أهم ما تضمنه خطاب بوتين في منتدى "فالداي" الدولي للحوار - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

موسكو- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس إن "التعددية القطبية كانت نتيجة مباشرة لمحاولة ترسيخ الهيمنة الغربية، وإن فشل هذه الهيمنة مسألة وقت فقط".

وفي كلمة له أمام الجلسة العامة لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار في سوتشي، أوضح بوتين أن "إرساء التوازن وإيجاده أصبحا أكثر صعوبة، ومع ذلك، هذا لا يعفينا من واجب الاستعداد لكل ما قد يحدث".

وأضاف أن بلاده أعلنت مرتين استعدادها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوبلت بالرفض، وأن "العالم يواجه العديد من المخاطر ووقت الإملاءات انتهى".

بوتين والغرب

ووفقا للرئيس الروسي، فإن أي حلول في العالم ممكنة فقط على أساس الاتفاقات، لافتا إلى أن "قوة الولايات المتحدة وحلفائها وصلت في نهاية القرن الـ20 إلى ذروتها، "لكن لا توجد ولن توجد قوة قادرة على السيطرة على العالم".

وتابع أن موسكو حققت رقما قياسيا من حيث عدد العقوبات المفروضة ضدها، "لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل، وقد أظهرنا فعالية في مقاومة التحديات غير المسبوقة".

وأضاف أن الغرب يخدع مواطنيه عبر تصعيد حدة التوترات، وبعض الدول تريد إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا وإجبار شعبها على المعاناة، و"قد حان الوقت لكي يهدؤوا".

وقال بوتين أيضا إن "الأسطورة التي يرددها السياسيون الأوروبيون حول احتمال نشوب حرب مع روسيا هراء، ونحن نراقب عن كثب عسكرة أوروبا وهذا أمر يتعلق بأمننا"، مؤكدا أن بلاده سترد "بشكل ساحق" على أي تهديدات لها.

ونصح بوتين الدول الأوروبية بأن "لا تستفز موسكو لأن النتائج لن تكون جيدة بالنسبة لهم"، مضيفا أن "مسؤولية الفشل في وقف القتال في أوكرانيا تقع بالدرجة الأولى على عاتقهم"، واصفا الوضع في كييف بأنه "بالنسبة للدول الأخرى، هو وسيلة لتوسيع نطاق سيطرتها وجني الأرباح".

واعتبر أن الوضع في الشرق الأوسط "متدهور والغرب لم يستطع تقديم حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا يمكن حله وفق الوصفة الغربية". ورأى أنه لا بد من "إصلاح منظمة الأمم المتحدة التي لديها مشاكل كثيرة، ولكن لا يوجد شيء أفضل منها".

خطاب شامل

كما أشار في كلمته إلى وجود نتائج إيجابية للتواصل بين روسيا والإدارة الأميركية الحالية على الرغم من وجود نقاط خلافية كثيرة معها، و"نعمل على التوصل إلى حلول وسط"، كاشفا أن هذه الإدارة "مهتمة في المقام الأول بمصالحها الوطنية ومن حقنا ذلك أيضا".

إعلان

وتحدث بوتين عن نفوذ منظمتي شنغهاي للتعاون وبريكس في العالم، وأنه "آخذ في التزايد"، مبينا أن "دول مجموعة بريكس شركاء طبيعيون والمصالح المشتركة جمعتهم في منظمة واحدة".

وفي تعليق للجزيرة نت على الكلمة، قال محلل الشؤون الدولية سيرغي بيرسانوف إن خطاب بوتين كان شاملا وحدد الموقف الروسي من الأوضاع الدولية والنزاع مع الغرب بشكل واضح، وأظهر أن موسكو تغلبت على محاولات عزلها دوليا.

وحسب بيرسانوف، فإن الخطاب جمع بين التأكيد على الثوابت الروسية وإبقاء الباب مفتوحا على التفاهمات والعمل الدبلوماسي مع الخصوم من جهة، لكنه أبقى على هامش الاستعداد للمواجهة في حال تعرض الأمن القومي الروسي لأي مخاطر من جهة ثانية.

وقال إن الرئيس الروسي تحدث باستعلاء، ولكن بتساهل تجاه الولايات المتحدة، وبقسوة تجاه برلين دون أن يذكرها، وإن تهديداته أصبحت أكثر مباشرة لمن يوصفون بـ"الصقور" في أوروبا. ووفقا له، فإن تركيزه على انتقاد السياسات الأوروبية يشير إلى وجود هامش من التناقضات في المواقف بين واشنطن وبروكسل فيما يخص ملفي العقوبات ووقف الحرب في أوكرانيا.

وبرأي المحلل بيرسانوف، فإن كلمة بوتين كانت موجّهة بشكل غير مباشر للرأي العام في الغرب، ومن شأنه أن يشجع المخالفين في الرأي هناك على رفع خطاب الاحتجاج ضد سياسات الحكومات الغربية التي أدت -من بين أمور أخرى- إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين في تلك الدول.

منصة انتقاد

من جانبه، يقول المحلل السياسي والكاتب في الشؤون الأوروبية مراد بشيروف إن خطاب بوتين في منتدى "فالداي" أعطى مبررا أيديولوجيا لدور موسكو الجديد في العالم، وثبت قواعد سياستها الخارجية والتزامها بالحلول السياسية للأزمات.

وأضاف للجزيرة نت أن الرئيس الروسي استخدم المنتدى مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة كمنصة لانتقاد الغرب، وعاود الكرة هذه المرة، مما يشير إلى أن التوتر معهم متواصل، ولم يشهد أي تراجع.

ولفت بشيروف إلى أنه لمس في كلامه ما يوحي بفشل "قمة ألاسكا" التي جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يتعلق بالبدء بخطوات ملموسة لتقليل التوتر حول ملف الحرب الأوكرانية، وهو ما برز في عبارته بأن "إرساء التوازن أصبح أكثر صعوبة، وضرورة الاستعداد لكل ما قد يحدث".

ووفقا له، فقد حمل خطاب بوتين "بين السطور" إشارة ضمنية لعدم الموافقة الكاملة على مبادرة ترامب الأخيرة بخصوص الحرب في قطاع غزة، عند حديثه عن عرقلة السياسات الغربية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه لا يمكن حله وفق الوصفة الغربية، "لأنها تتجاهل في جوهرها مكونات سياسية أساسية في النسيج الوطني الفلسطيني".

0 تعليق