كان قدر الرضيعة مريم أبو مصطفى أن تولد في وقت يواجه فيه قطاع غزة أصعب حرب منذ نكبة 1948، بمجرد أن فتحت عينيها للحياة سمعت أصوات القصف وتكدس المستشفيات بالشهداء والمصابين، ومجاعة تستشرى داخل القطاع بالكامل لتكون أحد المصابين بهذا المرض.

مريم قبل صوء التغذية
تعاني الرضيعة "مريم" صاحبة العام وثمانية شهور من سوء تغذية حاد، وإعاقة دماغية أصابتها بعد ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وهي بعمر ستة أشهر، ما أدى إلى ضمور في الدماغ وتشنجات عصبية معقدة.
ويقول والدة مريم أبو مصطفى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ابنتها تعاني من ضعف مناعة، ودرجة حرارتها تصل إلى 42 درجة مئوية، بجانب مشكلات بالدم الذي يصل لـ6، وتضطر إلى الحصول على حدات دم، بجانب نقص بالصفائح الدموية، ونقص كرات الدم البيضاء ومشكلات في الأعصاب.
وفي 13 سبتمبر أكدت وزارة الصحة بغزة، أن بنوك الدم في المستشفيات تُعاني من نقص حاد وخطير في وحدات الدم ومكوناته، والاحتياج اليومي من وحدات الدم ومكوناته يزيد عن 350 وحدة دم، مشيرة إلى أن نوعية الاصابات الخطيرة التي تصل للمستشفيات تتطلب وحدات اضافية من الدم لإنقاذ الحياة .
مريم بعد سوء التغذية
وأضافت الوزارة في بيان لها، أن تراجع مصادر تعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته بما فيها حملات التبرع المجتمعية نظرا لتفشي المجاعة وسوء التغذية، موجهة نداءً عاجلاً الى كافة الجهات المعنية لتعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته في المستشفيات.
وتضيف أن ابنتها الرضيعة تحتاج إلى إجراء عملية زراعة النخاع، لكن لا تستطيع المستشفيات في غزة إجراء تلك العملية بسبب انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع بسبب الحرب، مشيرة إلى أنه إذا لم تستطع إجراء تلك العملية قد تفقد حياتها.
وتوضح والدة مريم أبو مصطفى أن ابنتها تعيش على المسكنات والمهدأ منذ 36 يوما، مشيرة إلى أن ابنتها كانت طبيعية، وتتحرك وتزحف على ظهرها، إلا أنها أصيبت بتصلب في الأطراف من سوء التغذية ومع استمرار النجاعة أصبحت تعاني من جفاف بسبب نقص الحليب وحياتها أصبحت بخطر .
0 تعليق