الجيش السوداني ينجح في إمداد جوي لقواته في الفاشر .. والأطفال يموتون جوعاً في شوارع المدينة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد يلخص المأساة السودانية، وبينما أعلن الجيش السوداني عن نجاحه في تنفيذ عملية إمداد جوي لقواته المحاصرة في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، كشفت لجان شعبية في المدينة عن كارثة إنسانية مروعة، تمثلت في وفاة 95 شخصاً، بينهم 73 طفلاً، جوعاً ومرضاً خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتكشف هاتان الروايتان المتزامنتان عن واقع مرير، حيث تدور معارك عسكرية حاسمة في مدينة تحولت إلى فخ موت للمدنيين.

حصار مستمر منذ أكثر من عام

وتُعد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مركزاً حيوياً للعمل الإنساني في الإقليم بأكمله. لكنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، التي تسيطر على محيطها وتمنع وصول الإمدادات البرية والجوية. وقد تصاعدت حدة القتال في المدينة منذ 10 مايو 2024، وسط تحذيرات دولية متكررة من وقوع كارثة إنسانية.

اختراق الحصار الجوي.. نجاح عسكري للجيش

أعلن مصدر عسكري سوداني أن الجيش السوداني نجح في إمداد الفرقة السادسة مشاة المحاصرة في الفاشر، عبر عملية "إسقاط جوي"، وذلك بعد أن ظلت قوات الدعم السريع تمنع تحليق الطيران فوق المدينة لأكثر من عام باستخدام منظومات دفاع جوي.

وفي سياق متصل، أكدت الفرقة السادسة أنها تمكنت من صد هجوم لقوات الدعم السريع، أمس الأحد، على شمال وغرب المدينة، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

الكارثة الإنسانية: 73 طفلاً يموتون جوعاً في 40 يوماً

وبالتزامن مع الأخبار العسكرية، أصدرت "غرفة طوارئ مخيم أبو شوك" بياناً صادماً كشفت فيه عن الوجه الآخر لما يجري داخل المدينة المحاصرة.

وجاء في البيان أن 73 طفلاً دون سن الخامسة و22 من كبار السن قد توفوا خلال الأربعين يوماً الماضية فقط، وذلك نتيجة الجوع والمرض بين النازحين من المخيم إلى مراكز إيواء داخل الفاشر.

وحذر البيان من كارثة صحية وشيكة بسبب "الجثث المتناثرة وسط المدينة بكل حي وشارع"، حيث لا يسمح الوضع الأمني بدفنها. وناشدت اللجنة المنظمات الدولية بتوفير ممر آمن بشكل عاجل لخروج المدنيين العالقين في مناطق النزاع.

0 تعليق