"الدنيا دوارة".. سوريون يتفاعلون مع مواجهة أمهات بقتلة أبنائهن - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أثارت مواجهة مباشرة بين أمهات ضحايا وضباط من النظام السوري المخلوع تفاعلا واسعا لدى السوريين بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن بثت وزارة الداخلية السورية اعترافات 3 ضباط بارتكابهم جرائم قتل واعتقال مدنيين في منطقتي مهين والقريتين بريف حمص الشرقي.

ولعل من حق المظلوم أن يقف وجها لوجه مع من حَرَمَه أحباءه ليس بدافع الانتقام، بل لتثبيت الحقيقة وتحقيق الاعتراف بالضرر، وهذه المواجهة تمثل بداية لمرحلة من العدالة التي طال انتظارها.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وبعد الإطاحة بالنظام البائد، شهدت سوريا عددا من المواجهات المباشرة بين الضحايا وذويهم مع الجلادين والقتلة الذين طالما أفلتوا من العقاب، في مشاهد اعتبرها كثيرون بداية حقيقية لمحاسبة المجرمين.

وآخر هذه المواجهات جاءت بعد بث وزارة الداخلية اعترافات العقيد يائل حسن قائد مستودعات مهين، والنقيب وجيه أحمد إبراهيم ضابط أمن المستودعات، والملازم أول مصطفى ظاهر الخضر قائد كتيبة الطوارئ المسؤولة عن الاعتقالات والكمائن في المنطقة.

وجمعت الوزارة هؤلاء الضباط بعدد من ذوي الضحايا في مواجهة مباشرة هزت مشاعر السوريين، حيث وقفت أمهات وجها لوجه مع المسؤولين المباشرين عن اعتقال وقتل أبنائهن في لحظات مشحونة بالألم والغضب.

أحد هؤلاء الضباط اعترف بتصفيته 6 أشخاص في حادثة واحدة، وظهر في موقع الحادث يشرح كيف نفذ جريمته، في مشهد أثار صدمة واسعة لدى المتابعين لفظاعة ما ارتكبه بحق المدنيين.

ووصفت السلطات السورية هذه العملية بالنوعية، وقالت إن الضباط تورطوا بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة، شملت اعتقالات عشوائية وتصفيات ميدانية واستهداف الأحياء المدنية بقذائف المدفعية والدبابات ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم.

قبضة العدالة

ورصد برنامج شبكات (2025/9/30) جانبا من تعليقات السوريين على هذه المواجهة المباشرة بين ذوي الضحايا والقتلة، ومنها ما كتبه وليد "يوم بعد يوم بتثبتلي هالمقولة صحتها: الدنيا دوارة، إن شاء الله بمكنا من كل شخص أجرم بحق السوريين بإيدين أبطال الأمن".

إعلان

وغرد أحمد "الله أكبر يا ظلام ويمد الظالمين في طغيانهم يعمهون وها أنتم اليوم في قبضة العدالة قبضة الحق"، معبرا عن ارتياحه لرؤية المجرمين يواجهون عواقب أفعالهم.

بينما كتب محمود "أعواد المشانق أولى من رؤية هذه الوجوه المجرمة، كم أذاقوا الناس من الويلات، عناصر مستودعات مهين معروفين بالإجرام الممنهج"، مطالبا بتنفيذ أشد العقوبات بحق المتورطين.

وعبّرت زهر عن مشاعرها المختلطة قائلة "يا الله.. ما هو شعور هذه الأمهات؟! في لحظات يمتزج فيها الحزن العميق في أفئدتهن بنشوة القصاص العادل الذي كان ضربا من المستحيل!".

وأضافت زهر "هل كن يتصورن أن عدالة الله آتية بهذه السرعة!"، في إشارة إلى التحول الكبير الذي شهدته سوريا والذي مكّن من محاسبة المجرمين بعد سنوات من الإفلات من العقاب.

وتأتي هذه المواجهات في إطار حملة أوسع تنفذها وزارة الداخلية السورية للقبض على ضباط النظام المخلوع المتورطين في جرائم ضد المدنيين، في خطوة تعتبرها الأوساط الحقوقية بداية لمرحلة محاسبة طال انتظارها.

ويرى مراقبون أن هذه المواجهات المباشرة بين الضحايا والجلادين تمثل شكلا من أشكال العدالة الانتقالية التي تساعد المجتمع على تجاوز الصدمات وبناء مستقبل قائم على المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

0 تعليق