القاهرة، مصر (CNN)-- تسبب عطل في أحد مصانع شركة حديد عز- المملوكة لرجل الأعمال أحمد عز- في تراجع السهم بالبورصة المصرية بنسبة 9.33% ليغلق عند مستوى 104.7 جنيه (2.11 دولار) بنهاية الأسبوع، وتحقيق خسارة سوقية بلغت 5.8 مليار جنيه (117.9 مليون دولار) ليصل رأس المال السوقي للسهم إلى 56.8 مليار جنيه (1.1 مليار دولار)، وسط توقعات من محللين أن تمتد الخسائر لسوق الحديد.
وفي بيان للبورصة، الأربعاء، كشفت شركة حديد عز، عن تعطل فرن الصهر الثاني بمصنع الشركة بالعين السخنة- شرق العاصمة القاهرة- بسبب عطل جسيم في محول الكهرباء، متوقعة أن تستغرق فترة التصليح 9 أشهر، وستواجه هذا العطل من خلال تشغيل فرن الصهر الأول تبادليا بين صب البلاطات وصب المربعات (البيليت) لإنتاج الصلب المسطح وحديد التسليح، وفق متطلبات السوق.
ووفق تقرير لشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، فإن الفرن الذي تعرض للعطل يقع داخل المجمع الصناعي لشركة حديد عز بالسخنة، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية الإجمالية 2.3 مليون طن سنويا مقسمة ما بين 1.1 مليون طن سنويا من حديد التسليح، و1.2 مليون طن سنويا من الصلب المسطح.
وبدأ الإنتاج المنتظم لفرن الصهر رقم 2 في مايو/ أيار 2023، بالتعاون مع إحدى الشركات الإيطالية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.6 مليون طن سنويا، وبتكلفة استثمارية بلغت 4.2 مليار جنيه (84.7 مليون دولار)، وبتمويل من قرض بلغ 2.2 مليار جنيه (44.4 مليون دولار)، وبتمويل ذاتي 2 مليار جنيه (40.3 مليون دولار)، وساعد الفرن في زيادة الإنتاج والمبيعات بشكل عام ومنتجات الصلب المسطح بشكل خاص.
وتوقع التقرير أن يؤدي وقف الفرن المتضرر إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية بكامل قدرته الإنتاجية البالغة 1.6 مليون طن سنويا، وأن تتراجع إيرادات شركة حديد عز بالعملة الأجنبية، نتيجة انخفاض في الكميات المباعة من منتجات الصلب المسطح على مدار فترة الصيانة المقدرة بتسعة أشهر، خاصة وأن هذه المنتجات موجهة للتصدير.
وتجاوزت مبيعات شركة حديد عز أكثر من 100 مليار جنيه (2.03 مليار دولار) خلال النصف الأول من عام 2024، وحققت الشركة ربحية بلغت 2.3 مليار جنيه (45.9 مليون دولار) مقارنة بخسائر بقيمة 810 ملايين جنيه (16.3 مليون دولار) خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وترى نائب رئيس قطاع البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، ريهان حمزة، أن توقف فرن الصهر الثاني لأحد مصانع شركة حديد عز سيؤدي إلى تراجع حجم مبيعات الشركة بنسبة 10% فقط، وذلك استنادا على توقعات "الأهلي فاروس" بأن يصل حجم مبيعات "حديد عز" هذا العام إلى 6 ملايين طن، علاوة على ذلك فإن شركة حديد عز لديها القدرة على استيراد البليت خلال فترة إصلاح فرن الصهر لإنتاج حديد التسليح والصلب المسطح حال وجود طلب على منتجات الشركة.
وتوقع تقرير لشركة حديد عز، أن يزيد استهلاك مصر من حديد التسليح خلال 2024 بنسبة 5% ليصل إلى 6.8 مليون طن، مدفوعا بالمضي في استكمال مشروعات البنية التحتية، وسداد مستحقات المقاولين، والاستئناف المتوقع لتصاريح البناء الجديدة، واستقرار استهلاك الصلب المسطح خلال هذا العام عند 1.5 مليون طن.
أما بالنسبة للتأثير على القوائم المالية لشركة حديد عز، قالت حمزة، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، إن الشركة متعاقدة على التغطية التأمينية لفرن الصهر، وبالفعل أخطرت شركة التأمين بتوقف الفرن نتيجة العطل، وبالتالي قد يغطي التأمين تكلفة فترة الإصلاح، مضيفة أن تأثير توقف فرن الصهر سلبيا على شركة حديد عز، ولكن ليس بصورة كبيرة.
وحسب بيان شركة حديد عز للبورصة، فإنها أبلغت شركة التأمين بتوقف فرن الصهر الثاني نتيجة العطل، فيما نقلت وسائل إعلام محلية، أخبارا عن تكليف شركة مصر للتأمين- المسؤولة عن التغطية التأمينية لأصول حديد عز- إحدى كبرى شركات المعاينة العالمية من أجل تقدير الأضرار الخاصة بفرن مصنع السويس.
وذكرت ريهان حمزة أن القيمة العادلة لسهم شركة حديد عز 120 جنيها (2.42 دولار)، ولكن هناك تحديات تواجه صناعة الحديد في مصر وأبرزها تحقيق المفوضية الأوروبية في إغراق الصلب المسطح المدرفل على الساخن من مصر، وارتفاع أسعار الغاز المورد للمصانع، مشيرة لأهمية سهم الشركة في تحديد حركة البورصة بسبب ارتفاع وزنه النسبي بجانب البنك التجاري الدولي، خاصة بعد الاستحواذ على شركات كبرى أخرى مقيدة ومنها السويدي إليكتريك.
وسبق أن أفصحت شركة حديد عز، عن بدء المفوضية الأوروبية في التحقيق في شكوى مقدمة من رابطة الصلب الأوروبية، بشأن فرض رسوم إغراق على واردات الاتحاد الأوروبي من الصلب المسطح المدرفل من مصر والهند واليابان وفيتنام، وتعد حديد عز هي المصدر المصري الوحيد له.
فيما توقع المحلل المالي بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، عبدالخالق محمد، أن يؤثر عطل إحدى أفران مصنع حديد عز في تأثيرات سلبية على مبيعات وإيرادات الشركة خلال فترة الإصلاح، والتي تستغرق 9 أشهر، كما سيمتد التأثير ليصل إلى سوق الحديد في مصر، والذي قد يتأثر نتيجة نقص في كميات المعروض في الأسواق؛ لأن"حديد عز" تمتلك أكبر حصة سوقية في السوق المحلي، وسيؤدي لزيادة الأسعار الفترة المقبلة ولكن لن تؤدي هذه الزيادة في تعويض تراجع الإنتاج.
وانخفضت أسعار حديد عز مطلع الشهر الحالي، وبلغ السعر الاسترشادي للبيع للمستهلك 39.6 ألف جنيه (798.13 دولار) للطن، وفق الموقع الرسمي للشركة.
كما توقع محمد، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، أن يتحرك سهم شركة حديد عز في اتجاه هابط خلال فترة إصلاح فرن الصهر الثاني، متأثرة بالانخفاض المتوقع في إنتاجية الفرن، والتي تصل إلى 1.6 مليون طن سنويا، مما يؤثر سلبا على أداء السهم بشكل ملحوظ، في المقابل قد تستفيد شركات أخرى من مثل مصر الوطنية للصلب-عتاقة، والتي قد تستفيد من ارتفاع أسعار منتجات الحديد والصلب.
وانخفض سهم حديد عز، خلال جلستي الأربعاء والخميس بالبورصة ، بنسبة 4.86%، 2.61% على الترتيب، مما أدى لتراجع سعر السهم إلى 104.7 جنيه (2.11 دولار).
0 تعليق