Published On 30/9/202530/9/2025
|آخر تحديث: 13:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:15 (توقيت مكة)
رفعت منظمة "مراسلون بلا حدود" شكوى جديدة إلى المحكمة الجنائية الدولية، تضمنت أدلة إضافية على جرائم حرب اقترفها الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين في قطاع غزة.
ووثّقت المنظمة في الشكوى ظروف استهداف 30 صحفيا في الفترة ما بين مايو/أيار 2024 وأغسطس/آب 2025، حيث استشهد 25 وأُصيب 5 آخرون، وخلصت إلى أن معظمهم استُهدفوا بسبب أنشطتهم الإعلامية أو أثناء ممارستها.
وقالت مديرة المناصرة والدعم في "مراسلون بلا حدود" أنطوان بيرنار إن ما "يزيد الطين بلَّة" تمادي إسرائيل في إطلاق اتهامات باطلة ضد الصحفيين، مشيرة إلى أنها تستخدم ادعاءات واهية ومزاعم تشهيرية لإضفاء الشرعية على استهدافهم.
وقالت بيرنار "نعرب عن صدمتنا الشديدة إزاء استمرار إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب بفعل غياب الإجراءات القضائية والسياسية اللازمة"، داعية المحكمة الجنائية الدولية على وجه الخصوص إلى التحلي بالحزم والثبات في مواجهة التهديدات والضغوط والعقوبات، وأداء مهامها كاملة وممارسة صلاحياتها لمعاقبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين.
بعد استشهاد 5 صحفيين في مجمع ناصر الطبي.. المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحفيين: نحن اليوم أمام إسكات للحقيقة وقتل للشاهد، وإسرائيل تقتل أي شخص قادر على فضحها، وتقوم بإسكات الشاهد الوحيد على ما يحدث في غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/hPlpuVoxUh
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 25, 2025
تفاصيل الشكوى
وتضمنت الشكوى التي تعد الـ5 من نوعها منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تفاصيل الهجمات الإسرائيلية على منازل الصحفيين، والتي قتلت الصحفيين وأهاليهم، كما كان الحال في الغارة الإسرائيلية التي اغتالت الصحفية عُلا الدحدوح (28 عاما) في 31 مايو/أيار 2024، وقتلت معها عم زوجها، بينما أُصيب زوجها وابنها كرم، الذي يبلغ من العمر عاما ونصف العام.
إعلان
وفي 6 أغسطس/آب 2024، استهدف صاروخ إسرائيلي الصحفي محمد عيسى أبو سعادة (31 عاما) وقتله على الفور مع العديد من أفراد عائلته أيضا، وتكرر المشهد نفسه مع المصورة الصحفية المستقلة فاطمة حسونة (25 عاما)، التي اغتالها الجيش الإسرائيلي بقصف على منزلها في 16 أبريل/نيسان 2025، أودى أيضا بحياة عدد من أفراد أسرتها، ومن بينهم شقيقتها آلاء التي كانت حاملا.
واستشهد الصحفي محمد جبر القريناوي (30 عاما) برفقة زوجته وأطفاله الـ3 جراء قصف إسرائيلي استهدف منزله، في حين شن الجيش الإسرائيلي غارة على منزل الصحفي حسن حمد (19 عاما) في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024 وأصيب شقيقه.
وأوضحت المنظمة أن الهجمات الإسرائيلية طالت بعض المطاعم والمقاهي المعروفة التي يلجأ إليها الصحفيون للحصول على إمكانية الاتصال بالإنترنت في القطاع الفلسطيني الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا، والأمر ذاته ينطبق على الخيام التي تؤوي المراسلين.
وأكدت أن نطاق الاستهدافات الممنهجة اتسع مؤخرا ليطال مجمع ناصر الطبي، مع التنويه إلى استشهاد عدد من الصحفيين مثل يحيى صبيح ومؤمن أبو العوف والمصور أحمد اللوح جرّاء عمليات "القصف المزدوج"، وهو عبارة عن تكتيك يتمثل في قصف الموقع نفسه مرتين، وذلك لاستهداف المراسلين الهارعين لتغطية عواقب الغارة الأولى.
" frameborder="0">
ادعاءات إسرائيلية واهية
وبينت "مراسلون بلا حدود" أن الجيش الإسرائيلي أطلق اتهامات باطلة بالإرهاب وادعاءات واهية لا أساس لها، حيث اتَّهم مراسلي الجزيرة والجزيرة مباشر أنس الشريف وحسام شبات والصحفي مؤمن أبو العوف بالإرهاب، من دون تقديم أي دليل يُعتد به، بل قد وصل به الأمر حد إطلاق حملة دعائية واسعة النطاق لتشويه سمعة الصحفيين الفلسطينيين والتشكيك في مصداقيتهم ومهنيتهم.
وزعم جيش الاحتلال أن هجومه على مجمع ناصر الطبي في خان يونس بتاريخ 25 أغسطس/آب 2025 استهدف كاميرا تابعة لحماس كانت مثبتة بمنطقة المستشفى، من دون تقديم أي أدلة تدعم ذلك، علما أن الموقع معروف منذ بدء الحرب بأنه يُستخدم من قبل الفاعلين الإعلاميين.
وحتى اليوم، سجل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد 252 صحفيا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية قبل قرابة عامين.
من خلال هذه الشكوى الـ5 التي ترفعها مراسلون بلا حدود منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تُحيل المنظمة إلى المحكمة الجنائية الدولية أدلة جديدة على جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد صحفيين في قطاع غزة، حيث يؤكّد تحليل بعض الحالات الأخيرة عن استهداف مُتعمَّد للفاعلين الإعلاميين.
0 تعليق