تكثيف القصف على مدينة غزة لإجبار المواطنين على النزوح - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


كثف جيش الاحتلال، خلال اليومين الماضيين، من قصف ما تبقى من جيوب سكانية في مدينة غزة، لإجبار السكان على النزوح جنوب القطاع.
وحسب شهود عيان فقد استخدم جيش الاحتلال بشكل رئيسي ومكثف في قصفه، المجنزرات و"الروبوتات" المتفجرة على نطاق واسع، خاصة في المربعات السكنية المحيطة بحي الرمال ومنطقة الميناء وغرب تل الهوى، وهي المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية من المواطنين والنازحين.
ويقدّر عدد من تبقوا في هذه المناطق بأكثر من 400 ألف مواطن ونازح من شمال غزة.
وعلاوة على استخدام المجنزرات المتفجرة بشكل كبير وسّعت طائرات الاحتلال من دائرة استهدافها لهذه المناطق، خاصة الأبراج والبنايات العالية.
وتحدث شهود عيان لـ"الأيام" عن تساقط الشظايا فوق خيام النازحين في كل أرجاء مناطق تواجدهم على شاطئ البحر وكنف الميناء.
وأشار هؤلاء إلى أن الخروج للشوارع أصبح مستحيلاً بسبب التساقط المتواصل للشظايا والركام، وكذلك إطلاق النار المتواصل من الطائرات المسيّرة التي تحلّق بكثافة في سماء المنطقة وعلى ارتفاعات منخفضة.
واضطر نازحون ومواطنون يسكنون في هذه المناطق إلى التوجه شرقاً والاحتماء بالمنازل في منطقة الجندي المجهول، وسط حي الرمال لتجنب الإصابات.
وفي ساعات فجر أمس، اشتدت عمليات القصف والنسف والتفجيرات التي سمع دويها بشكل واضح في المحافظتين الوسطى وخان يونس.
وأكد شهود عيان أن جميع التفجيرات تمت في الأحياء الجنوبية لمدينة غزة خاصة الصبرة وتل الهوى والرمال الجنوبي.
وأوضح شهود عيان أنهم يشاهدون بوضوح القصف في هذه الأحياء الذي تسبب في تدمير مربعات سكنية كاملة لا سيما في حي تل الهوى القريب من ميناء غزة، التي تضم العدد الأكبر من النازحين. ويحاول المواطنون التمسك بالبقاء في هذه الجيوب التي تتقلص يوماً بعد يوم بسبب التقدم المتواصل لقوات الاحتلال البرية.
وعلى وقع هذا القصف غير المسبوق، اضطرت عشرات العوائل للنزوح مجدداً إلى محافظتي الوسطى وخان يونس بعد أن ضاقت بها الأرض، ولم تعد قادرة على الاحتماء من الشظايا التي تسببت في استشهاد العشرات وإصابة المئات، حسب مصادر طبية محلية.
وأشار مواطنون إلى أن الحياة في مدينة غزة أصبحت شبه مستحيلة في ضوء تقدم قوات الاحتلال، وتجفيفها منابع الحياة، ونفاد مياه الشرب والطعام وعدم قدرة المواطنين على التحرك، وإغلاق بعض المؤسسات الصحية أبوابها.
وبعد محاصرة قوات الاحتلال منطقة النصر ومخيم الشاطئ من الجهة الشمالية، يتبقى لوصولها إلى مناطق الكثافة السكانية في مدينة غزة جنوب غربي ووسط المدينة، مسألة وقت فقط.
وتبتعد الدبابات عن هذه المناطق مئات الأمتار فقط، ويتوقع أن يضطر المواطنون والنازحون في هذه المناطق إلى النزوح جنوباً لعدم وجود خيارات أخرى أمامهم.
واتهم مواطنون قوات الاحتلال بتعمد قصف مناطق تجمّع المواطنين في حي الرمال، الذي يعتبر مصدر الحركة التجارية الوحيد لما تبقى من سكان، من أجل إرهاب المواطنين ودفعهم للنزوح، أسوة بمئات الآلاف الذين اضطروا للنزوح خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وذكر مواطنون أن قوات الاحتلال فعّلت سلاح المسيّرات الصغيرة من "كواد كابتر" في حي الرمال على نطاق واسع، بهدف إخافة السكان ودفعهم للرحيل، والتوقف عن ممارسة الحركة الاقتصادية والتجارية التي تشجع المواطنين على البقاء في مدينة غزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي هو الأعنف منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023.

 

0 تعليق