حذّر خبراء الطاقة من أن إعلان شركات أمريكية في مجال التكنولوجيا، بينها «مايكروسوفت» و«أوبن إيه آي»، عن التزام بضخ استثمارات تصل إلى 31 مليار جنيه إسترليني (41.8 مليار دولار) في مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل المملكة المتحدة، قد تصطدم بتحديات كبيرة على رأسها شبكة الكهرباء البريطانية القديمة، وارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات من بين الأعلى عالمياً.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتسريع إجراءات الموافقة على إنشاء مراكز البيانات وتسهيل وصولها إلى شبكة الكهرباء، في محاولة لجعل بريطانيا وجهة جاذبة للشركات العالمية. لكن الحاجة الهائلة للطاقة التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي قد تدفع بعض الشركات إلى البحث عن بدائل خارج البلاد إذا لم تفِ الحكومة بوعودها.
وقال جوشوا ليهي، المدير التقني في شركة «إكس تي إكس ماركيتس»: «المملكة المتحدة غير مؤهلة لتطوير مراكز البيانات، بسبب أسعار الكهرباء المرتفعة، والنظام التخطيطي غير الملائم، وفشل الحوكمة بشكل منهجي».
تأتي المبادرة الأمريكية – البريطانية على هامش زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى لندن، لكنها تواجه واقعاً صعباً. إذ تشير تقديرات شركة «سافيلز» العقارية إلى أن الحصول على ربط جديد بالشبكة يستغرق خمس سنوات على الأقل، في وقت تواجه فيه مشروعات البنية التحتية، من المستشفيات إلى المصانع، المعاناة نفسها مع شبكة متقادمة ومثقلة بالطلب.
ارتفاع تكاليف الطاقة
في الولايات المتحدة، أدت طفرة الذكاء الاصطناعي إلى أكبر زيادة في استهلاك الكهرباء منذ عقود، وارتفاع فواتير الطاقة بشكل غير مسبوق. أما بريطانيا، فتطمح حكومتها إلى الوصول إلى شبكة كهرباء نظيفة بحلول 2030 مع خفض الفواتير بمقدار 300 جنيه إسترليني للأسر، غير أن تزايد الطلب المتوقع من «مناطق نمو الذكاء الاصطناعي» قد يجعل تحقيق الهدف أكثر صعوبة.
ورغم أن بريطانيا سجلت العام الماضي رقماً قياسياً بتغطية 50% من احتياجاتها من الكهرباء عبر مصادر متجددة، تشير التقديرات إلا أن الطلب المتوقع من مراكز البيانات قد يرتفع 40% بحلول 2030، الأمر الذي يستهلك سريعاً فائض الإنتاج.
ولفت الخبراء الى أن منشأة ضخمة بقدرة 100 ميغاواط قد تستهلك ما يعادل كهرباء 260 ألف منزل، وهو أمر قد يرفع الأسعار الأساسية بنسبة 9% تقريباً بحلول 2040 إذا لم يتزامن ذلك مع توسع موازٍ في الطاقة المتجددة.
0 تعليق