أكثر من مجرد مهرجان… الوجه الآخر لمدينة بايرويت - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

بافاريا– لم يكن المهرجان حاضرًا وقت زيارتي لبايرويت، لكن المدينة قدّمت لي ما هو أبعد من الموسيقى: تاريخ حي وطبيعة تأسر الأنظار.

فمنذ أن وصلت إلى بايرويت، شعرت أنني في مدينة صغيرة وهادئة، لكنها تحمل في شوارعها ومعالمها إرثًا ثقافيًا وفنيًا يضعها على خريطة أوروبا الثقافية.

دار الأوبرا المدرجة على قائمة التراث باليونسكو (الجزيرة نت)

في قلب بافاريا، جمعت هذه المدينة بين الفنون الرفيعة، العمارة الباروكية، والطبيعة التي تمنح الزائر سكينة لا تُنسى.

دار الأوبرا الباروكية

حديقة فيلهلمينه والقصور الملكية الجديدة (الجزيرة نت)

أولى محطاتي كانت دار الأوبرا الباروكية (Markgräfliches Opernhaus)، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، عند دخول القاعة، تدهشك الزخارف المذهبة والمقاعد الخشبية القديمة والأسقف المرسومة بدقة مذهلة، كان المكان أشبه بتحفة فنية قائمة بذاتها، يروي قصة ازدهار الفن الباروكي في أوروبا.

قصور الملكة فيلهلمينه

بعدها توجهت إلى قصور الملكة فيلهلمينه، التي عكست عظمة الأرستقراطية البافارية، القاعات الفسيحة بزخارفها المترفة والحدائق الملكية المحيطة بها، كشفت عن شغف الملكة بالفنون والعمارة، كل زاوية في القصور حملت لمسة ملكية، جعلتني أعيش لحظة من الماضي البعيد.

حديقة إيرميتاج (Eremitage)

الرسومات بحد ذاتها أعمال فنية تعبّر عن آراء الجيل الجديد (الجزيرة نت)

على أطراف المدينة، زرت حديقة إيرميتاج، وكانت التجربة الأقرب إلى القلب، الممرات الطويلة بين الأشجار، النوافير المائية المتدفقة، والقصور الصغيرة المخبأة وسط الطبيعة، شكلت لوحة بانورامية ساحرة، هناك، توقفت قليلًا أستمتع بالهدوء وأتأمل انسجام الطبيعة مع الفن.

الغرافيتي وشوارع المدينة

وأثناء تجوالي بين شوارع بايرويت، لفت انتباهي حضور فن الغرافيتي على جدران بعض المباني، خاصة في المناطق القريبة من الجامعة والأحياء الشبابية، الرسومات بحد ذاتها أعمال فنية تعبّر عن آراء الجيل الجديد وتمنح المدينة وجها حضريا عصريا يوازن بين تاريخها الملكي وروحها الشبابية.

إعلان

أما الشوارع نفسها، فهي مزيج بين ساحات واسعة مرصوفة بالحجر في البلدة القديمة، وأزقة ضيقة تنبض بالحياة اليومية: مقاهٍ صغيرة، متاجر محلية، وطلاب يتنقلون بالدراجات، هذا التنوع في ملامح الشوارع جعلني أشعر أن المدينة تعيش على إيقاع مزدوج؛، إيقاع ثقافي تقليدي عريق، وآخر حديث نابض بالحيوية.

كانت زيارتي إلى بايرويت تجربة لا تُنسى، رحلة عبر التاريخ والفن والطبيعة، من دار الأوبرا الباروكية المهيبة، إلى قصور الملكة وحديقة إيرميتاج الخلابة، اكتشفت أن هذه المدينة الصغيرة تحمل في طياتها عالمًا كاملًا من الجمال والثقافة يستحق أن يُكتشف.

فن الغرافيتي على جدران بعض المباني في بايرويت (الجزيرة نت)
روح الشباب تنعكس في رسومات الغرافيتي في شوارع بايرويت (الجزيرة نت)

0 تعليق