حظر النفط والغاز الروسي.. أوروبا تتحرك وبولندا ترد على انتهاكات الأجواء - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت المفوضية الأوروبية حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، وهي الـ19 منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، تستهدف مصادر تمويل موسكو في دول مثل الصين والهند، في خطوة تتماشى مع دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتشديد الضغط الاقتصادي على روسيا.

استنفار بولندا

وتأتي هذه العقوبات بالتزامن مع تصاعد التوترات العسكرية، إذ استنفرت بولندا، عضو حلف الناتو، قواتها الجوية لحماية أجوائها بعد انتهاكات روسية متكررة.

الحزمة الـ19 من العقوبات الأوروبية على روسيا

وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي، أن الحزمة الجديدة تستهدف مصافي النفط، تجار الطاقة، وشركات البتروكيماويات في دول ثالثة، بما في ذلك كيانات صينية وهندية، لقطع مصادر تمويل الحرب الروسية.

وأضافت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن العقوبات تشمل حظر تصدير المواد الكيميائية والمعادن والخامات، مع تشديد الرقابة على الكيانات الروسية والأجنبية المتورطة في التهرب المالي.

عقوبات أوروبية على الصين والهند

ووفقا لمجلة «بوليتيكو»، ستُدرج الحزمة نحو 12 كيانا صينيا وثلاثة كيانات هندية في قوائم الحظر التجاري، إضافة إلى فرض قيود على شركتين صينيتين إضافيتين. كما تتضمن العقوبات تحديد سقف سعري للنفط الروسي عند 47.60 دولار، وتجميد أصول شركات، وحظر معاملات مع «أسطول الظل» الذي ينقل النفط الروسي، والذي يضم الآن أكثر من 560 سفينة.

ولأول مرة، ستستهدف العقوبات منصات العملات المشفرة وبنوكا أجنبية مرتبطة بأنظمة دفع روسية بديلة.

وفي خطوة موازية، تخطط بروكسل لحظر استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي بحلول نهاية 2026، مع قانون منفصل يهدف إلى إنهاء جميع واردات الطاقة من روسيا بحلول 2027.

وأكد مفوض الطاقة الأوروبي دان يورجنسن أن الاتحاد قلّص اعتماده على الغاز الروسي من خلال استثمارات في الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن الهدف هو القضاء على الاعتماد على مورد غير موثوق.

تحرك بولندا وسط تصاعد التوترات

وتزامن الإعلان عن العقوبات مع تحرك عسكري بولندي عاجل، إذ أعلنت القوات المسلحة البولندية، عضو الناتو، إقلاع طائراتها المقاتلة وحلفائها لحماية المجال الجوي بعد هجمات روسية جوية قرب الحدود الأوكرانية.

وأوضحت القيادة العملياتية البولندية عبر منصة «إكس» أن أنظمة الدفاع الجوي والرادارات في حالة تأهب قصوى بعد خرق 19 طائرة مسيرة روسية أجوائها الأسبوع الماضي، وأكدت فون دير لاين أن هذه الانتهاكات، التي شملت أيضا الأجواء الرومانية والإستونية، تبرر زيادة الضغط على روسيا.

في سياق متصل، نفت روسيا، عبر وزارة دفاعها، خرق مقاتلاتها من طراز ميغ-31 الأجواء الإستونية، مدعية أنها كانت تحلق فوق مياه بحر البلطيق المحايدة، لكن إستونيا اعتبرت الحادثة انتهاكا جريئا وتستعد لتفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو لإجراء مشاورات حول التهديدات.

تحديات العقوبات وموقف روسيا

ورغم فرض أكثر من 25 ألف عقوبة على روسيا منذ 2014، أظهر الاقتصاد الروسي صمودا ملحوظا، مع نمو بنسبة 4.1% في 2023 و4.3% في 2024، مدعوما بالإنفاق العسكري.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تبطئ نموها الاقتصادي عمدا لكبح التضخم، نافيا أي مخاطر للركود. في المقابل، أشار الكرملين إلى أن العقوبات الأوروبية لن تغير موقف روسيا، معتبرا أنها لا تؤثر على مصالحها الوطنية.

تحديات أوروبية داخلية

فيما تواجه العقوبات تحديات داخلية بسبب معارضة دول مثل المجر وسلوفاكيا، اللتين تواصلان استيراد النفط والغاز الروسي عبر خط أنابيب دروجبا وترك ستريم.

كما تستورد دول أخرى مثل إسبانيا وبلجيكا الغاز الروسي المسال، مما يعقد جهود الاتحاد لفرض حظر شامل، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن العقوبات الأمريكية مشروطة بتوقف دول الناتو عن شراء النفط الروسي، وهو شرط يصعب تحقيقه مع دول مثل تركيا.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق