مطار رامون يدفع ثمن الحرب على غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

بعد نحو 6 سنوات من افتتاحه ليكون ثاني أكبر مطار في إسرائيل، يعيش مطار رامون -القريب من إيلات- حالة من الشلل شبه التام بسبب حرب الإبادة على غزة، واستمرار استهدافه من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين).

ورغم أن المطار صُمم ليكون معبرا دوليا مباشرا إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر، فقد بات اليوم شبه مهجور، وتقتصر الحركة فيه على عدد محدود من الرحلات الداخلية، حسب التقرير الذي أعده مراسل صحيفة معاريف الذي زار المدينة.

ويقول المراسل -في مقدمة تقريره- إن الطموحات بربط المطار بعواصم أوروبية وجذب عشرات آلاف السياح الأجانب سنويا تبددت تماما منذ اندلاع الحرب على غزة قبل نحو عامين.

مطار فارغ

يقع مطار رامون على بعد 18 كيلومترا من إيلات، ويمتد على مساحة 5 آلاف دونم. وكان الهدف من افتتاحه عام 2019 أن يحل محل مطار إيلات القديم داخل المدينة، وجرى التسويق له على أنه "ميناء جوي دولي حديث"، يحتوي على متاجر ومطاعم معفاة من الجمارك، وقادر على استقبال رحلات من عشرات الوجهات حول العالم.

وحسب تقرير معاريف، يبدو الواقع اليوم مختلفا، إذ لا تقلع من المطار ولا تهبط فيه أي رحلات دولية مباشرة، والحركة الجوية تقتصر على رحلات داخلية من مطار بن غوريون وإليه. أما الخطوط التي كانت نشطة عام 2019 نحو موسكو وبودابست ووارسو وفيينا وكراكوف، والتي سجلت آنذاك مجتمعة عشرات آلاف المسافرين، فقد توقفت تماما. ويلخص مراسل الصحيفة الوضع في المطار قائلا إن "النتيجة صفر حركة دولية".

" frameborder="0">

وينقل التقرير عن سلطة المطارات الإسرائيلية قولها إن السبب المباشر هو غياب السياح الأجانب عن إيلات منذ بداية الحرب، وهو ما يجعل شركات الطيران الدولية ترى أن تشغيل خطوط إلى المطار غير مجد اقتصاديا.

وعلّقت السلطة بالقول إن "شركات الطيران تختار الوجهات وفق الجدوى الاقتصادية وجاذبية المكان، لا بناء على وجود مطار من عدمه. مطار رامون جاهز تماما لاستقبال أي شركة دولية ترغب في تسيير رحلات إليه، كما حدث في الماضي"، في محاولة للتأكيد أن المشكلة ليست في البنية التحتية، بل في الواقع الأمني.

إعلان

مراسل معاريف الذي زار المطار وصفه بأنه "مهجور وحزين"، في حين عبّر بعض الركاب عن استيائهم من الحالة الراهنة، إذ يقول إيتاي -وهو أحد القادمين من اليونان- "اضطررت للهبوط في مطار بن غوريون ومن ثم التحويل إلى رامون. لماذا لا يمكنني الهبوط مباشرة هنا؟ لقد وعدونا أن يكون هذا مطارا دوليا. فما الدولي فيه الآن؟".

في حين أبدى سائح فرنسي -حضر مع عائلته إلى إيلات- امتعاضه من غياب الرحلات المباشرة إلى باريس، قائلا إن "هذا المطار جديد وكبير. لماذا لا يفعلون شيئا لإعادة تشغيله؟".

كذلك يشعر سكان إيلات بالخذلان، إذ تتساءل إحدى العائلات: "لماذا أزالوا المطار القديم داخل المدينة إذا كانت الرحلات الداخلية وحدها هي التي تعمل من رامون؟ لقد جعلوا الوصول أكثر صعوبة وأهدروا استثمارا ضخما"، في إشارة إلى البنية الفاخرة التي لم تستغل كما كان من المأمول.

مستفيدون وخسائر

سائقو سيارات الأجرة هم المستفيدون القلائل من الوضع القائم. رونين، سائق محلي، قال إن "المطار بعيد عن المدينة، وهذا يرفع سعر التوصيلة. بالنسبة لي الأمر مربح أكثر من الأيام التي كان فيها المطار داخل إيلات. لكن لا شك في أن غياب السياح الأجانب يضر بالجميع"، في حين أضاف زميله عساف -الذي انتقل من تل أبيب إلى إيلات- "لا أسمع هنا اللغة الإنجليزية تقريبا. كل زبائني إسرائيليون، ولا أرى سياحا أجانب كما كانت الحال في الشمال"، مشيرا إلى التراجع الحاد في حركة السياحة.

مطار رامون كان يستقبل قبل الحرب رحلات من أكثر من 20 وجهة (رويترز)

الأرقام التي عرضها الرئيس التنفيذي لجمعية فنادق إيلات، إيتمار إليتسور، تبرز حجم الخسارة، فيقول: "قبل الحرب، تحديدا في عام 2019، شهد المطار نحو 60 رحلة أسبوعية من أكثر من 20 وجهة أوروبية، جلبت قرابة 100 ألف سائح إلى المدينة، وساهمت بمئات الملايين من الشيكلات في الاقتصاد المحلي. في العام الماضي، ورغم التراجع، مر عبر المطار نحو مليون مسافر، معظمهم من الداخل الإسرائيلي".

ولكن اليوم، ومع توقف الرحلات الدولية، باتت المدينة السياحية التي تعيش أصلا على هامش الجغرافيا الإسرائيلية شبه معزولة، مع تراجع كبير في حجم السياح الإسرائيليين، مما ينعكس مباشرة على الفنادق والمطاعم ومصادر الرزق المرتبطة بالسياحة.

0 تعليق