دراسة حديثة تكشف عن أفضل توقيت لتناول وجبة الفطور - البطريق نيوز

في عالمٍ يزدادُ فيهِ السعيُ نحو حياةٍ صحيةٍ أطولَ، قد تكونُ الإجابةُ كامنةً في تفصيلٍ بسيطٍ نُغفِلُهُ يومياً: توقيتُ وجبةِ الفطورِ.

فقد كشفتْ دراسةٌ علميةٌ حديثةٌ عن وجودِ ارتباطٍ مثيرٍ للقلقِ بين تأخيرِ وجبةِ الصباحِ وزيادةِ مخاطرِ الوفاةِ المبكرةِ، مما يضعُ ساعتَنا البيولوجيةَ في صميمِ النقاشِ حولَ الصحةِ والعُمرِ المديد.

ورغمَ أنَّ تقديمَ موعدِ الفطورِ لساعةٍ واحدةٍ قد لا يكونُ تذكرةً سحريةً لإطالةِ العُمرِ بشكلٍ مباشرٍ، إلا أنَّ الأبحاثَ تُؤكِّدُ أنَّ الانتظامَ في مواعيدِ الوجباتِ يلعبُ دوراً محورياً في الحفاظِ على وزنٍ صحيٍّ ومستوياتٍ مُستقرةٍ لسكرِ الدم.

نتائج مقلقة من دراسة بريطانية

استندتِ الدراسةُ، التي شملتْ عينةً مكونةً من 2,945 شخصاً من كبارِ السنِّ في المملكةِ المتحدةِ، إلى تحليلِ عاداتِهم الغذائيةِ وتوقيتِ وجباتِهم.

وأظهرتِ النتائجُ أنَّ المشاركين الذين اعتادوا بدءَ يومِهم بوجبةِ فطورٍ في وقتٍ متأخرٍ، ارتفعتْ لديهم بشكلٍ ملحوظٍ مخاطرُ الوفاةِ المبكرة.

وبشكلٍ أكثرَ تحديداً، وجدتِ الدراسةُ أنَّ مقابلَ كلِّ ساعةٍ من التأخيرِ في تناولِ الفطورِ، يزدادُ خطرُ الوفاةِ بنسبةٍ تتراوحُ بين 8% و11%.

ورغمَ الحاجةِ لمزيدٍ من الأبحاثِ لتأكيدِ هذه العلاقةِ السببيةِ، إلا أنَّ هذه النتائجَ تُقدّمُ مؤشراً قوياً قد يساعدُ في التعرّفِ على الأفرادِ الأكثرَ عُرضةً للمشكلاتِ الصحيةِ.

لماذا يُعدُّ الفطورُ المبكّر أفضل؟

يُجمعُ خبراءُ التغذيةِ على أهميةِ تناولِ وجبةِ الفطورِ خلالَ ساعةٍ إلى ساعتينِ من الاستيقاظِ. وتشرحُ أخصائيةُ التغذيةِ، أنجل بلانيلز، أنَّ هذه العادةَ "تُساعدُ على ضبطِ التوازنِ الأيضيِّ وتشجيعِ عاداتٍ غذائيةٍ أكثرَ صحةً على مدارِ اليوم".

وتكمنُ الأهميةُ البيولوجيةُ في كسرِ صيامِ الليلِ لتزويدِ الجسمِ بالطاقةِ اللازمةِ، مما يؤدي إلى:

استقرارِ سكرِ الدم: يمنعُ الانخفاضَ الحادَّ في مستوياتِ الغلوكوزِ بعدَ ساعاتٍ طويلةٍ من الصيام.

تنشيطِ عمليةِ الأيض: يُعطي إشارةً للجسمِ لبدءِ حرقِ السعراتِ الحراريةِ بكفاءة.

ضبطِ الإيقاعِ الحيويِّ: يُعزّزُ تزامنَ ساعةِ الجسمِ الداخليةِ مع دورةِ النهارِ والليل.

كما أظهرتْ أبحاثٌ أخرى أنَّ الفطورَ المبكّرَ يُحسّنُ من إفرازِ هرمون "GLP-1"، وهو هرمونٌ حيويٌّ مسؤولٌ عن تنظيمِ الشهيةِ والهضمِ ومستوياتِ السكرِ في الدم.

نصائح عملية لفطور صحي ومبكر

قد يجدُ البعضُ صعوبةً في تناولِ الطعامِ فورَ الاستيقاظِ. وفي هذا السياق، تُطمئنُ أخصائيةُ التغذيةِ، بيث غودريدج، بأنَّ "إعطاءَ الجسمِ فترةَ 60 إلى 90 دقيقةً قبلَ الأكلِ يظلُّ ضمنَ النطاقِ الصحيِّ".

وتُحذّرُ من أنَّ إهمالَ الفطورِ كلياً قد يدفعُ الشخصَ لتعويضِ السعراتِ الحراريةِ لاحقاً بأطعمةٍ أكثرَ دسامةً وغيرِ صحية.

ولتسهيلِ الالتزامِ بفطورٍ مبكرٍ، يُنصحُ بالتخطيطِ المُسبقِ، عبرَ تحضيرِ خياراتٍ سريعةٍ وصحيةٍ مثل:

الشوفان المبرّد: يُحضّرُ في الليلةِ السابقةِ.

الخبز المحمّص: مع زبدةِ الفولِ السودانيِّ أو الأفوكادو.

البيض المسلوق: يمكنُ سلقُ كميةٍ تكفي لعدةِ أيام.