Published On 26/9/202526/9/2025
|آخر تحديث: 21:24 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:24 (توقيت مكة)
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن مشاهد استهداف دبابة ميركافا الإسرائيلية في تل الهوا جنوب مدينة غزة تمثل مؤشرا على قدرة فصائل المقاومة على تنفيذ هجمات مضادة رغم الكثافة النارية الهائلة التي يستخدمها جيش الاحتلال.
وأوضح الفلاحي أن هجوم الجيش الإسرائيلي على غزة يتوزع على عدة محاور رئيسية، أبرزها الشمال الغربي الممتد من حي الكرامة ومحيط مستشفى العيون حتى مخيم الشاطئ، إضافة إلى محور الجنوب عند تل الهوا.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوفي هذه المحاور، تمكنت الفصائل من تدمير دبابات باستخدام قذائف الياسين وعبوات العمل الفدائي، إلى جانب تدمير جرافات عبر قذائف التاندوم.
ورأى أن انطلاق هذه العمليات يعكس نمطا متدرجا من المواجهة، حيث يضعف زخم التقدم الإسرائيلي بعد موجات النيران الكثيفة، فتبدأ المقاومة بهجمات مضادة تستهدف الدبابات أو عبر القنص والهاونات والراجمات، وهو ما يدل، بحسب تعبيره، على مرونة تكتيكية تمكّن الفصائل من إيقاع خسائر رغم الفارق الكبير في القوة.
وكانت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بثت مشاهد تُظهر استهداف دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" في منطقة تل الهوا وتصاعد الدخان منها، في حين أعلنت فصائل أخرى تنفيذ عمليات مشابهة شمال غربي غزة، بينها استهداف آليات عسكرية في محيط حي الشيخ رضوان.
قدرة على التسلل
وبيّن الفلاحي أن نجاح المقاومة في تدمير دبابة أو آلية عسكرية يعكس قدرتها على التسلل إلى مناطق قريبة من محاور التقدم الإسرائيلي، رغم استخدام الاحتلال تكتيكات مدمرة تشمل الروبوتات المفخخة، وتسوية الأحياء بالمنازل عبر القصف المدفعي لتأمين تقدمه البطيء.
وأشار إلى أن هذه العمليات وإن بدت متفرقة، فإنها تكشف مع مرور الوقت عن نمط متصاعد يفرض على الجيش الإسرائيلي إعادة حساباته في الميدان، ويؤكد أن المقاومة قادرة على إطالة أمد المعركة حتى في أشد الظروف قسوة.
إعلان
وفي السياق ذاته، أعلنت ، الجناح العسكري لحركة ، استهداف دبابة ميركافا بقذيفة تاندوم عند تقاطع شارع العيون مع الجسر في حي الشيخ رضوان، بالتعاون مع ألوية الناصر صلاح الدين، إلى جانب تدمير آلية بعبوة شديدة الانفجار في المنطقة نفسها.
وبشأن استهداف الاحتلال المتكرر للمدنيين والنازحين، اعتبر الفلاحي أن ذلك يعكس إستراتيجية تهجير قسري تهدف إلى إفراغ المناطق ودفع السكان جنوبا. وأوضح أن استهداف الخيام والمناطق المأهولة يرمي إلى ممارسة ضغط نفسي وميداني على المقاومة عبر المدنيين، وجعل الأحياء غير قابلة للحياة أو العودة مجددا.
وأضاف أن أهداف الاحتلال لا تتوقف عند الضغط على الفصائل بل تتعداها إلى تدمير البنية التحتية المدنية بشكل شامل، بما يحول الأحياء إلى مناطق أطلال فارغة، ويجعلها مناطق عازلة تسهّل السيطرة العسكرية مستقبلا.
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على شمال غزة منذ أغسطس/آب الماضي في إطار عملية "عربات جدعون 2″، التي شملت قصفا مكثفا ونسف منازل وتهجيرا قسريا، في وقت تتواصل فيه الحرب على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 167 ألفا، معظمهم من الأطفال والنساء.
0 تعليق