عمّان تضيء شموعها تضامنا مع "أسطول الصمود" ونصرة لغزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

عمّان- في قلب العاصمة الأردنية عمّان، وتحديدا في الساحة المجاورة لمجلس النواب، صدحت مساء الأربعاء الهتافات الداعمة للمشاركين في أسطول الصمود، في حين أشعل المئات الشموع تعبيرا عن دعمهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ورفضا لحرب الإبادة المستمرة منذ ما يقارب العامين.

الوقفة التي جاءت تحت شعار "ناصروا أبطال أسطول الصمود.. بنصرتهم تنصروا غزة.. وتنصروا فلسطين"، لم تكن مجرد نشاط رمزي عابر، حسب منظميها، بل تحولت إلى حدث جماهيري واسع عكس حضور الشارع الأردني في معركة الوعي والدفاع عن القيم الإنسانية في مواجهة الاحتلال.

" frameborder="0">

رسالة شعبية

وشارك في الوقفة الجماهيرية المئات من المواطنين والناشطين والنقابيين إلى جانب ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، يتقدمهم حزب جبهة العمل الإسلامي، وحزب الوحدة الشعبية الأردني، والحزب الشيوعي الأردني، وحزب العمال، وغيرها من الأحزاب فضلا عن الفعاليات الشبابية، واللجان الشعبية المستقلة.

وقد اصطف المشاركون بالقرب من مجلس الأمة، في مشهد لافت، أراد المنظمون منه إيصال رسالة مباشرة للبرلمان والحكومة بضرورة ترجمة الحراك الشعبي إلى مواقف سياسية ودبلوماسية فاعلة ومؤثرة.

ومن بين الشعارات المرفوعة برزت لافتات كتب عليها "غزة تنتصر بالصمود"، و"الأردن وفلسطين شعب واحد"، في حين رددت الحناجر هتافات تطالب برفع الحصار عن القطاع، وتحيي المقاومة الفلسطينية، وتندد بالتهديدات الإسرائيلية باستهداف الأسطول البحري.

اللافت في المشاركة الحالية لأسطول الصمود العالمي ضمه عددا من الأطباء الأردنيين الذين قرروا الالتحاق به، حاملين معهم معدات طبية وأدوية أساسية لمساعدة الجرحى في غزة.

ومن بين هؤلاء الأطباء مختصون في الجراحة والطوارئ أكدوا أن مشاركتهم "واجب إنساني ومهني قبل أن يكون سياسيا"، وأن رسالتهم هي إنقاذ الأرواح في ظل الحصار الذي يمنع دخول المستلزمات الطبية الأساسية.

إعلان

وأشاد المشاركون، في وقفة عمّان، بقرار الأطباء الأردنيين، معتبرين أنهم يمثلون "ضمير المهنة ورسالتها"، وأن وجودهم على متن الأسطول يمنحه بعدا إنسانيا إضافيا، ويفضح -أمام العالم- طبيعة الحصار الإسرائيلي الذي يستهدف حتى القطاع الصحي.

وقفة أردنية داعمة لأسطول الصمود المتجه لغزة
مشاركة أردنية فاعلة في دعم المشاركين في أسطول الصمود المتجه لقطاع غزة (الجزيرة)

فعل ذو قيمة

وأكد الدكتور أحمد الرقب، عضو مجلس النواب الأردني، أن هذه الوقفة "تعكس وحدة الضمير الأردني في مؤازرة الأهل في غزة"، موضحا في حديثه للجزيرة نت أن الأسطول يمثل "حالة متقدمة من التفاعل الإنساني الحر البعيد عن الإملاءات الخارجية".

وأضاف الرقب أن "المشاركة الشعبية والبرلمانية الواسعة من مختلف الدول تكشف حقيقة العدو، وما يمارسه من مجازر وحشية طالت النساء والأطفال والشيوخ، حتى وصل الأمر إلى سياسات الإبادة الجماعية والتجويع والترويع، وبأن شعوب العالم لم تعد قادرة على احتمال المزيد من سفك الدماء في قطاع غزة".

ولفت إلى أن الحضور الشعبي الكثيف في الفعالية المناصرة لأسطول الصمود يثبت أن الأردنيين سند للمقاومة، وأن الاحتلال يسقط أخلاقيا أمام مثل هذه المبادرات الحرة، موجها رسالته إلى الدول التي يشارك مواطنوها في أسطول الصمود أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية ناشطيها.

من جانبه، قال عماد المالحي، نائب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، إن "الوقفة في عمّان جزء من فعل عالمي يعبّر عن عودة قوية للرواية الفلسطينية بعد أن غُيبت طويلا"، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "أسطول الصمود فعل ذو قيمة، وهو امتداد لنضالات أحرار العالم على مدار عقود".

وبيّن المالحي أن المشاركين من مختلف الجنسيات يجسدون محطة إنسانية مهمة سيُبنى عليها لاحقا، في حين يحاول الاحتلال التحريض ضدهم وتهديدهم، مشددا على أن المطلوب الآن هو "توفير حماية دولية للناشطين ومنع الاحتلال من الاعتداء عليهم"، ومؤكدا على أن ما يحدث في غزة "إبادة وتطهير عرقي لشعب يناضل منذ أكثر من قرن".

وقفة أردنية داعمة لأسطول الصمود المتجه لغزة
مشاركة نسائية فاعلة في الوقفة الداعمة لأسطول الصمود وتضامنا مع أبناء قطاع غزة (الجزيرة)

تضامن نسائي

في حين أكدت الناشطة الأردنية أمينة الدجاني إلى أن "وجودنا اليوم هنا واجب وطني وإنساني قبل أن يكون موقفا سياسيا، ونحن أمهات نشعر بوجع أمهات غزة اللواتي يودعن أبناءهن كل يوم".

وأضافت -للجزيرة نت- "حين نضيء شمعة صغيرة بالقرب من مجلس النواب، نشعر أننا نكسر جزءا من ظلام الحصار، ونبعث برسالة إلى العالم أن غزة ليست وحدها، وأن النساء في الأردن يقفن إلى جانبها بكل ما يملكن من قوة".

ويضم "أسطول الصمود" -الذي يحاول الوصول إلى شواطئ غزة- العشرات من الناشطين والبرلمانيين والأطباء والمحامين من قارات العالم المختلفة، بينهم عرب وأوروبيون، وأميركيون لاتينيون وأستراليون، في محاولة لكسر الحصار وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة لأبناء غزة.

في حين واجه الأسطول الدولي في الأيام الأخيرة تهديدات إسرائيلية متصاعدة بالاعتراض، ما أثار قلقا واسعا من تكرار مشهد الاعتداء على "أسطول الحرية" الأول عام 2010، وهو ما جعل الوقفة في عمّان بمثابة رسالة سياسية وأخلاقية بأن العالم لن يقف مكتوف اليدين إزاء تهديد المدنيين الذين يحملون طابعا إنسانيا خالصا.

إعلان

0 تعليق