هل انتهت الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

يعود الجدل مجددا حول البرنامج النووي الإيراني على خلفية منح مجلس الأمن الدولي الضوء الأخضر لتفعيل العقوبات الأممية على إيران، وعزم الدول الأوروبية على تفعيل ما يعرف بـ"آلية الزناد"، المضمنة في اتفاق 2015. ويأتي ذلك وسط استخفاف طهران بالعقوبات وتعهدها بمواصلة التخصيب.

وردا على رفض مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة مشروع  قرار لتمديد رفع العقوبات عليها، استدعت إيران سفراءها في بريطانيا وألمانيا وفرنسا. فيما لم يبد رئيسها مسعود بزشكيان -في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- أي استعداد للاستجابة للمطلب الأميركي بوقف تخصيب اليورانيوم.

وطالبت بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة طهران بما سمته التعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية، وكشف مصير مخزونها من اليورانيوم المخصب، وهو ما رفضته إيران.

ويرى الباحث المختص بالشؤون الإيرانية، حسين ريوران أن إيران لم تكن أمامها خيارات، فقد طرح وزير الخارجية عباس عراقجي في اللحظات الأخيرة ما تريده أوروبا وهو أن تقوم بتخفيض نسبة التخصيب إلى 20% وعودة التفتيش إلى المواقع النووية، ولكن المشكلة -بحسب ريوران- أن أوروبا فقدت استقلالية قرارها وهي تابعة بالكامل للولايات المتحدة الأميركية.

ويقول الضيف الإيراني لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الولايات المتحدة تطرح أمورا خارج إطار الملف النووي وضغطت على أوروبا لتفعيل ما تسمى" آلية الزناد"، لكن إيران ترفض أي حوار خارج إطار النووي وترفض الخوض في أي حوار حول الملف الصاروخي أو أي ملف سيادي آخر.

ويشير محللون إلى أن الولايات المتحدة تمارس بالفعل ضغوطا على الأوروبيين، وهم يحتاجونها في ملف أوكرانيا، ولكنهم أيضا -أي الأوروبيين- لم يغفروا لطهران تقاربها مع روسيا وتزويدها بطائرات مسيرة، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور حسني عبيدي، الذي يقول أيضا إن الإيرانيين كان لديهم شعور متزايد بالثقة بأن بإمكانهم تدارك الوضع.

إعلان

ويبرر الأوروبيون موقفهم المتشدد مع طهران بأنهم كانت لديهم رغبة في إبقاء الاتفاق النووي مع إيران، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، ولم يقوموا حينها بفرض عقوبات على إيران، ويقول السفير البريطاني السابق لدى إيران، وليام بيتي إن الأوروبيين انخرطوا في مفاوضات مع إيران لفترة طويلة، لكن وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفض تقليل مخزونها من اليورانيوم المخصب أثار إحباط الأوروبيين وجعلهم يقررون تفعيل" آلية الزناد".

وأطلقت دول الترويكا الأوروبية في 28 أغسطس/آب الماضي عملية مدتها 30 يوما لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران تنتهي اليوم السبت، متهمة طهران بعدم الالتزام باتفاق أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 يهدف لمنعها من تطوير سلاح نووي.

الرهان الإيراني

وتراهن إيران في خلافها المتصاعد مع الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة على روسيا والصين اللتين طرحتا مشروع قرار في مجلس الأمن من شأنه أن يوقف إعادة فرض العقوبات على طهران،  وفي هذا السياق يقول الباحث المختص بالشؤون الإيرانية، ريوران إن الدولتين تدعمان إيران وزودتاها بالكثير من الأسلحة بعد الحرب الأخيرة.

ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور عبيدي، أن الموقف الروسي كان مدافعا عن إيران نتيجة العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، لكن علاقة طهران سواء مع موسكو أو مع بكين ستبقى في حدود، وهو نفس رأي السفير البريطاني السابق لدى إيران، بحديثه عن حدود في دعم الصين لطهران.

0 تعليق