أعلنت «غوغل» إلغاء اشتراكها المؤسسي في صحيفة «فاينانشال تايمز»، في خطوة تعكس اتجاهاً أوسع نحو خفض التكاليف لدى عملاق البحث، رغم الأداء المالي القوي الذي سجلته الشركة خلال العام الجاري.
وأكدت مصادر مطلعة أن هذا الإجراء قد يمتد ليطال اشتراكات إعلامية أخرى.
منذ مطلع 2025، نفّذت «غوغل» سياسة صارمة لترشيد النفقات، تضمنت الاستغناء عن 35% من المديرين الذين يشرفون على فرق صغيرة، إلى جانب برامج الخروج الطوعي في عدة أقسام.
وأشارت المديرة المالية للشركة، عنات أشكنازي، في وقت سابق إلى أن سياسة تقليص النفقات ستستمر إلى مدى أبعد قليلاً، وهو ما يتجسد اليوم رغم إعلان الشركة الأم ألفابت عن إيرادات قوية بلغت 96.4 مليار دولار في الربع الثاني من العام.
ورغم أن إلغاء اشتراكات صحفية لا يوفر سوى مبالغ محدودة، إلا أن الخطوة تأتي في وقت حساس يتسم بتوتر متزايد بين غوغل والناشرين الإخباريين. فبحسب بيانات اتحاد «Digital Content Next»، تراجع متوسط الزيارات المُحالة من محرك البحث إلى مواقع الناشرين بنسبة 10% بين مايو ويونيو الماضيين، فيما سجلت العلامات غير الإخبارية انخفاضاً بنسبة 14%. أما بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل «سي إن إن»، و«بزنس إنسايدر»، فتكبدت تراجعات حادة وصلت إلى 30% و40% على التوالي.
ويعزو الناشرون هذه الانخفاضات إلى ميزة «الموجزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي» التي أطلقتها غوغل، والتي خفّضت معدلات النقر على الروابط الخارجية إلى ما بين 56% و69%، وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن مركز «بيو للأبحاث».
وبينما تواصل «غوغل» البحث عن سبل لخفض النفقات وتحسين الكفاءة، يظل السؤال الأبرز، هل ستؤدي هذه السياسات إلى توفير فعلي، أم ستزيد من حدة المواجهة مع قطاع الإعلام العالمي الذي يتهمها بتقويض نموذج عمله التقليدي؟
0 تعليق