غزة بين مجازر التجويع وخطة ترمب.. واشنطن تضغط لإنهاء الحرب ونتنياهو يصرّ على الاجتياح الكامل - البطريق نيوز

يدخل العدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 722، مع توسيع جيش الاحتلال اجتياحه لمدينة غزة وسط كارثة إنسانية مكتملة الأركان.

وفيما تتفاقم فصول الإبادة على الأرض مع إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة، تتسارع في نيويورك جهود دبلوماسية محمومة تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض خطة تنهي الحرب، وتصطدم بإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على المضي قدماً نحو "الاحتلال الكامل" للقطاع.

يقف القطاع اليوم عند مفترق طرق حاسم، بين أعمق أزمة إنسانية يشهدها العالم، وبين ضغط أمريكي غير مسبوق قد يرسم ملامح "اليوم التالي" للحرب.

على الأرض: مجاعة مُعلنة ومجازر ضد "طالبي المساعدات"

تجاوز الوضع الإنساني في غزة كل الخطوط الحمراء.

فمع إغلاق المعابر والحصار الخانق، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، عن وجود مجاعة في شمال القطاع، مؤكدة أن نصف مليون شخص يواجهون جوعاً "كارثياً".

وأصبحت مشاهد استهداف المدنيين الباحثين عن لقمة العيش مشهداً يومياً، حيث وثّقت المصادر الطبية ارتقاء المئات من "شهداء لقمة العيش" بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب نقاط المساعدات الشحيحة.

أبرز التطورات الميدانية:

حصيلة الضحايا: ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء إلى 65,549 شهيداً وأكثر من 167,518 جريحاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.

تصعيد في مدينة غزة: يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات واسعة ومركزة على أحياء مدينة غزة (تل الهوا، الشيخ رضوان، الزيتون، والشجاعية)، مصحوبة بتحذيرات نزوح قسري لمئات الآلاف من السكان.

تعليق العمل الإغاثي: أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق عملياتها في مدينة غزة بسبب تطويق عياداتها، مما يفاقم الانهيار الصحي.

كارثة الطفولة: أكدت وكالة "الأونروا" أن طفلاً من كل ثلاثة أطفال في شمال غزة لم يتناول أي طعام خلال 24 ساعة، مما يجبرهم على العمل أو التسول.

في الدبلوماسية: خطة ترمب لإنهاء الحرب

على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كشفت إدارة ترمب عن خطة شاملة من 21 نقطة لإنهاء الحرب، عُرضت على عدد من القادة العرب والمسلمين.

وتضغط واشنطن بقوة لتمريرها، حيث أبلغ مبعوث الرئيس، ستيف ويتكوف، نتنياهو بأن "الوقت قد حان لإنهاء الحرب".

أهم بنود الخطة الأمريكية:

وقف فوري للحرب مقابل إطلاق سراح كافة المحتجزين.

الإفراج عن 100 إلى 200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية.

عفو عن حركة حماس مقابل الخروج من غزة وتسليم السلاح لقوة عربية-دولية.

إدخال فوري وغير مقيد للمساعدات تحت إشراف أممي.

انسحاب إسرائيلي كامل وتدريجي من القطاع وفق جدول زمني.

إعادة إعمار غزة خلال 5 سنوات عبر ائتلاف دولي.

تشكيل إدارة فلسطينية مؤقتة للقطاع تحت إشراف عربي-دولي.

التزام أمريكي واضح بعدم ضم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

الموقف الإسرائيلي: بين ضغط واشنطن وإصرار نتنياهو

رغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس ترمب بقرب التوصل لاتفاق، ورسائل الأمل التي نقلها رئيس الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لعائلات المحتجزين، لا يزال الموقف الرسمي لحكومة نتنياهو يمثل العقبة الأكبر.

ففي الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون الأمريكيون عن "اختراق وشيك"، صادق الكابينيت الإسرائيلي على خطة نتنياهو للمضي قدماً في "احتلال كامل لقطاع غزة".

ونقل مقربون من نتنياهو إصراره على أن أي مقترح يجب أن يضمن "التفكيك المطلق لحماس"، وهو بند قد يتعارض مع روح الخطة الأمريكية التي تعرض العفو مقابل الخروج.

وتشير تقديرات الاحتلال إلى أن صبر إدارة ترمب بدأ ينفد، وأن اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين سيكون حاسماً لتحديد مصير الحرب والمنطقة.