فتاتان من غزة ترويان للجزيرة كيف صادرت الحرب طفولتهما - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

اختزلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حياة فتيات صغيرات في القيام بأعباء يومية لا تتناسب مع أعمارهن، كالتنظيف والبحث عن الطعام، وجمع المياه والاعتناء بالرضع، فلا دراسة ولا أي خطط مستقبلية مثلهن مثل باقي الفتيات في العالم.

ولخصت فتاتان تحدثتا لقناة الجزيرة حجم المعاناة التي تواجهها الفتيات في غزة، بعد أن حرمتهن الحرب من طفولتهن ومن أحلامهن بأن يزاولن دراستهن ويدخلن الجامعة.

وتروي را محمد توفيق أبو معوض (13 عاما ونصف) كيف تغيرت حياتها بعد استشهاد والدها، حيث أصبحت هي المسؤولة عن إخوتها خاصة بعد ولادة توأمين خلال الحرب، وتقول إنها تقوم بالطبخ والغسل والعجن، حتى أن إخوتها باتوا ينادونها ماما.

وتشتكي هذه الفتاة من المشاكل التي تحصل معها عندما تذهب لجلب الماء والأكل لأسرتها، وتقول إن البعض يتعاملون معها على كونها طفلة فيدفعونها أو يأخذون مكانها في الطوابير.

غير أن أصعب موقف بقي عالقا في ذاكرة هذه الفتاة الفلسطينية -كما تقول بنفسها- هو مشهد والدها وهو يستشهد، مما جعل الكوابيس تراودها خلال الليل، وتقول إن صوت الصواريخ أيضا يصبها بالذعر حتى أنها تجمع إخوتها حولها وتضمهم إليها.

ولا يختلف حال الفتاة رغد أنس أبو عودة (13 عاما) عن حال را محمد توفيق، فبعد استشهاد والدها، صارت هي من تقوم بأعباء البيت، تطبخ وتغسل وتخبز، رغم أن جسمها الصغير لا يتحمل كل تلك الأعباء.

صور متنوّعة تجسّد واقع ومعاناة الأطفال في غزة
صور تجسّد واقع ومعاناة الأطفال في غزة (الجزيرة)

وتقول رغد إن أكثر ما يتعبها هو جلب الماء إلى البيت، حيث تقف ساعات طويلة في طوابير ممتدة.

أحلام

وتحلم رغد بأن تنتهي الحرب وترجع إلى المدرسة وإلى المسجد لقراءة القرآن الكريم وحفظه، وهي نفس أحلام را محمد توفيق، التي تقول للجزيرة إن الدراسة هي التي تفرحها، لكنها حرمت منها في مركز الإيواء.

وعن أحلامها تقول را محمد توفيق "لو رجع الزمن إلى الوراء سأقول خلوني أكبر براحتي وأعيش طفولتي مع صديقاتي وأتابع الشاشة والجوال".

إعلان

ويقول عرفات أبو مشايخ، وهو رئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى شهداء الأقصى، إن تحول البنت من طفلة إلى ربة بيت له آثار مستقبلية جسيمة جدا، لأنها حرمت من مرحلة الطفولة ومن مرحلة ما قبل المراهقة ثم المراهقة.

ويشير إلى أن الصدمة التي تعرضت لها الفتيات تنتج عنها بعض السلوكيات لدى بعضهن مثل التبول اللاإرادي والعزلة وعدم التركيز، وربما تتعرض بسبب الضغط النفسي ومشاهد الدمار والخراب إلى نوبات غضب ونوبات صراخ مستمرة.

0 تعليق