تواجه الحكومة اللبنانية تحديا إستراتيجيا معقدا مع استمرار إسرائيل في تنفيذ سياسة الضغط العسكري المتدرج، واستغلالها الذكي للانقسامات الداخلية والتراجع الأميركي عن الدور الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تحليل لدوافع هذه الإستراتيجية، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تعدّ عملياتها تطبيقا للاتفاق وليس انتهاكا له، مشيرا إلى أن عامل الوقت يعمل لصالحها في ظل غياب الرد اللبناني الفعال.
وفي السياق ذاته، تكشف تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك للجزيرة عن تحول جوهري في الموقف الأميركي، حيث اعتبر الولايات المتحدة مجرد "آلية إبلاغ" وليس ضامنا فعالاً للاتفاق.
من جهته، يشير الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي إلى أن هذا التراجع يعطي إسرائيل مساحة أوسع لمواصلة سياستها العسكرية.
وفي تقييم لموازين القوى، يحذر الأكاديمي والناشط السياسي علي مراد من أن لبنان في وضع ضعيف تفاوضيا، مؤكداً انتهاء القدرة الردعية لحزب الله أمام التفوق العسكري الإسرائيلي الكاسح.
وبالتوازي مع هذه التطورات، تضيف زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبيروت بعدا إقليميا للأزمة، إلا أنها قد توفر لإسرائيل مبررات إضافية لمواصلة عملياتها.
تقديم: عبد القادر عراضة
Published On 29/9/202529/9/2025
|آخر تحديث: 00:05 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:05 (توقيت مكة)
0 تعليق