عملية اغتياله غيرت وجه المنطقة.. كيف وصلت إسرائيل لـ حسن نصر الله؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالتزامن مع احتفاء حزب الله بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، تتكشفت تفاصيل جديدة عن العملية الإسرائيلية الأكبر فى تاريخ الموساد والتي أدت لمقتله.

كشفت تسريبات صحفية وتقارير استخباراتية عبرية أن العملية التي استهدفت أمين عام حزب الله السابق، حسن نصرالله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لم تكن مجرد ضربة جوية اعتيادية، بل جاءت نتيجة تخطيط استخباراتي دقيق امتد لأشهر.

تعد عملية اغتياله نقطة تحول إستراتيجية؛ فاستهداف نصر الله يعتبر من أكثر العمليات جرأة في تاريخ جهاز الموساد، إذ نجح عملاء إسرائيليون في التسلل إلى حارة حريك فى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وزرع أجهزة توجيه متطورة مكنت سلاح الجو الإسرائيلي من توجيه ضربة دقيقة أدت إلى مقتل عدد من أبرز قيادات حزب الله وفي مقدمتهم نصر الله.

عُرفت باسم «عملية النظام الجديد»، وشملت اختراقا بريا عالي الخطورة جرى تحت غطاء قصف جوي مكثّف، مهد الطريق أمام العملاء للوصول إلى محيط المخبأ المحصن وزرع أجهزة ميدانية متطورة مكنت الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ ضربات دقيقة وعالية التأثير.

اعتمدت إسرائيل على تكتيك الخداع المرحلي، من تعطيل الاتصالات، إلى استهداف المخازن، وصولاً إلى مخبأ القيادة. ولم يدرك نصرالله، المطمئن إلى معادلة "توازن الردع"، أن تل أبيب تجاوزت الخطوط التقليدية.

ووفقا لتقرير نشره موقع "واي نت"، ففي سبتمبر 2023، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تمطر الضاحية بالقنابل، تسللت وحدة ميدانية من عملاء الموساد إلى حيّ حارة حريك، معقل الحزب، حمل الفريق الإسرائيلي طروداً مموهة تحتوي على أجهزة توجيه، وكان الهدف هو الوصول إلى مبنى سكني يخفي تحته المخبأ المحصّن الذي يشكل المقر القيادي الأهم للحزب، حيث كان نصرالله على وشك الاجتماع بكبار قادته، بينهم الجنرال الإيراني عباس نيلفوروشان، وقائد الجبهة الجنوبية علي كركي.

وُصفت العملية بأنها "مجازفة أمنية من العيار الثقيل"، مشيرة إلى أن فرص نجاح العناصر في الانسحاب الآمن من المنطقة كانت لا تتجاوز 50 بالمئة، في ظل كثافة النيران ومخاطر الوقوع في قبضة عناصر حزب الله.

وأشار التقرير العبرى إلى أن الأجهزة التي زرعها العملاء قرب الموقع المستهدف لم تكن تقليدية. فقد جرى تطويرها عام 2022 في إطار تعاون بين الموساد، ووحدة 8200 للاستخبارات العسكرية، وسلاح الجو، وشركات إسرائيلية منها رفائيل وإلبيت

وتميزت هذه الأجهزة بقدرتها على اختراق البنية التحتية تحت الأرضية، وتوجيه القنابل الذكية بدقة عالية نحو أهداف محصنة داخل تضاريس صخرية معقّدة.

في الساعة 6:20 مساء 27 سبتمبر 2024، وبعد تفعيل الأجهزة الميدانية، شنّت مقاتلات إسرائيلية من طراز إف-15 آي وإف-16 آي سلسلة غارات دقيقة استهدفت الموقع السري، مستخدمة 83 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز بي إل يو-109 الأمريكية والتي تعرف باسم "البرد الثقيل".

وقد أصر وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف جالانت على مضاعفة الحمولة لضمان مقتل نصرالله، في قرار وصف داخل الجيش بالمغامرة المحسوبة.

الضربة أدت إلى مقتل نصرالله، ونحو 300 عنصر من الحزب، بينهم كوادر قيادية. كما دمّرت مركز القيادة السري الذي كان يُعتقد أنه يدير التنسيق العملياتي مع إيران.

كما كشفت تسريبات لاحقة عن انقسام حاد داخل المؤسسة الإسرائيلية قبل العملية، فقد خشي بعض القادة من أن يؤدي اغتيال نصرالله إلى حرب مفتوحة مع إيران وحلفائها، بينما رأت قيادة الموساد أن "الفرصة ذهبية ولا يمكن تفويتها".

0 تعليق