7 أسئلة تشرح ما يجري في احتجاجات "جيل زد" بالمغرب - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد المغرب منذ يوم السبت الماضي احتجاجات في مدن مختلفة، دعت إليها مجموعة شبابية تعرف نفسها بـ"جيل زد 212″، وفي ما يلي إجابات على بعض الأسئلة المتكررة عن هذه الاحتجاجات وأسبابها ونتائجها.

ما السياق الذي جاءت فيه المظاهرات؟

بدأت المظاهرات الشبابية في المغرب يوم السبت 27 سبتمبر/أيلول 2025 وتوسّع نطاقها في الأيام الموالية، لكن سبقها احتقان اجتماعي استمر بضع سنوات بسبب غلاء الأسعار وتدهور الخدمات الصحية في المستشفيات وتفاقم نسب البطالة، وانفجار بعض ملفات الفساد التي تورط فيها مسؤولون سياسيون.

وقد عبرت فئات اجتماعية في الأشهر الماضية عن غضبها في شكل احتجاجات متفرقة من حين لآخر في بعض القرى والمدن المغربية، كانت أبرزها مسيرة نظمها في 10 يوليو/تموز 2025 نحو 3 آلاف من سكان قرية أيت بوكمّاز في إقليم أزيلال (وسط)، قطعوا فيها عشرات الكيلومترات في مسالك جبلية للوصول إلى مركز الإقليم، مطالبين برفع العزلة عن منطقتهم، وتوفير طبيب في المركز الصحي للقرية، وكذا توفير تغطية شبكة الهاتف، ومطالب اجتماعية وتنموية أخرى.

وتلت هذه المسيرة في الأسابيع الموالية مسيرات واحتجاجات مماثلة في مناطق أخرى مثل منطقة أيت عباس القريبة من أيت بوكمّاز والواقعة في الإقليم نفسه، وقرية أوربيع القريبة من مدينة بني ملال (وسط) وقرية بني بوعروس قرب مدينة تاونات (شمال)، وكلها احتجاجات طالبت برفع التهميش عن هذه القرى.

وقد وصف ملك المغرب محمد السادس في خطاب ذكرى جلوسه على العرش في نهاية يوليو/تموز الماضي البلاد بأنها تمضي "بسرعتين"، وقال إن المغرب "حافظ على وتيرة نمو جيدة"، وإن بعض القطاعات الحيوية شهدت قفزة نوعية لكن "مع الأسف لا تزال هناك بعض المناطق لا سيما في العالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية". وأضاف أن هذا "لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم.. فلا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين".

إعلان

وفي 14 سبتمبر/أيلول 2025 خرج مئات المواطنين للاحتجاج أمام مستشفى الحسن الثاني بمدينة أغادير (جنوب) بعد وفاة 8 نساء أثناء الوضع فيه في أقل من شهر، وسموه "مستشفى الموت"، وطالبوا بتحسين ظروف الرعاية الصحية فيه.

" frameborder="0">

متى بدأت مظاهرات "جيل زد"؟

بدأت المظاهرات التي دعت إليها المجموعة الشبابية "جيل زد 212" في المغرب يوم السبت 27 سبتمبر/أيلول 2025، واستمرت بعد ذلك بشكل يومي، وقد بدأت في مدن الرباط والدار البيضاء وأغادير وطنجة، ثم توسعت في الأيام الموالية إلى مدن عدة في جهات المملكة.

من دعا إلى المظاهرات؟

دعت إلى هذه المظاهرات مجموعات شبابية تتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وانطلق هذا التحرك أساسا بمبادرة من مجموعة سمت نفسها "جيل زد 212″ (Genz212).

ويتكون اسم المجموعة من قسمين (Genz) وهو مقطع يرمز لـ"جيل زد" (Generation Z)، ويشير هذا المصطلح إلى الأفراد المولودين ما بين منتصف تسعينيات القرن الـ20 وبداية العقد الثاني من القرن الـ21.

ووفقا لمركز بيو للأبحاث، تُحدد هذه الفترة عادة بين عامي 1997 و2012، وهي مرحلة زمنية تميّزت بالانتشار الواسع للهواتف الذكية، وبروز وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية، بحيث أصبح التواصل الفوري والوجود الرقمي جزءا لا يتجزأ من تكوينهم الاجتماعي والثقافي.

والجزء الثاني من اسم مجموعة "جيل زد 212" هو الرقم "212"، وهو مفتاح الاتصال الهاتفي الدولي الخاص بالمملكة المغربية. وتستخدم المجموعة منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وفيسبوك وديسكورد لحشد الدعم.

وارتفع عدد الأعضاء في خادم ديسكورد الخاص بالمجموعة من نحو 3 آلاف عند بداية الاحتجاجات الأسبوع الماضي إلى أكثر من 130 ألفا بعد خمسة أيام من المظاهرات.

FILE PHOTO: Members of the security forces stand guard as they prevent a protest demanding reforms in education and health from taking place, in Rabat, Morocco, September 29, 2025. REUTERS/Ahmed El Jechtimi/File Photo
قوات الأمن واجهت المظاهرات بالمنع والعنف منذ أول يوم (رويترز)

ما المدن التي شملتها المظاهرات؟

خرجت المظاهرات في عدد من المدن المغربية أبرزها:

العاصمة الرباط والمدن المجاورة لها، وهي سلا وتمارة والصخيرات والقنيطرة وسيدي سليمان (غرب). مدينتا الدار البيضاء والمحمدية (غرب وسط). مدينتا طنجة وتطوان (شمال). مدن أغادير وإنزكان وتيزنيت وتارودانت وبيوكرى والقليعة وسيدي بيبي (جنوب). مدينتا مراكش وآسفي (جنوب وسط). مدن وجدة وتازة والعيون الشرقية (شرق). مدينتا فاس ومكناس (شمال غرب). مدينة الرشيدية (جنوب شرق) مدن بني ملال وخريبكة والفقيه بن صالح (وسط).

ما الخسائر التي نجمت عن أعمال العنف؟

تطورت الاحتجاجات في بعض المدن إلى أعمال شغب ونهب، خاصة في وجدة وإنزكان والقليعة، وأدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات.

وفي مدينة القليعة القريبة من مدينة أغادير جنوبي البلاد، حاول متظاهرون اقتحام مركز لقوات الدرك الملكي (أحد أجهزة الأمن في المغرب).

وفي مدينة إنزكان ومدن أخرى أحرق محتجون سيارات للشرطة ومقرات بنوك ومباني إدارية وخربوا بعض الممتلكات والسيارات الخاصة للمواطنين.

وإلى حدود يوم أمس الأربعاء قالت وزارة الداخلية إن 263 فردا من قوات الأمن و23 مدنيا أصيبوا في الاشتباكات. كما احتجزت الشرطة 409 أشخاص في أعقاب الاضطرابات، سيمثل 193 منهم للمحاكمة -معظمهم أفرج عنهم بكفالة- بتهم تشمل الحرق العمد والنهب ومهاجمة قوات الأمن، وفقا لبلاغ للنيابة العامة.

إعلان

وفي منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، أكدت مجموعة "جيل زد212" رفضها للعنف، وقالت إنها ستواصل احتجاجاتها بشكل سلمي.

وحسب الناطق باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي، فقد لحقت أضرار جسيمة بـ142 عربة تابعة للقوات العمومية و20 سيارة خاصة.

" frameborder="0">

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

من خلال بياناتهم والشعارات التي يرفعونها في الاحتجاجات، يمكن تلخيص مطالب الشباب المحتجين -بدعوة من مجموعة "جيل زد212"- في ما يلي:

تحسين أوضاع المستشفيات وإصلاح النظام الصحي وتوفير العدد الكافي من الكوادر الصحية ومن الأدوية ووسائل العلاج (بحسب الإحصائيات الرسمية لعام 2024، يقدر عدد الأطباء في القطاع العام بنحو 15 ألفا، مما يعني أن عدد الأطباء في المغرب يبلغ 4 لكل 10 آلاف نسمة، أي أقل من المعايير الدولية التي توصي بما يتراوح بين 10 أطباء و15 طبيبا لكل 10 آلاف نسمة). إصلاح النظام التعليمي ورفع جودة التعليم وتحسين ظروف وتجهيزات المؤسسات التعليمية. تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات ومحاربة البطالة (نسبة البطالة في المغرب 12.8%، وتصل نسبتها بين الشباب إلى 35.8%، وإلى 19% بين خريجي الجامعات، وفقا لأرقام رسمية). محاربة الفساد ومحاكمة السياسيين والمسؤولين المفسدين.

كيف تعاملت السلطات مع الاحتجاجات؟

في بداية الاحتجاجات واجهتها وزارة الداخلية المغربية بالمنع، واعتبرتها "مظاهرات غير قانونية وغير مرخصة"، واعتقلت العشرات من المشاركين فيها، وأفرجت عن بعضهم، وأحالت آخرين للمحاكمة.

وفي بعض المدن واجهت قوات الأمن المحتجين بالعنف والضرب، وتطورت المظاهرات في بعض الأماكن إلى مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، وإلى أعمال شغب.

وقد استمرت الاحتجاجات أربعة أيام دون أي رد فعل من الحكومة، ومساء الثلاثاء أصدر الائتلاف الحكومي (يتكون من ثلاثة أحزاب) بلاغا يؤكد فيه أن الحكومة "تتفهم المطالب الاجتماعية ومستعدة للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها"، وكذا للحوار مع الشباب "داخل المؤسسات والفضاءات العمومية وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنزيل للانتصار لقضايا الوطن والمواطن".

وأضافت الحكومة في بيانها أن "المقاربة المبنية على الحوار والنقاش هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات التي تواجهها بلادنا".

وقالت إنها "تؤكد وعيها بمختلف التراكمات والإشكالات التي تعرفها المنظومة الصحية منذ عقود، كما تؤكد أن طموح الإصلاح الصادر عن هذه التعبيرات الشبابية يلتقي مع الأولويات التي تشتغل عليها الحكومة".

واليوم الخميس أعاد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في بداية اجتماع لها التأكيد أن "المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمواجهة الإشكالات في المغرب"، وقال إن الحكومة "تعلن تجاوبها مع هذه المطالب المجتمعية".

ونوه أخنوش بما سماها "التدخلات النظامية لمختلف الهيئات الأمنية التي تواصل أداء واجبها الدستوري في حماية الأمن والنظام العامين وصون الحريات والحقوق الفردية والجماعية".

0 تعليق