Published On 26/9/202526/9/2025
|آخر تحديث: 22:13 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:13 (توقيت مكة)
كشفت تحقيق استقصائي لوكالة رويترز أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في 25 أغسطس/آب الماضي، وأدى إلى استشهاد 22 شخصا بينهم 5 صحفيين، استند إلى معلومات مغلوطة، وأن تفسير الجيش الإسرائيلي لما جرى يتعارض مع الأدلة البصرية والشهادات التي جمعتها الوكالة.
الجيش الإسرائيلي برر الهجوم بأن قواته رصدت كاميرا تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على درج المستشفى، واعتقدت أنها كانت تستخدم لمراقبة تحركات الجنود. لكن تحقيق رويترز أثبت أن الكاميرا تعود إلى مصورها حسام المصري، الذي استشهد في الهجوم، وأنه كان يستخدمها بانتظام منذ مايو/أيار لبث تغطيات مباشرة لصالح الوكالة من المستشفى، حيث درج على تغطيتها بسجادة صلاة باللونين الأخضر والأبيض لحمايتها من الحرارة والغبار.
واعترف مسؤول عسكري إسرائيلي لرويترز بأن القوات المنفذة للضربة تصرفت دون الحصول على موافقة القائد الكبير المسؤول عن العمليات في غزة، وهو ما يمثل تجاوزا للتسلسل القيادي. وقال إن القوات اتخذت قرار الاستهداف بعد أن ساورها الشك في الكاميرا المغطاة بالقماش.
" frameborder="0">
ورغم مرور شهر على الهجوم، لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي توضيحات حول عدة أسئلة محورية أبرزها:
لماذا لم يتم تحذير المستشفى أو وكالة رويترز قبل تنفيذ الضربة؟ لماذا قصف الجيش الدرج مرة ثانية بعد 9 دقائق من الضربة الأولى، ما أسفر عن استشهاد مسعفين وصحفيين آخرين هرعوا لمكان القصف؟ هل أخذ الجيش في الحسبان أن درج المستشفى كان يُستخدم بانتظام من قبل الصحفيين لتصوير الأحداث وتسجيل التقارير؟ من هي الجهة التي صادقت فعليا على تنفيذ الضربة؟واعتبر تحقيق رويترز المستند إلى تحليل أدلة بصرية أن غياب تفسير رسمي كامل لما جرى في مستشفى ناصر يعكس نمطا متكررا في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات الصحفيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب لجنة حماية الصحفيين، فقد استشهد 201 صحفي وعامل إعلامي منذ ذلك الحين، بينهم 193 فلسطينيا في غزة، وستة في لبنان على يد إسرائيل. وأكدت أن تل أبيب لم تنشر أي نتائج تحقيق رسمية أو تحاسب أحدا على مقتل الصحفيين، كما لم تُراجع قواعد الاشتباك الخاصة بها رغم الإدانات الدولية.
إعلان
" frameborder="0">
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وصف الهجوم بأنه "حادث مأساوي"، فيما قال متحدث باسم الجيش إن قواته "تعمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، بمن فيهم الصحفيون"، لكنه أضاف أن "البقاء في مناطق القتال ينطوي بطبيعته على مخاطر".
أما في غزة، فقد اعتبر مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة أن رواية جيش الاحتلال "ادعاء باطل يفتقر إلى أي دليل ويهدف للتنصل من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن مجزرة مكتملة الأركان".
ويقدم التحقيق الذي أجرته رويترز، مدعوما بأرشيف صور وفيديوهات التقطها حسام المصري على مدار شهور، الرواية الأشمل حتى الآن بشأن ما حدث في مستشفى ناصر، ويثبت بشكل قاطع أن الكاميرا المستهدفة لم تكن أداة عسكرية لحماس، بل ملكا للوكالة وصحفييها الذين دفعوا حياتهم ثمنا لممارسة عملهم.

ووقع الهجوم على المستشفى عندما أصابت قذيفة دبابة على ما يبدو شرفة في مستشفى ناصر بخان يونس، ما أسفر عن استشهاد مصوّر لوكالة رويترز وآخرين.
وبعد 9 دقائق، وبينما كان فريق من عمال الإنقاذ وصحفيين آخرين يقدّمون المساعدة للضحايا، استهدفوا مجددا مع إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على المستشفى، وهو تكتيك يُعرف باسم "الضربة المزدوجة".
والصحفيون الخمسة الذين استشهدوا هم: محمد سلامة، مصور قناة الجزيرة في غزة والصحفي المتعاقد مع رويترز حسام المصري، والصحفية المستقلة مريم أبو دقة، والصحفي معاذ أبو طه، والصحفي المستقل أحمد أبو عزيز.
0 تعليق