الطفل عبد الرحمن يفقد عينه برصاص الاحتلال أثناء رحلة البحث عن طعام لأسرته - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن يعلم عبد الرحمن أبو جزر، صاحب الـ 14 عاما، أن ذهابه إلى مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية لإحضار طعام لأسرته أنه سيعود فاقدا لعينه اليسرى، في ظل تعمد الاحتلال استهداف منتظرى المساعدات الإنسانية ضمن سياسة التجويع التي تتعمد إسرائيل تطبيقها داخل القطاع.

وأصيب الطفل عبد الرحمن، أثناء محاولته للحصول على مساعدات لإعالة أسرته، برصاصة في عينه على يد الجيش الإسرائيلي، ما تسبب في فقدان إحدى عينيه، بينما تظل العين الأخرى على حافة الفقدان بسبب التهابات خطيرة تهدد حياته.

ومع عدم وجود علاج للطفل عبد الرحمن داخل المستشفى، حدثت له مضاعفات مثل آلام شديدة وصداع مستمر وفقدان حاسة الشم، في ظل عدم قدرة الأطباء على التخفيف من آلامه.

ويقول الطفل عبد الرحمن أبو جزر، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه في إحدى الأيام توجه للحصول على طرد غذائي من مراكز المساعدات الأمريكية ففوجئ خلال دخوله المكان بإطلاق الرصاص المباشر عليه مما أدي إلى إصابته بطلقة في عيني اليسرى.

ويضيف أن الأطباء أجروا له عملية جراحية عاجلة، إلا أنه يعانى من مضاعفات طوال الوقت ويحتاج للسفر للعلاج في أسرع وقت وفقا لنصيحة أطباء غزة، متابعا: "أناشد الضمائر الحية مساعدتي للخروج للعلاج حتى لا أفقد بصرى وحتى لا تؤثر المضاعفات على عيني الأخرى".

الطفل عبد الرحمن أبو جزر
الطفل عبد الرحمن أبو جزر

وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتاريخ 2 أكتوبر، أكد أن الاحتلال يُمعن في هندسة التجويع والفوضى، حيث إن طيلة شهر سبتمبر 2025، لم يدخل إلى غزة سوى (1,824) شاحنة مساعدات فقط من أصل (18,000) شاحنة مساعدات كان من المفترض وصولها، أي ما يعادل نحو (10%) فقط من الاحتياجات الإنسانية الفعلية لأكثر من (2.4) مليون مواطن في القطاع، بينهم أكثر من مليون طفل.

وأضاف خلال بيانه، أن هذه الشاحنات تعرضت لعمليات نهب وسرقة في ظل الفوضى الأمنية المصطنعة التي يفرضها الاحتلال عبر سياسة "هندسة التجويع والفوضى"، في محاولة مفضوحة للنيل من صمود وإرادة الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الاحتلال يواصل فرض حصار خانق على غزة في إطار سياسة ممنهجة تستهدف هندسة التجويع الجماعي، عبر الإغلاق الكامل للمعابر منذ أكثر من سبعة أشهر، ومنع دخول شاحنات المساعدات بالكميات الكافية، وعرقلة وصولها للمحتاجين، إلى جانب الإغلاق التام للمنفذ الشمالي "زيكيم"، والإغلاق المتكرر لمعبرَي "كيسوفيم" و"كرم أبو سالم"، بما يشكل أداة عدوانية مباشرة لتجويع السكان وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

وأشار إلى أن الاحتلال يحرم السكان المدنيين من أكثر من (430) صنفاً من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والمجوّعون، ولا يسمح إلا بإدخال كميات محدودة جداً من بعض الأصناف، بينما يحظر دخول قائمة واسعة من المواد الغذائية الحيوية، في استهداف مباشر لحياة المدنيين ومصادر بقائهم، لافتا إلى أن القطاع يحتاج يوميا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.

ولفت إلى أن هذا الحصار الممنهج إلى انهيار القدرة الشرائية لدى السكان، حيث إن أكثر من 95% من المواطنين لا يملكون القدرة على شراء السلع والبضائع حتى في حال توفرت أحياناً في الأسواق، الأمر الذي يفاقم منسوب الفقر والجوع ويجعل الحياة الإنسانية في قطاع غزة شبه مستحيلة.

وفي 24 سبتمبر، أكدت منظمة الصحة العالمية، تصاعد العنف قرب مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة مما أجبر المرضى والعاملين على الفرار، موضحة أن  مستشفى الرنتيسي كانت المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، ومستشفى العيون بغزة كانت المرفق الوحيد الذي يقدم رعاية متخصصة للعيون، ومزيد من الأرواح ستفقد مع بقاء مئات الآلاف بمدينة غزة واستمرار إغلاق المرافق الصحية.

0 تعليق