أطلق في العاصمة عمّان، السبت، المرحلة الثانية من مشروع إنساني مشترك بين المملكة العربية السعودية والأردن تحت اسم "مشروع القوقعة"، ليستعيد عشرات الأطفال الفلسطينيين نعمة السمع عبر عمليات زراعة قوقعة إلكترونية مجانية، بتمويل كامل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبمشاركة فريق طبي تطوعي من كبار الأطباء والجراحين في البلدين.
المرحلة الثانية من هذا المشروع شهدت قصصاً إنسانية مؤثرة، أبرزها قصة الطفلة "نورسين"، التي عبّرت والدتها عن سعادتها قائلة: "لسنوات، كنا نعيش في عالم من الصمت لم أكن أستطيع مناداة ابنتي فتلتفت إليّ، ولم تكن تسمع صوتي عندما أقول لها كم أحبها. اليوم أشعر بأنها تولد من جديد".
وأضافت وهي تتابع ابنتها تستعد لدخول غرفة العمليات: "أحلم باليوم الذي أنادي فيه نورسين فتلتفت إليّ وتبتسم، وتذهب إلى المدرسة وتعيش حياتها مثل باقي الأطفال".
وأكد الدكتور عقيل الغامدي، مساعد المشرف العام لشؤون التخطيط والتطوير في مركز الملك سلمان، أن هذا المشروع يأتي ضمن التزام المملكة الدائم بالعمل الإنساني، معرباً عن اعتزازه بالشراكة مع الأردن لتقديم خدمات طبية متقدمة سيكون لها أثر عميق ودائم على حياة المستفيدين.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الأحمد،الرئيس التنفيذي لمستشفى الاستقلال، أن زراعة القوقعة تمثل بارقة أمل للأطفال الذين يعانون من فقدان السمع العميق، إذ تتيح لهم القوقعة الإلكترونية الإحساس بالصوت من جديد، مبيناً أن العملية دقيقة وتحتاج إلى فريق متخصص عالي الكفاءة، يليها برنامج تأهيلي طويل لمساعدة الطفل على فهم الأصوات والتفاعل معها، مشيداً بجهود الفرق الطبية السعودية والأردنية المتطوعة لإنجاز هذه المهمة.
وكانت المرحلة الأولى من المبادرة قد شهدت زراعة 30 قوقعة، فيما تستهدف المرحلة الثانية الحالية زراعة 40 قوقعة إضافية، على أن يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ المبادرة في الفترات المقبلة لتوسيع نطاق الاستفادة منها.
وتبقى دموع والدة نورسين شاهداً على الأثر الإنساني الكبير لهذه المبادرة، التي لم تُعد لابنتها القدرة على السمع فحسب، بل منحتها – كما تقول – "حياة جديدة".
0 تعليق