في خطوة جديدة لتعزيز القدرات الفضائية الأميركية، نجحت شركة سبيس إكس فى تنفيذ مهمتها الحادية عشرة ضمن برنامج المكتب الوطني للاستطلاع (NRO) المعروف باسم “البنية المتعددة” أو Proliferated Architecture، وانطلقت المهمة التي حملت الرمز NROL-48 من قاعدة فاندنبرج للقوة الفضائية بولاية كاليفورنيا، بواسطة صاروخ فالكون 9، حيث جرى وضع عدة أقمار اصطناعية صغيرة مخصصة للاستطلاع والاتصالات في المدار.
ويهدف البرنامج إلى تطوير نظام مراقبة فضائية أكثر مرونة وسرعة في الاستجابة، يقوم على نشر عدد كبير من الأقمار الصغيرة منخفضة التكلفة في مدارات مختلفة، بدلاً من الاعتماد فقط على الأقمار الكبيرة المحدودة العدد، هذا النموذج الجديد يمنح الولايات المتحدة قدرة أكبر على مراقبة الأرض بشكل متكرر، ويوسّع نطاق التغطية، مع توفير بيانات استخباراتية أسرع وأكثر كفاءة.
وبحسب المكتب الوطني للاستطلاع، فإن هذه الأقمار تُعتبر جزءًا من برنامج “ستارشيلد” (Starshield) الذي يعتمد على تعديل تكنولوجيا أقمار ستارلينك التجارية التابعة لسبيس إكس، بحيث تزوّد بمستشعرات ومعدات اتصالات تخدم الأغراض العسكرية والاستخباراتية.
أما بالنسبة للتفاصيل التقنية، فقد مثلت مهمة NROL-48 الإطلاق المخصص الحادي عشر لهذا البرنامج منذ انطلاقته في مايو 2024، الصاروخ المستخدم، وهو من نوع Falcon 9 Booster B108، تمكن من الهبوط للمرة الثامنة عشرة بنجاح، وذلك على منصة برية داخل قاعدة فاندنبرغ بدلاً من سفينة عائمة في البحر، ما يشير إلى أن الحمولة قد تكون أخف مقارنة ببعض المهمات الأخرى.
ويعكس هذا التوجه الاستراتيجي رغبة الولايات المتحدة في بناء بنية فضائية مقاومة للتهديدات، خصوصاً هجمات تعطيل أو تدمير الأقمار الاصطناعية، مع ضمان سرعة أكبر في إيصال البيانات إلى مستخدميها من جهات الدفاع والاستخبارات.
0 تعليق