في أزقة مدينة غزة المدمّرة، حيث يخيّم الدخان ورائحة البارود، تخرج الطبيبة حنين الداية كل صباح من بيتها المتواضع في شمال القطاع، متجهة نحو مستشفى الشفاء، أكبر المستشفيات المتبقية قيد العمل.
وتغادر الطبيبة منزلها كل صباح وهي تنظر إلى وجوه أهلها، تحمل في قلبها خوفا دفينا من أن تكون مغادرتها آخر عهدها بهم، لكنها تمضي رغم ذلك، مدفوعة بإحساس لا ينفصل بين الواجب الإنساني والمهني والانتماء لوطنها.

ويُعتبر مستشفى الشفاء الطبي أبرز المرافق الطبية التي ما زالت تحاول الصمود في غزة. ويبعد أقل من كيلومتر واحد عن مواقع تمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل كل خطوة داخل أروقتها مغامرة محفوفة بالموت.
ورغم هذه الظروف، تؤكد الداية للجزيرة نت أنها "لا تستطيع مغادرة الشمال وترك مئات الجرحى بلا علاج، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأطباء والمستلزمات".

وتوضح الداية أن خروجها اليومي من منزلها نحو مستشفى الشفاء يرافقه شعور دائم بالقلق على أسرتها وخشية من أن يتعرض بيتها للاستهداف في غيابها، أو أن تُفقد حياتها في الطريق أو داخل المستشفى.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listومع ذلك، تؤكد الطبيبة للجزيرة نت أن إحساسها بالمسؤولية تجاه الجرحى والمصابين يجعلها تصر على مواصلة عملها، لافتة إلى أن مشاهد الأطفال والنساء تحت الركام تمنحها القوة للاستمرار رغم المخاطر.

والحصار المفروض على القطاع جعل المستشفى والمواطنين المحيطين به يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية. قصف متواصل، تهجير واسع، نقص في الغذاء والدواء، وأطباء يعملون بلا توقف في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات.
ولكن، وسط هذا المشهد المظلم، تتحول قصص مثل قصة الداية إلى شعلات أمل داخل القطاع المحاصر حيث تترك الطبيبة الشابة خلفها خوفها الشخصي، لتواجه خوفا أكبر اسمه النزوح والإبادة، متشبثة بحقها وواجبها في البقاء على أرضها ومع شعبها.
إعلان
Published On 2/10/20252/10/2025
|آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:52 (توقيت مكة)
0 تعليق