
0 تعليق