أفادت وكالة الطاقة الدولية أن العالم بحاجة إلى إنفاق حوالي 540 مليار دولار سنويا على النفط والغاز للحفاظ على الإنتاج الحالي بحلول عام 2050، مع تزايد وتيرة الانخفاض في الحقول الحالية.
وصرح المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، بأن معدلات الانخفاض السريعة، والتي تُعزى جزئياً إلى زيادة الاعتماد العالمي على النفط الصخري الأمريكي، تعني أن صناعة النفط والغاز العالمية "ستضطر إلى العمل بسرعة أكبر بكثير لمجرد الصمود".
وتعني التوقعات أيضاً أن الشركات ستحتاج إلى استغلال الاحتياطيات التي لم تُكتشف بعد، ما لم يتحول الطلب بعيدًا عن الوقود الأحفوري، للحفاظ على الإنتاج عند مستواه الحالي خلال 25 عاماً. كما تُمثل هذه التوقعات تحولًا كبيرًا في نهج وكالة الطاقة الدولية، التي دعت في السنوات الأخيرة كبار المنتجين إلى إنفاق المزيد على الطاقة النظيفة.
هل بلغ الطلب ذروته؟
وتُعدّ هذه التوقعات مهمة نظرا لعدم وجود مؤشرات تُذكر على بلوغ الطلب على النفط ذروته قريباً، مما يعني أن زيادة الإنتاج ستكون ضرورية لسنوات قادمة. في حين يُتوقع فائض عالمي في النفط لهذا العام والعام المقبل، توقعت شركة بي بي بي هذا العام أن يظل نمو العرض خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من أوائل عام 2026 ثابتًا إلى حد كبير لمدة 12 إلى 18 شهرًا.
وقال بيرول، في بيان: "في حالة النفط، سيؤدي غياب الاستثمار في المنبع إلى إزالة ما يعادل إنتاج البرازيل والنرويج مجتمعين سنويًا من توازن السوق العالمية".
ويُعد هذا التوقع جزءاً من تقرير حلل أكثر من 15 ألف حقل ومدى سرعة انخفاض إنتاجها. وبدون الاستثمار، سينخفض العرض العالمي بما يعادل إنتاج النرويج والبرازيل مجتمعين - أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا - سنوياً.
ويزيد هذا المبلغ بنحو 40% عما كان عليه في عام 2010، ويعزى ذلك جزئيًا إلى زيادة الاعتماد على إنتاج النفط الصخري، وخاصةً من الولايات المتحدة، والذي عادةً ما ينضب أسرع من الاحتياطيات التقليدية.
في حين يُتوقع أن يصل الإنفاق العالمي إلى 570 مليار دولار هذا العام - وهو ما يكفي للحفاظ على الإنتاج عند مستوياته الحالية في حال استمراره - إلا أن هذا المبلغ سينخفض قليلاً عن عام 2024، وفقًا لما ذكره كريستوف ماكجليد، رئيس وحدة إمدادات الطاقة في وكالة الطاقة الدولية، خلال ندوة إلكترونية.
0 تعليق