عاجل

"احتضار اجتماعي".. تقرير فرنسي يكشف عزلة قاسية تهدد مئات الآلاف من كبار السن - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

كشفت جمعية "الإخوة الصغار للفقراء" الفرنسية، في تقريرها السنوي الصادر لعام 2025، عن أرقام صادمة تتعلق بأوضاع كبار السن في فرنسا، حيث يعيش نحو 750 ألف مسنّ في عزلة اجتماعية شديدة وصفتها المنظمة بـ"الاحتضار الاجتماعي"، وسط انقطاع شبه كامل عن الروابط الأسرية أو الصداقات أو الحياة المجتمعية.

الجمعية حذرت في تقريرها، الصادر أمس الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول 2025، من أن الظاهرة في تزايد مقلق، مشبهة عدد كبار السن الذين يعيشون في هذه الحالة بعدد سكان مدينة كبرى مثل مرسيليا. والأكثر خطورة أن هذا الرقم تضاعف بنسبة 118% خلال 8 سنوات فقط، ما ينذر بتفاقم كارثة اجتماعية في السنوات المقبلة.

الفقر.. عامل حاسم في العزلة

التقرير ربط بين تصاعد معدلات الفقر لدى كبار السن وبين تفاقم العزلة الاجتماعية. ومع ارتفاع أعداد من تجاوزوا 85 عاما، تتقلص دوائرهم الاجتماعية بطبيعتها نتيجة فقدان الأزواج والأصدقاء والجيران من الجيل نفسه، مما يعمّق شعور الوحدة والانفصال.

وبحسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، فإن الفقر يحرم كبار السن من أبسط أشكال الحياة الاجتماعية:

%43 منهم لا يرتادون المطاعم. %41 يحدّون من سفرهم ويحرمون أنفسهم من قضاء العطلات. %38 لا يشاركون في أنشطة ثقافية. %36 لا يستطيعون شراء هدايا لأحبائهم. %26 لا يملكون القدرة على دعوة الأقارب أو الأصدقاء.

وتشير الجمعية إلى أن أعلى معدلات "الموت الاجتماعي" تُسجَّل بين كبار السن الذين يقل دخلهم عن ألف يورو شهريا، إذ تصل النسبة بينهم إلى 9%.

تراجع الروابط مع العائلة والأصدقاء

كما كشف التقرير أرقاما أخرى حول انقطاع التواصل، جاءت على النحو التالي:

نحو مليوني مسن انقطعوا عن عائلاتهم وأصدقائهم كليا. حوالي 1.5 مليون منهم لا يرون أبناءهم أو أحفادهم إطلاقا أو بالكاد. 3.2 ملايين شخص من كبار السن ليست لديهم ذرية من الأساس، ما يضاعف هشاشتهم الاجتماعية. 1.1 مليون مسنّ لا أصدقاء لهم، سواء عبر اللقاءات المباشرة أو حتى عبر وسائل التواصل.

ورغم انخفاض نسبة كبار السن المنعزلين عن أصدقائهم من 40% عام 2021 إلى 30% عام 2025، فإن أكثر من 4 ملايين شخص يعيشون شعور الوحدة منذ سنوات طويلة، وهو ما يضعهم تحت تهديد متواصل بالاضطرابات النفسية والصحية.

دعوة ملحّة للتحرك

أمام هذه الأرقام، طالبت جمعية "الإخوة الصغار للفقراء" السلطات الفرنسية والمجتمع المدني بالتحرك العاجل عبر تعزيز برامج الزيارات المنزلية للمسنين، وتوسيع الأنشطة الاجتماعية المحلية، ودعم العمل التطوعي الموجّه إلى كبار السن، والاستثمار في البنية التحتية للمراكز المجتمعية، إلى جانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة.

كما قدّمت الجمعية 15 توصية عملية في 4 مجالات رئيسية، من بينها إنشاء وفد وزاري مشترك لمكافحة العزلة الاجتماعية، وإجراء دراسة لقياس التكلفة الاقتصادية لهذه الظاهرة، وإدماجها ضمن سياسات الوقاية من الشيخوخة غير الصحية.

وشدد التقرير على ضرورة تحسين آليات التعرف المبكر على المسنين المعزولين، إضافة إلى رفع الحد الأدنى لمعاش الشيخوخة كخطوة أساسية لمكافحة الفقر وما يسببه من حرمان وعزلة.

0 تعليق