مراسلو الجزيرة نت
Published On 2/10/20252/10/2025
|آخر تحديث: 14:09 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:09 (توقيت مكة)
غزة- أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع الرشيد الساحلي الواصل بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى أمام حركة سكان القطاع العائدين من جنوبه إلى المدينة التي تشهد عملية عسكرية واسعة منذ عدة أسابيع.
ويتزامن هذا القرار، الذي يهدف إلى حصار المدينة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية والغذاء للمقيمين فيها، مع تضييق جيش الاحتلال خناقه على أحيائها، مما يزيد تفاصيل الحياة اليومية تعقيدا، ويفقد السكان الخدمات الأساسية بعد تعمده تدمير مقوماتها من أجل الإسراع في تهجير مئات آلاف الفلسطينيين.
وسيعاني سكانها من موجة جديدة من الحصار والتجويع مع إغلاق الطرق التي كانت تزودهم بالمواد الغذائية.
أزمات مركبة
بدأت الأزمات المركبة التي تعصف بمدينة غزة في وقت مبكر من العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال منذ مطلع أغسطس/آب الماضي وتتفاقم يوميا، مما اضطر معظم محطات تحلية المياه العاملة فيها للتوقف عن العمل بسبب زحف الجيش المتواصل نحو وسط أحيائها.
وأدى العدوان المتواصل إلى تضرر شبكات المياه والصرف الصحي، وتوقف الكثير من المبادرات المجتمعية التي كانت تقدم الطعام والمساعدات للمقيمين في المدينة الذين يشتكون من تراجع الخدمات الأساسية، مما يعرض حياتهم للخطر أثناء محاولاتهم الحصول على مياه الشرب وتلك المخصصة للاستخدام اليومي.
يقول محمود هاني، الذي يرفض مغادرة منزله رغم ما يصفها بالأهوال التي يشهدها وأسرته على مدار الساعة، إنه يعاني في الحصول على مياه الشرب بعد تراجع عدد السيارات الناقلة لها، وكذلك غياب معظم وسائل الطاقة البديلة التي كانت تساعده على ضخ مياه الاستخدام اليومي.
ورغم الخطر من الاستهداف الجوي والمدفعي، يقطع محمود مسافات طويلة لتوفير القليل من الماء الذي يقنن استعماله.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الأربعاء بغارة جوية تجمعا للمواطنين في مدينة غزة أثناء محاولتهم الحصول على مياه الشرب، مما أدى لاستشهاد 5 منهم وإصابة آخرين.

تدمير الخدمات
وتحاول الجهات المحلية والمبادرات المجتمعية توفير احتياجات السكان تحت القصف العنيف الذي يسيطر على المدينة، لكن قوات الاحتلال تلاحقهم بالنيران سواء عبر القصف الجوي أو التقدم البري.
إعلان
ويقول محمد غازي، أحد القائمين على مشاريع سقي الماء داخل مدينة غزة، إنه مع بدء العملية العسكرية في أغسطس/آب الماضي، بدأت تخرج محطات تحلية المياه عن العمل واحدة تلو الأخرى بسبب محاصرة الاحتلال للمدينة من جميع الجهات والتقدم نحو معظم الأحياء السكنية.
وأوضح للجزيرة نت أن القصف المكثف أدى إلى تدمير عدد من محطات المياه وإخراجها عن العمل، ورغم ذلك يحاول الجميع أن يواصل تقديم الخدمات الأساسية بالقدر المستطاع.
وفي إطار استهداف الاحتلال لمقدمي الخدمة لسكان القطاع، قتل جيش الاحتلال الموظف في بلدية غزة عبد الرحمن ربحي النزلي (25 عاما) يوم السبت الماضي أثناء تأدية مهامه في إيصال المياه للمواطنين شرق المدينة، في "انتهاكٍ صريح" للأعراف الإنسانية والقوانين الدولية التي تكفل الحماية للعاملين في القطاعات المدنية والخدمية.
أوضاع مأساوية
ويصف عاصم النبيه، المتحدث باسم البلدية، الظروف الحالية التي تمر بها المدينة بالصعبة والمأساوية مع استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف كل أنحائها، مما يؤثر بشكل كبير على الخدمات الأساسية التي يقدمونها سواء المياه أو الصرف الصحي أو جمع النفايات وترحيلها.
وقال للجزيرة نت إن هناك تحديات كبيرة أمام تقديم الخدمات للسكان أبرزها استمرار العدوان ونزوح عدد من الموظفين، والدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والمرافق الحيوية خاصة قطاع المياه والصرف الصحي. وأشار إلى محدودية الإمكانات مع عدم توفر قطع الغيار للآليات، وفقدان المعدات المخصصة للعمل، مما أدى لتراكم ما يزيد على ربع مليون طن من النفايات في مختلف أنحاء المدينة غزة.
وحذر النبيه من تفشي كارثة صحية وبيئية تهدد سكان المدينة مع انتشار الأمراض والمكاره الصحية. وأكد "رغم أن البلدية تضع وصول المياه للمواطنين كأولوية لعملها فإنهم لا يحصلون على كمية كافية منها، ومع ذلك نحاول قدر المستطاع، وبناء على الظروف الميدانية، إصلاح وتأهيل الآبار التي طالها الدمار".
وشدد على أن هناك شحا في كميات المياه الصالحة للشرب مع خروج جزء كبير من محطات التحلية عن الخدمة بسبب العدوان، وتضرر بعضها بالقصف، ونفاد الوقود الذي تعتمد عليه بقية المحطات لاستكمال عملها. ولفت إلى أن سكان المدينة وطاقم البلدية يعانون من النزوح والقتل واجتمعت عليهم كل الظروف الصعبة، لذلك يواجهون صعوبة في الاستمرار.
وتجتهد بلدية غزة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية لتوفير احتياجات الطوارئ لكن الاستجابة معها محدودة جدا، ومع ذلك ستواصل تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين حتى في ظل العدوان الإسرائيلي المتصاعد، كما يقول النبيه.
0 تعليق