عاجل

الاعتذار الثالث في تاريخه: متى وكيف يتراجع نتنياهو؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جاء الاعتذار الثاني بعد سنوات من القطيعة مع تركيا

لم يكن اعتذار رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لدولة قطر مساء الإثنين عن الهجوم الأخير على الدوحة، حدثاً عابراً في مسيرته السياسية الطويلة؛ بل يمثل المرة الثالثة فقط التي يقدم فيها اعتذاراً رسمياً عن عملية عسكرية أو أمنية، وهي خطوة نادرة لا يلجأ إليها إلا تحت ضغط سياسي هائل وفي ظل أزمات كبرى هددت بعواقب وخيمة.

ويفتح هذا الاعتذار الباب لإعادة قراءة الحالتين السابقتين اللتين شهدتا تراجعاً مشابهاً من نتنياهو، واللتين تكشفان عن نمط سياسي واضح في إدارته للأزمات الخارجية.

الأردن 1997: اعتذار لإنقاذ الموقف

كان الاعتذار الأول والأكثر دراماتيكية في عام 1997، في أعقاب محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، خالد مشعل، على الأراضي الأردنية في العاصمة عمان.


العملية الفاشلة التي نفذها الموساد أدت إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المملكة. حينها، مارس الملك الأردني الراحل، الملك الحسين بن طلال، ضغطاً هائلاً ومباشراً على نتنياهو، مهدداً بقطع العلاقات ومحاكمة عملاء الموساد الذين تم القبض عليهم. لم يجد نتنياهو مفراً من الرضوخ، فقدم اعتذاره للملك حسين، وأرسل ترياق السم الذي حُقن به مشعل، وأطلق سراح مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية، في خطوة اعتُبرت ثمناً باهظاً وتراجعاً كاملاً لإنقاذ الموقف.

 تركيا 2013: اعتذار متأخر بوساطة أمريكية

جاء الاعتذار الثاني بعد سنوات من القطيعة مع تركيا، على خلفية الهجوم الدامي الذي شنته قوات الاحتلال البحرية على سفينة "مافي مرمرة" التركية عام 2010، والتي كانت متجهة لكسر الحصار عن غزة، مما أدى إلى مقتل مواطنين أتراك.

ورغم المطالبات التركية المتكررة، رفض نتنياهو الاعتذار لسنوات. لكن في عام 2013، وتحت ضغط مباشر من الإدارة الأمريكية خلال زيارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، وقدم اعتذاره عن "الأخطاء العملياتية" التي أدت إلى سقوط ضحايا.

 قطر 2025: اعتذار لضمان استمرار الوساطة

واليوم، يضيف نتنياهو الدوحة إلى القائمة القصيرة لاعتذاراته. فبعد الهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية وانتهك سيادتها وأدى إلى مقتل مواطن قطري، وجد نتنياهو نفسه أمام أزمة تهدد دور قطر كوسيط رئيسي في المنطقة، وهو دور تدعمه الإدارة الأمريكية الحالية بقوة.

وكما في المرات السابقة، جاء الاعتذار لرئيس الوزراء القطري في سياق ضغط خارجي وحاجة ملحة للحفاظ على مسار دبلوماسي لا يمكن الاستغناء عنه في ظل الظروف الراهنة.

ويكشف هذا السجل التاريخي أن "اعتذار نتنياهو" هو عملة سياسية نادرة لا تُستخدم إلا عند الضرورة القصوى، حينما تفوق تكلفة التمسك بالموقف تكلفة التراجع، وحينما يكون الطرف الآخر لاعباً محورياً لا يمكن خسارته

0 تعليق