هكذا استهدف الاحتلال سوق النصيرات المكتظة بالمشترين - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

"كنا وسط السوق التي اكتظت بالمواطنين والنازحين، وفجأة وقع انفجار كبير أعقبه عمود دخان، وبعد انقشاع الدخان تبيّن وجود شهداء وجرحى"، هكذا وصف "أبو طلال" (46 عاماً) أحد شهود العيان، بعضاً من تفاصيل مجزرة مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، التي راح ضحيتها نحو 17 شهيداً، وعشرات الجرحى، أول من أمس.
وقال: "شفت ناس بيجروا وجريت وراهم، ولقينا أربع جثث مكومين فوق بعض داخل محل، وكان مبين إن الصاروخ سقط في مكان قريب جداً منهم"، وأضاف: "بصراحة السوق كانت مكتظة بالناس ومتخيلتش أنو جيش الاحتلال يقصف بهذا الشكل، وهاد السبب اللي خلا عدد الشهداء يصل لـ17 وعدد الجرحى أكثر من 80".
وأشارت مصادر محلية لـ"الأيام" إلى أن سوق مخيم النصيرات يرتادها يومياً أكثر من 20 ألف مواطن بسبب زيادة عدد النازحين في المنطقة المحيطة بها، فضلاً عن سكان المخيم الأصليين، مبينة أن وقوع القصف قبالة متجر "أبو دلال" المكتظ بالمشترين نسبب بارتفاع أعداد الضحايا في القصف.
وأوضح "أبو طلال" وهو أحد النازحين من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، أن الناجين من القصف هربوا من المكان، تحسباً لوقوع قصف آخر، وهم يرتجفون خوفاً، ومنهم من سقط على الأرض من شدة التزاحم.
من جهته، قال الشاب "إحسان" (25 عاماً): "بعض جثامين الشهداء الأطفال كانت ملقاة تحت بسطات البيع وأمام أبواب المحال التجارية، ويبدو أنهم سارعوا إلى الاحتماء فور سماعهم صوت القصف، لكن شظايا القصف أصابتهم وأدت إلى استشهادهم".
وأضاف: "شاهدت سيدة تحمل حزمة ملوخية وقد أصيبت بشظايا في ساقيها، إضافة إلى رجل أصر على التمسك بكيسين مملوءين بمعلبات غذائية، ويطلب العون من أحد المتواجدين كي يساعده على الانتقال إلى مكان آمن"، مشيراً إلى أن صراخ وعويل الأطفال والنساء كان أعلى من أصوات سيارات الإسعاف التي وصلت إلى المكان.
بدوره، قال "أحمد" وهو صاحب بسطة في السوق: "بعد القصف بدقائق عادت السوق لتشهد اكتظاظاً أكبر وحالة من الفوضى والارتباك الناجمة عن توافد أقرباء المتسوقين للاطمئنان عليهم، فذلك الرجل يسأل عن أبنائه وتلك السيدة تهيم على وجهها وهي تبحث عن زوجها الذين تواجد في السوق".
وأضاف: "مر أكثر من ساعتين والسوق تمر بحالة ارتباك وفوضى، وتدريجياً بدأ الناس يتوجهون نحو مستشفى العودة الذي يبعد عن مكان السوق بنحو 500 متر باتجاه الغرب".
وذكر أحد النازحين بالقرب من مستشفى العودة: "كأن القصف انتقل من مكان السوق إلى المستشفى، حيث تجمهر مئات المواطنين أمام بوابته للسؤال عن ذويهم الذين تواجدوا في السوق عند وقوع القصف".
وقال: تقريباً كان الجميع يستخدم هاتفه النقال محاولاً التواصل مع الضحايا أو الناجين"، مشيراً إلى أن جميع الاتصالات قد تعطلت بين الأقرباء لمدة ثلاث ساعات منذ ذروة المجزرة الإسرائيلية.
وبينت مصادر طبية من مستشفى العودة، أنه تم استقبال نحو 28 شهداً و163 إثر وقوع عدة حوادث قصف واستهداف في مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى، من بينهم شهداء مجزرة السوق وتجمعات المواطنين في مناطق توزيع المساعدات، إضافة إلى قصف مخيمات النزوح، مشيرة إلى أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال.
وأضافت المصادر: "حالة الارتباك الناجمة عن مجزرة السوق تسببت بصعوبة التعرف على هويات الشهداء، لكن بعد وقت قصير جرى التعرف عليهم من خلال بطاقات هوياتهم، وتدريجياً تعرف الأقرباء على جثامين ذويهم، فيما وصفت جروح المصابين بأنها متفاوتة بين بالغة وطفيفة".

 

0 تعليق