Published On 30/9/202530/9/2025
|آخر تحديث: 15:00 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:00 (توقيت مكة)
في رأي يتجاوز عبارات التأييد التي دبجها العديد من الكتاب في الصحف الإسرائيلية، اعتبر الكاتب الإسرائيلي جاك خوري، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يتحدث عن السلام، لكنه في الواقع يعرض على الفلسطينيين خيارا بين احتلال ناعم واحتلال عنيف".
وقال محرر الشؤون العربية والفلسطينية في الصحيفة إن خطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة لا تمنح الفلسطينيين أي أفق سياسي حقيقي، بل تضع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمام أصعب معضلة في تاريخها: إما قبول ما وصفه بـ"اتفاق استسلام"، أو مواجهة ذريعة جديدة لاحتلال غزة "حتى إشعار آخر".
وبحسب المقال، فإن الموافقة على خطة الإدارة الأميركية تعني أن حماس ستسلم ورقتها الأخيرة، أي الأسرى الإسرائيليين، مقابل الاعتماد على واشنطن والمجتمع الدولي في ضمان انسحاب إسرائيلي من القطاع، ونشر قوة متعددة الجنسيات، تمهيدا لتدريب قوة فلسطينية بديلة.
لكن الكاتب لفت إلى أن كل ذلك يجري "دون تحديد أي جداول زمنية واضحة، إن وُجدت، ودون آلية تنفيذية لإعادة إعمار القطاع، ودون أي بوادر لبدء عملية سياسية". وفي المقابل، فإن رفض الخطة سيمنح إسرائيل -بدعم أميركي- "ذريعة لمواصلة الدوس المتواصل على ما تبقى من القطاع"، حتى ولو أدى ذلك إلى مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين، وصولا إلى فرض واقع احتلال كامل مع "آلاف القتلى والجرحى والمزيد من الدمار والإبادة".
" frameborder="0">
ونقل خوري عن محمود مرداوي، المسؤول البارز في حركة حماس، قوله فور انتهاء المؤتمر الصحفي لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "خطة ترامب محاولة لإيقاف الزخم الدولي والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما تكشف عنه سطحي وغير مضمون"، موضحا أنها تقترح حكومة "غير واضحة المعالم تعتمد على المال والتكنوقراط، مع سيطرة إسرائيلية كاملة حتى إشعار آخر".
إعلان
ويذكّر المقال بأن الفلسطينيين واجهوا في الماضي قرارات مشابهة، حتى في ظل حكومات إسرائيلية وأميركية أقل تطرفا، ولكن النتائج مع ذلك كانت "مخيبة للآمال". فمنذ اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، مرورا بالتفاهمات التي تلتها، وصولا إلى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من غزة عام 2005، "لا تزال الفجوة بين الالتزامات الإسرائيلية والتنفيذ الفعلي عميقة".
بلا أفق سياسي للفلسطينيين
وبحسب خوري، فإن ترامب يعرض على حماس عمليا صيغة تقول "سلّموا الرهائن، وسنرى متى وكيف يمكننا أن نمنحكم أفقا سياسيا". لكن "باستثناء الإطراءات لنفسه وفريقه والكثير من الكلمات الرنانة، لا يملك ترامب أي مقترح لأفق سياسي للفلسطينيين، ولا يتحدى نتنياهو في معارضته للدولة الفلسطينية".
ورأى الكاتب أن الرئيس الأميركي "قد يحلم بجائزة نوبل للسلام، لكن هذا كل ما في الأمر"، إذ إن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية "لا يرون رؤية ولا حتى بداية عملية سياسية حقيقية"، بينما يواصل ترامب تجاهل أي خطوة جدية نحو الدولة الفلسطينية.
وختم خوري بأن ما يعرضه ترامب هو "مجرد تغليف نرجسي لاتفاقيات عربية ودولية قائمة على المال لا على الرؤية"، ليترك في النهاية القرار بيد حماس: إما الانخراط في الخطة، أو مواجهة الاحتلال المباشر لقطاع غزة.
وقال "عمليا، ستُضطر حماس والسلطة الفلسطينية للاختيار بين وصاية أجنبية أو احتلال بلا إطار واضح".
0 تعليق