Published On 2/10/20252/10/2025
|آخر تحديث: 11:53 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:53 (توقيت مكة)
مع انتشار الطائرات المسيرة الواسع، سواء لأغراض مدنية أو عسكرية، أصبحت مكافحتها تمثل أولوية إستراتيجية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية حول العالم، مما يعني أن تطوير أدوات لكشف هذه الأجهزة والتصدي لها أصبح أمرا ملحا.
وقالت مجلة لوبوان إن النزاعات الحديثة مثل الحرب في أوكرانيا، أظهرت أن الطائرات المسيرة لم تعد أدوات مراقبة فقط، بل أصبحت أسلحة هجومية فاعلة تستخدم للتجسس، والهجمات الدقيقة، وأحيانا لشل أنظمة الدفاع.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوأشارت المجلة -في تقرير بقلم غيريك بونسيه- إلى أن دولا مثل روسيا وأوكرانيا تطور باستمرار تقنيات جديدة، في الوقت الذي بدأت فيه التوغلات الجوية باستخدام المسيّرات تتكرر في بلدان أوروبية مثل بولندا وإستونيا والدنمارك، وفي أماكن أخرى كالبحر الأحمر حيث يستخدما الحوثيون لمهاجمة السفن هناك.

أنظمة الكشف
ومع أن تعطيل الطائرات المسيرة أصبح هدفا رئيسيا في جميع أنحاء العالم -كما تقول الصحيفة- فإن خطوة رصد المسيرة لا بد أن تسبق ذلك، وبالفعل تعد رادارات مكافحة الطائرات المسيرة تكنولوجيا الكشف الأكثر نضوجا والأوسع انتشارا حتى الآن.
ومثل الرادارات التقليدية، تستخدم هذه الأنظمة موجات كهرومغناطيسية لاكتشاف وتتبع الأجسام الطائرة، وهي مزودة بقدرات خاصة "لرؤية" الطائرات المسيرة الصغيرة على مدى عدة كيلومترات، ويمكنها اكتشاف أهداف متعددة في آن واحد ولا تعتمد على ظروف الطقس والإضاءة، إلا أنها معرضة للأخطاء والخلط بين المسيرات والطيور.
ومن ناحيتها، تكشف أنظمة الكشف بواسطة ترددات الراديو، الطائرات المسيرة عبر اعتراض إشارات الاتصال بين الطائرة ومشغلها، وهي تكنولوجيا لا تبث موجات، وتكتفي بتحليل توقيعات راديو محددة لتحديد وتموضع الطائرات المسيرة، وميزتها أنها تعمل من دون خط رؤية مباشر.
إعلان
ويطور مشروع "ديب لوماتيكس" (DEEPLOMATICS) أنظمة كشف أخرى، تستخدم شبكات من الميكروفونات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف وتحديد وتموضع الطائرات المسيرة عبر توقيعها الصوتي الفريد، ويمكن أن يصل إلى معدلات كشف تتجاوز 95% مع تعرف نموذجي يتجاوز 85%.
واستكمالا لهذه التقنيات، تمكن الكاميرات متعددة الأطياف والكاميرات الحرارية، من التعرف بصريا على الطائرات المسيرة التي ترصدها أجهزة استشعار أخرى، وهي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور وتأكيد وجود الطائرات المسيرة، مما يقلل من النتائج الخاطئة، وخاصة فيما يتعلق بالطيور.

وسائل التعطيل
بعد الكشف، يمكن تعطيل الطائرات المسيرة بأسلحة رخيصة وسريعة وسهلة التنفيذ، وتمثل الليزرات بصورة خاصة مستقبل تعطيل الطائرات المسيرة، إذ أظهر النظام الفرنسي "هيلما-بي" (HELMA-P) فاعلية بنسبة 100% في الاختبارات، وكان قادرا على تدمير طائرات مسيرة على مسافة 800 متر بحرق هيكلها.
ومع أن الليزرات ضئيلة التكلفة، بحيث لا تتجاوز قيمة الإطلاق عدة سنتات، فإنها تبقى، من ناحية أخرى حساسة للغاية لظروف الجو من رطوبة وهواء، كما أن الاستهداف بها معقد إلى حد كبير، كما تقول المجلة.
وقد استخدمت الصواريخ في بعض المناسبات لإسقاط طائرات مسيرة، حيث أطلقت الفرقاطة الفرنسية لانغدوك عام 2023 صاروخا من طراز آستر، يكلف حوالي مليون يورو، للدفاع عن سفن تجارية هاجمتها طائرات مسيرة حوثية في البحر الأحمر.
وقد أصبحت الصواريخ الموجهة بالليزر منذ صيف 2025 السلاح المضاد للطائرات المسيرة الأساسي للقوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط -حسب المجلة- كما تكيفت المروحيات القتالية في أوكرانيا، بمدافعها المتراكبة مع الطائرات المسيرة الروسية.
غير أن إحدى أكثر الطرق فاعلية تظل تشويش إشارات التحكم، عبر تعطيل كل من روابط الراديو ونظام الملاحة العالمي للطائرة، مما يجبرها، إما على الهبوط الاضطراري أو العودة تلقائيا إلى قاعدتها، إلا أن التحكم في المسيرات عن طريق الألياف البصرية لا يترك مجالا للتشويش.
ومع ذلك تظل المدافع -كما تقول المجلة- حلولا قوية تساعد في إسقاط الطائرات المسيرة الصغيرة، علما أن وكالات الأبحاث العسكرية تطور أسرابا من الطائرات الاعتراضية لتكون أداة دفاعية ضد الهجمات بالتشبّع، وهي هجمات قد تستخدم في السنوات المقبلة في عمليات إرهابية أو اغتيالات مستهدفة.
0 تعليق