تحلية مياه البحر بالصخر الزيتي.. دراسة تكشف كلفة وقود 9 قروش للمتر المكعب
كشفت دراسة حديثة أعدها مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الأسبق، الدكتور ماهر حجازين، أن استخدام الصخر الزيتي كمصدر للطاقة في تحلية مياه البحر يمثل الخيار الأرخص استراتيجياً للأردن، ويمكن أن يخفض كلفة الوقود اللازم لمشاريع كبرى مثل "الناقل الوطني" بأكثر من النصف مقارنة بالغاز الطبيعي.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام حل وطني مزدوج لأزمتي المياه والطاقة اللتين تواجهان المملكة.
حل مزدوج لأزمتي المياه والطاقة
يعاني الأردن من تحديين استراتيجيين، الأول هو الفقر المائي الشديد، الذي تسعى الدولة لمواجهته عبر مشروع "الناقل الوطني" العملاق لتحلية مياه البحر الأحمر.
أما التحدي الثاني فهو الاعتماد الكبير على استيراد الطاقة، مما يرهق الميزانية ويجعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية.
وتأتي دراسة الدكتور حجازين لتقدم حلاً مقترحاً يعالج الأزمتين معاً، عبر استخدام مورد طاقة محلي وفير (الصخر الزيتي) لتشغيل المشروع الذي سيحل أزمة المياه، مما يعزز من مفهوم "الاعتماد على الذات" في أهم قطاعين حيويين للأمن الوطني.
بالأرقام: 9 قروش لكلفة وقود المتر المكعب
وتكمن أهمية الدراسة في المقارنة الرقمية التي قدمتها لكلفة الوقود اللازم لتحلية متر مكعب واحد من مياه البحر، والتي جاءت كالتالي:
باستخدام الصخر الزيتي: حوالي 9 قروش.
باستخدام الغاز الطبيعي: حوالي 20 قرشاً.
باستخدام النفط: حوالي 42 قرشاً.
وتوضح هذه الأرقام أن الصخر الزيتي يوفر حوالي 55% من كلفة الوقود مقارنة بالغاز الطبيعي، وأكثر من 78% مقارنة بالنفط.
جدوى اقتصادية وتمويل على مراحل
ووفقاً للدراسة، فإن تحلية 300 مليون متر مكعب من مياه البحر سنوياً (وهو الهدف المعلن لمشروع الناقل الوطني) سيتطلب حوالي 3.65 مليون طن من الصخر الزيتي سنوياً، بتكلفة تعدين تقدر بحوالي 40 مليون دولار.
وقدر الدكتور حجازين التكلفة الرأسمالية لإنشاء محطة تحلية تعمل بالطاقة الحرارية من الصخر الزيتي بما يتراوح بين 500 و 700 مليون دولار أمريكي، وهو رقم استثماري كبير، لكنه أشار إلى إمكانية تسهيل عملية تمويل المشروع عبر تنفيذه على عدة مراحل.
وخلص حجازين إلى أن خيار استخدام الصخر الزيتي كمصدر حراري لتحلية مياه البحر "يستحق الدراسة الجدية"، كونه الحل الأرخص والأكثر استدامة لتحقيق الأمن المائي والطاقوي للأردن.
0 تعليق