الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حصار الفاشر يشتد والأطفال يموتون جوعاً في السودان - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أزمة دارفور تتفاقم: حصار الفاشر يودي بحياة الأطفال وسط نقص المساعدات

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مع اشتداد الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما يحول المدينة إلى سجن كبير يموت فيه المدنيون، وخاصة الأطفال، جوعاً ومرضاً.


وتأتي هذه الكارثة المركزة في الفاشر، كجزء من أزمة إنسانية شاملة تعصف بمناطق واسعة في السودان، من كردفان إلى ولاية الجزيرة.

الفاشر.. حصار يمتد لـ 68 كيلومتراً وموت بالجوع

تُعد مدينة الفاشر مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، لكنها تخضع لحصار مطبق من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

ووفقاً لـ (أوتشا)، تُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة أن السواتر الترابية التي أقامتها قوات الدعم السريع حول المدينة امتدت الآن لأكثر من 68 كيلومتراً، ولم تترك سوى فجوة ضيقة للخروج لا تتجاوز 4 كيلومترات.

وتُظهر الصور مجموعات كبيرة من الناس يحاولون الفرار سيراً على الأقدام، بينما تفيد المصادر المحلية بأن من يحاول الهرب يواجه العنف والنهب.

وتتجسد المأساة في الأرقام الصادمة، حيث أفادت رابطة للأطباء السودانيين بوفاة أكثر من 20 شخصاً في الفاشر، بينهم أطفال ونساء حوامل، بسبب سوء التغذية خلال هذا الشهر وحده.

وجددت الأمم المتحدة دعوتها لحماية المدنيين وتأمين ممر آمن لهم.

كردفان: مليون نازح وموارد تنفد

ولا يقتصر الوضع المأساوي على دارفور.

ففي منطقة كردفان المجاورة، لا يزال الوضع "وخيماً"، حيث أدى الصراع المستمر إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

وأكدت الأمم المتحدة أن وصول المساعدات إلى المنطقة مقيد بشدة بسبب القتال ونقص التمويل، وأن المجتمعات المضيفة التي استقبلت النازحين بدأت مواردها الشحيحة تنفد.

الجزيرة: فيضانات تزيد من عمق المأساة

وفي مناطق أخرى، تزيد الكوارث الطبيعية من عمق الأزمة الإنسانية.

ففي ولاية الجزيرة، أدت الفيضانات الموسمية إلى تدمير مزارع وتأثيرها على حياة 15 ألف شخص، أصبحوا بحاجة ماسة وعاجلة إلى المأوى والغذاء والدواء.

صورة قاتمة: 15 مليون نازح ولاجئ

منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، أصبحت الصورة الإجمالية في السودان قاتمة.

وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتسبب في نزوح ولجوء قرابة 15 مليون شخص.

لكن دراسات أخرى، مثل دراسة أعدتها جامعات أمريكية، تشير إلى أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى بكثير، ويقترب من 130 ألف قتيل، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم اليوم.

0 تعليق