شهد العالم تحولات مهمة خلال الأسبوع الماضي على صعيدين مختلفين يتقاطعان في موضوع السيادة والنفوذ، الأول يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، والثاني بصفقة الاستحواذ الأميركية على تطبيق تيك توك الصيني.
وفي كلا المشهدين، برزت قضايا الأمن القومي والمصالح الإستراتيجية كمحركات رئيسية للأحداث.
وقد تابع برنامج "المرصد" خلال حلقة (2025/9/29) هذين التطورين، حيث سلط الضوء على الانقسام الإعلامي الحاد في تغطية الاعتراف الدولي بفلسطين، والأبعاد الجيوسياسية لمعركة الخوارزميات بين واشنطن وبكين.
وكشفت الحلقة كيف تتشكل الرواية الإعلامية وفق التوجهات السياسية وليس بالضرورة وفق الوقائع على الأرض.
وجاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد انتظار دام أكثر من 7 عقود، حيث خرجت الأغلبية الساحقة من دول العالم لتعلن موقفها الرسمي في مؤتمر دولي رفيع المستوى داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد أثمرت المبادرة السعودية الفرنسية التي قادت هذا الجهد عن انضمام أكثر من 3 أرباع الدول الأعضاء إلى قائمة المعترفين، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وعشرات الدول الأوروبية والآسيوية.
وجاء المشهد الأكثر دلالة على حجم عزلة إسرائيل بعد 4 أيام من الاعترافات، حين وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاعة نفسها ليلقي خطابه.
وبمجرد دخوله، انسحبت معظم الوفود الدولية احتجاجًا على حرب الإبادة في غزة ورفضًا للجلوس مع شخص مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ووجد نتنياهو نفسه يتحدث أمام قاعة شبه فارغة، لم يصفق له فيها سوى الوفد الإسرائيلي بحماس والوفد الأميركي بخجل واضح.
وتناولت الحلقة الانقسام الإعلامي الحاد في تغطية هذا الحدث التاريخي، حيث اصطفت وسائل الإعلام اليمينية الغربية وراء نتنياهو ووصفت الاعترافات بأنها "مكافأة للإرهاب" في حين تحدثت وسائل الإعلام الليبرالية عن عزلة إسرائيلية لا سابقة لها منذ قيام هذه الدولة عام 1948.
وقد امتد هذا الانقسام إلى الإعلام الفرنسي الذي شهد جدلًا واسعًا حول رفع العلم الفلسطيني في البلديات والمؤسسات.
إعلان
ووقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وجه موجة الاعترافات ووصفها بأنها تشجيع للصراع المستمر ومكافأة لحركة حماس على ما سماه الفظائع، في موقف يعكس الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل رغم العزلة الدولية المتزايدة.
تيك توك أميركي
وعلى الصعيد التكنولوجي، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا بشأن صفقة استحواذ أميركية على عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة بقيمة 14 مليار دولار، منهيًا بذلك معركة طويلة حول هذا التطبيق الذي يملك أكثر من 170 مليون مستخدم أميركي.
وتهدف الصفقة إلى حماية البيانات الشخصية للمستخدمين ومنع وصولها إلى الحكومة الصينية، في إطار صراع أوسع على النفوذ الرقمي بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتأتي هذه الصفقة بعد أشهر من التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين، حيث بلغت الرسوم الجمركية المتبادلة 125% على البضائع.
وستحتفظ شركة بايت دانس الصينية بملكية خوارزميات التطبيق الأساسية، مما يعكس توازنًا هشًا بين المصالح الاقتصادية والأمنية.
وخلص "المرصد" إلى أن صفقة تيك توك ليست سوى محطة في سباق أطول يمتد إلى أعماق الفضاء الرقمي، حيث تتقاطع التجارة مع التكنولوجيا مع الأمن القومي في صراع سيشكل مستقبل النظام العالمي.
Published On 29/9/202529/9/2025
|آخر تحديث: 22:33 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:33 (توقيت مكة)
0 تعليق